الحبشة ... فقد كانت بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .... وما كانت الحبشة دولة اسلامية مستقلة بل كانت تدين
بالنصرانية فيما أعلم ... والنجاشي رضي الله عنه مع اسلامه لم يجعلها دولة اسلامية مستقلة
وقد يشفع لقولك تقييد السعة بالمطلقة فحينئذ أوافقك تماما على هذا الكلام دون تردد.
.والله اعلم.
ـ[أبو البراء مهدي]ــــــــ[20 Jan 2008, 06:07 م]ـ
بسم والحمد لله ..
أخي الكريم المجلسي الشنقيطي ..
اشكرك على المتابعة والاهتمام وجزاك الله خيرا على الملاحظة ..
يبدو بأن الحديث عن مفهوم الدولة في هذا المقام هو باعتبارها افضل صيغة يمكن ان تتاح فيها الحركة الواسعة غير المقيدة لأننا لا يمكن ان نتصور تحرك مطلق في اطار دولة لا تتبع لاهل الحق والايمان، فكان تقييد السعة بالدولة المستقلة اي التابعة بقيادتها وسيادتها الى اهل الحق والايمان، وان قرائتنا للسيرة تثبت قيامها فعلا، وكذلك دولة اهل الحق والايمان في فلسطين من بعد موسى، على عهد طالوت وداوود وسليمان، وقبل ذلك على عهد يوشع بن نون ..
ولأمر حكيم استفاض القرآن الكريم في قص سيرة بني اسرائيل، مبينا كل مسيرة النبوة وما جرى لموسى مع قومه بل وما كان من بعد عهد موسى من تمكين لبني اسرائيل في الارض قبل انحرافهم الاخير عن العهد النبوي وآخر ذلك مجابهتهم لعيسى عليه السلام ..
فهناك أمتنا يبين الله تعالى مسارهما تحديدا هما امة بني اسرائيل، وامةتنا باعتبارها الوارثة لعهد الرسالات من بعد بني اسرائيل، ومن هنا يمكن فهم كثير من خيوط الربط بين المسارين في سورة الاسراء .. وهو ما نرجيء الحديث عنه بعد ان نضع القاريء الكريم في صورة التشابه الكبير بين هجرة موسى ومحمد عليهما افضل الصلاة واتم التسليم ..
وذكّرهم بأيام الله ..
..
قال تعالى في طلبه لموسى:
? وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) ? ..
فلبى موسى الطلب، من خلال ذكره لهذه الايام العظيمة المنسوبة الى الله ةعلى وجه الخصوص يوم أغرق الله تعالى فرعون وجنوده ونجى المؤمنين مع موسى من قومه:
? وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) ? ..
ومن خلال هاتين الايتين يتبين لنا ما يلي:
1 - جعل الله تعالى أيامه العظيمة التي ينصر فيها الحق واهله وعدا ثابتا ومستمرا ما دام الصراع بين الحق والباطل، ولكنه مشروط بكثرة الصبر بل والاصطبار والمصابرة،والاعتراف بنعم الله كثيرا (الشُكور) وهذا مأخوذ من قوله تعالى:
? وذكرهم بأيام الله إنّ في ذلك لآيات لكل صبّار شكور ?
2 - يوم نجاة قوم موسى (والذين آمنوا معه) هو ذلك اليوم الذي ذكر به موسى قومه وهو من ايام الله.
وبهذا تنسجم نصوص الكتاب والسنة على اعتبار يوم نجاة موسى ومن معه من ظلم واستضعاف فرعون لهم، هو يوم من ايام الله تعالى العظيمة التي خلدها القرآن .. ثمّ أكدت السنة عظمة هذا اليوم من ايام الله تحديدا من خلال مشروعية صيامه مع التأكيد على مخالفة اليهود باعتبار أنهم لا ينتسبون - حقيقة - الى دعوة موسى لأنهم انحرفوا عن دينه وحرّفوا كتابه ..
ومن الواضح تماما بأنّ يوم النجاة هنا هو يوم الخروج من مصر الى سيناء (دار هجرة موسى ومن معه) .. تحقيقا لقانون الهجرة الذي شرحناه:
? ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة ... ?.
المتدبر للقرآن الكريم، يجد الشبه كبيرا بين هجرة موسى عليه السلام وهجرة محمد صلى الله عليه وسلّم باعتبارهما يحملان ذات الحقّ الذي انزله الله تعالى على الناس.
ولا شك بأن يوم هجرة موسى ونجاته مع قومه من ظلم فرعون هو اعظم أيام موسى في دعوته الى الله تعالى.
وإذا كان من حق يمكن أن يتبعه من يدعي انتسابه الى موسى عليه السلام فهو باعتبار ذلك اليوم بداية التأريخ الصحيح للأمة اليهودية ..
¥