تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قالَ أَبُو البَقَاءِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الحُسَيْنِ العُكْبَريُّ (ت:616هـ): (ويُقْرَأُ (عَمَّهْ) بالهاءِ، وحُكْمُ هذا أنْ يَكُونَ في الوَقْفِ، إلاَّ أنَّه أَجْرَى الوَصْلَ مَجْرَاهُ). [إعراب القراءات الشواذ: 2/ 669]

قالَ أَبُو حَيَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأندَلُسِيُّ (ت:745هـ): (وقرأَ الضَّحَّاكُ وابنُ كثيرٍ في روايَةٍ (عَمَّهْ) بهاءِ السَّكْتِ، أَجْرَى الوصلَ مُجْرَى الوقفِ). [البحر المحيط: 8/ 572]

قالَ السَّمِينُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الحَلَبِيُّ (ت:756هـ): (قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ((وعن ابنِ كثيرٍ أنَّهُ قَرَأَ (عَمَّهْ) بهاءِ السَّكْتِ، ولا يَخْلُو: إمَّا أنْ يُجْرِيَ الوصلَ مُجْرَى الوقفِ، وإمَّا أنْ يَقِفَ ويَبْتَدِئَ {يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}))). [الدر المصون: 10/ 648]

قالَ السَّمِينُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الحَلَبِيُّ (ت:756هـ): (ونُقِلَ عن ابنِ كثيرٍ أَنَّهُ يَقْرَأُ (عَمَّهْ) بالهاءِ وَصْلاً، أَجْرَى الوصلَ مُجْرَى الوقفِ). [الدر المصون: 10/ 647]

قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حَجَرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وعَنِ ابنِ كَثِيرٍ رِوَايَةٌ بِالهَاءِ، وهِي هَاءُ السَّكْتِ أَجرَى الوَصلَ مَجرَى الوَقفِ). [فتح الباري: 8/ 689]

قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت:880هـ): (ونُقِلَ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ أَنَّهُ يَقْرَأُ (عَمَّهْ) بالهاءِ وَصْلاً). [اللباب: 20/ 90]

قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت:880هـ): (قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ((وَعَنِ ابْنِ كَثِيرٍ أَنَّهُ قَرَأَ (عَمَّهْ) بهاءِ السَّكْتِ، ولا يَخْلُو إمَّا أنْ يُجْرِيَ الْوَصْلَ مَجْرَى الْوَقْفِ، وإمَّا أَنْ يقِفَ، ويبْتَدِئَ بـ {يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}))). [اللباب: 20/ 91]

قالَ عَطِيَّةُ مُحَمَّد سَالِم (ت:1420هـ): (وَقالَ فِي الكَشَّافِ: ((وَعَنِ ابْنِ كَثِيرٍ أنه قَرَأَ: (عَمَّهْ) بهاءِ السَّكْتِ، ثُمَّ وَجَّهَهَا بِقَوْلِهِ: إِمَّا أنْ يُجْرِيَ الْوَصْلَ مَجْرَى الْوَقْفِ، وَإِمَّا أنْ يَقِفَ وَيَبْتَدِئَ: {يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}))). [تتمة أضواء البيان: 9/ 3]

وهذه بعض الفوائد المستفادة من بحث هذه المسألة:

1: أن هذا الخطأ سرى في كتب التفسير، وخلت منه كتب القراءات إلا ما فعله الخطيب في معجم القراءات، وذلك أن علماء القراءات يدركون هذا الأمر جيداً، وينكرون القراءة بالهاء وصلاً.

فيستفيد بذلك الباحث تلقي كل علم عن أئمته المقتدى بهم فيه، ويأخذ كل مسألة عن أهلها.

2: أن أصل منشأ الخطأ من الطريقة التي تعاطى بها الزمخشري مع هذه المسألة، والزمخشري ليس من علماء القراءت، ولا أدل على ذلك من تعاطيه مع علم القراءات بالتقسيمات المنطقية (راجع قوله) وعلم القراءات موقوف على السماع.

3: أن أبا حيان نسب هذه القراءة للضحاك، وهو وهم أيضاً، وأبو حيان ناقل في هذه المسألة عن ابن عطية، وابن عطية نسب هذه القراءة للضحاك في حال الوقف.

4: تتابع الناقلون عن الزمخشري باختصار مخل حتى وصل الأمر إلى النص على أن هذه القراءة نقلت عنه في حال الوصل كما فعل السمين الحلبي،

وكما هو ظاهر كلام ابن حجر وهو من المحدثين.

5: لو أن طالب العلم لم يتفطن لتأريخ المسألة، وقرأ تلك الكتب بدون ترتيب لربما ترسخت لديه قناعة بأن تلك القراءة صحيحة لكثرة الناقلين لها من العلماء

6: أن القول إذا استبان خطؤه لم يجز ذكره إلا للتنبيه عليه، ولا يجوز اعتماده، وحينئذٍ فلا يصح أن يتعامل معه إلا بالرد والتماس العذر لقائله، إذ الخطأ مردود على صاحبه، غير مقبول في دين الله عز وجل.

وسأنبه في موضوع قادم بإذن الله على خطأ اعتبار القول الخاطئ ومحاولة الجمع بينه وبين الأقوال الصحيحة.

7: أن العلماء السابقين قد يلتمس لهم العذر، لكن ما عذر الأمة اليوم مع تطور وسائل العلم، وتيسر سبل الجمع والبحث والترتيب، وجود الإمكانات والطاقات والقدرات ووجود الباحثين المتخصصين في كل فن المشهود لهم بالتحرير والإتقان.

ونحن إنما استخلفَنا الله في لأرض لينظر كيف نعمل، ولو أن كل واحد قال: ليس هذا من شأني لبقيت الأمة على حالها، بل ربما ازداد حالها سوءاً

ورحم الله ابن الوردي إذ يقول:

اطلب العلم ولا تكسل فما = أبعد الخير على أهل الكسل

واحتفل للفقه في الدين ولا = تشتغل عنه بمالٍ أو خول

واهجر النوم وحصله فمن = يعرف المطلوب يحقر ما بذل

لا تقل قد ذهبت أربابه = كل من سار على الدرب وصل

في ازدياد العلم إرغام العدا = وجمال العلم إصلاح العمل

ومن فاته أن يكون عالماً، فلا يفوتنه أن يخرج عالماً أو عالمين، أو عشرة أو عشرين، أو مئة أو مئين، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم.

فيأتي يوم القيامة وفي صحيفته أعمال علماء أجلاء كان هو سبب إعدادهم وتأهيلهم وتعليمهم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم.

ولا تحقرن ما وهبك الله، والأمة بحاجة ماسة للتعاون على البر والتقوى، وتكاتف الجهود، فصاحب العلم بعلمه، وصاحب الفكرة بفكرته، وصاحب الجهد بجهده، وصاحب الجاه بجاهه، وصاحب المال بماله، وصاحب القلم بقلمه.

اللهم هل بلغت ...

اللهم فاشهد ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير