تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإن من المثاني قوله:

? ? هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف مكن الملائكة مسومين ? عمران 125

? ? والمرسلات عرفا ?

? ? والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا ?

? ? ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون فتول عنهم حتى وأبصرهم فسوف يبصرون أفبعذابنا يستعجلون فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون ? الصافات 171 ـ 179

? ? وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر كلا والقمر والليل إذ أدبر والصبح إذا أسفر إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ? المدثر 31 ـ 37

ويعني الوعد بإنزال خمسة آلاف من الملائكة مسومين أن الناس سيرونهم ولهم سيما يعرفون بها وهم المرسلات عرفا أي لهم عمائم أرسلوا مؤخرتها يعرفون بها، وإن لهم خيلا يركبونها كما في قوله ? والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا ?، أما العاديات فهي طلائع الملائكة تعدو للقتال أو هي الخيل تعدو ضبحا وهو نوع من الجري، أو نوع من أصواتها ليس بالصهيل ولا الحمحمة، وأما الموريات فهي الخيل توري أي توقد بحوافرها الحجارة أو ما تسير عليه من الأرض قدحا لفرط قوتها وسرعتها في غارتها على المجرمين صبحا بعد مطلع الفجر حتى تثير النقع من الغبار وأثر الغارة وتلك من غمرات موت الظالمين الموصوف في حرف الأنعام حتى تتوسط الملائكة بخيلها جمع المجرمين لتأخذهم من مكان قريب كما في حرف سبإ، وجند ربنا من الملائكة هم الغالبون وهكذا سيسوء صباح المنذرين إذا نزل بساحتهم العذاب.

ويعني حرف الصافات أن كلمة ربنا أي وعده ـ كما بينت في مقدمة التفسير ـ هي وعده رسله كما في قوله ? إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون ? فهو وعد قد سبق ونفذ بإهلاك قوم نوح وقوم لوط وبإهلاك عاد وثمود والأحزاب من بعدهم وباستخلاف المؤمنين من بعدهم فكانت العاقبة للمتقين وإنما جند ربنا الغالبون يومئذ هم الملائكة إذ لم يقع ذلك النصر بالقتال في سبيل الله ولا بجهود المؤمنين وإنما بأمر ربنا الخارق المعجز، فجند ربنا من الملائكة هم الغالبون يومئذ كما هوصريح رسل ربنا من الملائكة الذين أرسلوا إلى قوم لوط بالعذاب فأمطرهم بحجارة من سجيل منضود وجعلوا عاليها سافلها ومن قبل نجوا لوطا وأهله إلا العجوز الغابرة فعذبوها مع قومها.

ولم تنقض كلمات ربنا بوعده رسله من الناس أن ينصرهم وبوعده جنده من الملائكة أن يجعلهم هم الغالبين بل نبّأ الله النبي الأمي ? في القرآن ومنه حرف الصافات هذا وأمره بانتظار ذلك الموعود كما في قوله ? فتول عنهم حتى وأبصرهم فسوف يبصرون ? أي أن حينا من الدهر سينقضي قبل نفاذ ذلك الموعود والعجب من المشركين الذين عاصروا نزول القرآن ولم يفقهوه كيف يستعجلون العذاب في الدنيا ويوم ينزل بساحتهم فسيسوء صباح المنذرين به من قبل في القرآن غذ لم يهتدوا بالقرآن إلى أسباب النجاة من عذاب الله في الدنيا وإلى أسباب النجاة من عذاب الله في الآخرة ولم يهتدوا بالقرآن العجب إلى الرشد وإلى التي هي أقوم.

ومرة أخرى تضمن حرف الصافات تكليف النبي الأمي ? الرسول بالقرآن بانتظار ذلك الموعود كما في قوله ? وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون ? أي ولينزلن العذاب الذي كانوا يستعجلون به ـ بعد حين من نزول القرآن ـ على ساحتهم فيسوء صباحهم وسيبصرونه فلا يكذبون به، وسبحان الله وتعالى علوا كبيرا أن يكلف رسوله بالقرآن النبي الأمي ? بانتظار ما لا يكون أبدا.

ويعني حرف المدثر أن من الذكرى للبشر في القرآن أن تضمن القرآن التخويف من العذاب الذي ستتنزل به جنود ربنا من الملائكة في يوم من أيام الله كالذي أهلك فيه الأولين وسيقع في الآخرين مثله في فجر ليلة هي إحدى الكبر نذيرا للبشر ليتقدم أو يتأخر منهم من شاء إلى النجاة أو العذاب بعد نزول القرآن ذي الذكر والقول الفصل البعيد عن الهزل، وسبحان الله وتعالى أن ينذر البشر في القرآن بما لن يكون آمنت بالكتاب كله.

بيان قوله ? ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون ?

وإن المثاني في قوله:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير