تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[العرابلي]ــــــــ[30 Jan 2009, 12:08 ص]ـ

قال الله تعالى {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}

قال الطبري وقوله (فترى القوم فيها صرعى) يقول فترى يا محمد قوم عاد في تلك السبع الليالي والثمانية الأيام الحسوم صرعى قد هلكوا كأنهم أعجاز نخل خاوية يقول كأنهم أصول نخل قد خوت.

قال القرطبي قوله تعالى فترى القوم فيها أي في تلك الليالي والأيام صرعى جمع صريع يعني موتى وقيل فيها أي في الريح كأنهم أعجاز أي أصول نخل خاوية أي بالية قاله أبو الطفيل، وقيل خالية الأجواف لا شيء فيها والنخل يذكر ويؤنث وقد قال الله تعالى في موضع آخر كأنهم أعجاز نخل منقعر فيحتمل أنهم شبهوا بالنخل التي صرعت من أصلها وهو إخبار عن عظم أجسامهم ويحتمل أن يكون المراد به الأصول دون الجذوع أي أن الريح قد قطعتهم حتى صاروا كأصول النخل خاوية أي الريح كانت تدخل أجوافهم فتصرعهم كالنخلة الخاوية الجوف، وقال ابن شجرة كانت الريح تدخل في أفواههم فتخرج ما في أجوافهم من الحشو من أدبارهم فصاروا كالنخل الخاوية، وقال يحيى بن سلام إنما قال خاوية لأن أبدانهم خوت من أرواحهم مثل النخل الخاوية ويحتمل أن يكون المعنى كأنهم أعجاز نخل خاوية عن أصولها من البقاع كما قال تعالى فتلك بيوتهم خاوية أي خربة لا سكان فيها ويحتمل الخاوية بمعنى البالية كما ذكرنا لأنها إذا بليت خلت أجوافها فشبهوا بعد أن هلكوا بالنخل الخاوية.

قال ابن عباس خاوية خربة، وقال غيره بالية أي جعلت الريح عملا بأحدهم الأرض فيخر ميتا على أمِّ رأسه فينشدخ رأسه وتبقى جثته هامدة كأنها قائمة النخلة إذا خرجت بلا أغصان وقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور.

بارك الله فيكم ولكم في مروركم

وجزاكم الله بكل خير على السالف واللاحق

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير