تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 Mar 2008, 03:14 م]ـ

أجزل الله لكم الأجر والمثوبة

بلغتم ونصحتم

لكن: كيف السبيل إلى ما ذكرتم - وفقكم الله - خصوصا أن النساء لا يتيسر لهن ما يتيسر للرجال؟

الغرض من هذا النداء، التذكير بأن نستشعر المسؤولية جميعاً، ونبذل الجهد كل وفق ما ييسره الله له.

ومن فتح له باب من أبواب النفع فليجد فيه وليجتهد.

ونحن ندرك أن سبب انحطاط الأمة وما تعانيه من ذل ومهانة هو ضعف العلم والإيمان، كما أفادت ذلك نصوص الشرع، وكما هو معلوم لدى العلماء وطلاب العلم، لا أعرف أنهم يختلفون في ذلك.

وإن أي محاولة لا ستعادة مجد الأمة وعزها بغير طريق العلم والإيمان لهي محاولة فاشلة، لأن الله كتب الرفعة والعزة لأهل العلم والإيمان، وهو الذي يرفعهم ويعزهم، ومن طلب العزة والرفعة للأمة بغير السبيل الذي بينه الله لم يحصل له مقصوده، بل سيعود عليه وعلى الأمة من الضرر والأذى بقدر ما تسبب فيه، وشواهد ذلك معلومة في التأريخ والواقع.

فإذا عرفت المشكلة، وعرف سببها، وعرف الحل، وعرف طريقه لم يتبق إلى السير فيه على نور وهدى من الله عز وجل

وكل عمل ييسره الله لشخص منا سواء كان ذكراً أو أنثى في تحقيق ذلك فهو عمل رشيد

والاقتراحات في هذا المجال كثيرة جداً

فمن استطاع أن يطلب العلم على وجهه ويدعو إلى الله على بصيرة فقد سلك هذا السبيل

ومن استطاع أن يعين طالباً أو طالباً على حسن التحصيل فقد أدى عملاً جليلاً لا يستهان به

فإن مما يحزنني بل ويؤرقني ما أراه من العشوائية في الطلب لدى كثير من طلاب العلم فتضيع أوقاتهم وطاقاتهم سدى وتضيع معها أحلام وآمال أُمِّلَت فيهم

فالطلب غير منهجي، والقراءة غير منظمة، يدرس بعضهم متنا على شيخ ثم لا يتمه وينتقل إلى شيخ آخر ومتن آخر

وبعضهم يتعلق بالدروس الأسبوعية على شيخ ينتهج منهج الشرح الإجمالي ومع ذلك يمكث سنوات في بعض المتون

يكل فيها الطالب ويمل وتضعف العزيمة وتفتر الهمة، ولا يحصل إلا ثقافة عامة لا يعتمد عليها.

وقد قابلت أصنافاً منهم وأحزنني ما يعانونه من آفات الطلب

فهذا مما يدعوني إلى توجيه نداء لأهل العلم والمدركين لأهمية العلم أن يعتنوا برعاية طلاب العلم وتوجيههم الوجهة الصحيحة ومعالجة ما يقدرون على معالجته من الآفات التي تعترضهم وتقطع عليهم الطريق.

فلو أن شخصاً (رجلاً أو امرأة) احتسب في توجيه طالب أو طالبة ممن يملك بذل طاعته أو الاستجابة لنصيحته فاعتنى برعايته ومتابعة تحصيله العلمي، وإفادته بما يختصر له الجهد والوقت، ورتب له ما يدرس ويقرأ حسب حاله

لقمن أن يجده بإذن الله قد أصبح طالباً متقناً في فترة وجيزة، قد اتضحت له مسالك الطلب حتى يصير عالماً من العلماء في سنوات يسيرة، فإن العلم إذا طلب من وجهه يسير بإذن الله تعالى.

فكم يكون لهذا الإنسان من الأجر في في تخريج عالم له دروسه ومؤلفاته ودرره والتي نرجو أن ينفع الله بها الأمة

فكيف إذا كان له قدرة على توجيه طالبين أو ثلاثة أو عشرة أو أكثر!

فلأجل هذا وجهت النداء.

وأردت أيضاً أن لا يحتقر شخص ما أنعم الله به عليه، فيقول: الأمة ليست بحاجة إلي!

ويوجد من هو أكفأ مني، ونحو ذلك من الأعذار الواهية التي هي من تزيين الشيطان وصده لمن أطاعه واتبع خطواته عن نصر دين الله عز وجل

فإن هذا الفكر التواكلي من أخطر ما فتك بالأمة وجعلها في وضع لا تحسد عليه

ولو تأملنا التأريخ لوجدنا الأمة في أوج عزها قد ضربت أروع الأمثلة في التكاتف والتعاون على البر والتقوى والتعاون على نصرة دين الله عز وجل

تأتي امرأة لأحد قادة الجيوش الإسلامية فتعطيه ظفيرتها عقالاً لبعير في سبيل الله عز وجل، وتقول له: والله لا أملك غيره!

لم تجد ثمن عقال بعير، ومع ذلك لم تقل: الأمة فيها أغنياء، وفيها من هو أولى مني بنصر دين الله عز وجل.

وتأتي أخرى لأحد المحدثين فتعطيه دفتراً قد هيأته وأصلحته (وكانت تهيئة الدفاتر في ذلك الزمن تحتاج إلى جهد ووقت) فتقول له: خذ هذا الدفتر فاكتب فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم!

فانظروا رعاكم الله كيف كانوا صادقين في نصرهم لدين الله عز وجل وإعلاء كلمته، وكيف كانوا بصيرين بسبيل عزة الأمة ورفعتها.

وإن أمة هذه همة أفرادها لأمة جديرة بالنصر والعزة والرفعة، فلا جرم أن كانت مهيبة الجناب بين الأمم، عزيزة شامخة.

ولكن خلف من بعدهم خلف ورثوا مجداً عظيما فضيعوه، وأبقوا لنا حسرة ورثونا إياها.

وكل أمة لها ما كسبت وعليها ماكتسبت

فأردت حفظك الله أن لا يحقر أحد شيئاً من الأعمال النافعة التي فيها نشر للعلم والإيمان، وأن نجتهد ونسأل الله تعالى أن يجعل لنا من هذه الأعمال حظاً ونصيباً ينفعنا عنده ويبيض وجوهنا يوم نلقاه.

ومن صدق الله صدقه الله، ويسر له، وفتح عليه، وأعانه، ونصره، وسدده، وجعله من حزبه وأنصاره وأوليائه الذين يحبهم ويحبونه.

وقد تيسر للنساء في هذا الوقت ما لم يتيسر للنساء قبلهن من تطور وسائل التقنية، وفيها أبواب كثيرة نافعة لنشر العلم النافع والإعانة على حسن تحصيله، والذب عن دين الله عز وجل، فلا تخفى عليكم الهجمة الشرسة على الأمة في دينها وفكرها وثقافتها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير