والإمام الطبري رحمه الله قد صنف كتاباً سماه (تاريخ الرجال) ترجم فيه لشيوخه الذين لقيهم وأخذ عنهم، ولكنه لم يوجد حتى الآن، ولو وجد لأغنى عن غيره، وقد ذكره الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء 14/ 273
وقد رجع الشيخ أكرم الفالوجي وفقه الله أنه جمع مطبوعات تفسير الطبري كلها، ورمز لها في عمله برموز، وخاصة طبعة البابي الحلبي وطبعة شاكر وطبعة التركي وهي أهم طبعات الكتاب، كما جمع بعض مخطوطاته المهمة. وقد ذكر أنه قيد على كل طبعة من هذه الطبعات ما لقيه فيها من أوهام وأخطاء، وذكر أنه لو جمعت هذه الأخطاء والاستدراكات والتصحيحات التي جمعها من المطبوعات الست التي قرأها لخرجت طبعةن أقرب ما تكون إلى الكمال.
غير أنني أرى صعوبة إعادة طبع الكتاب لهذا السبب لكبر حجمه، ولكن ليته يتكرم بجمع هذه التصحيحات والملحوظات في كتاب واحد، ويفرد ما يخص كل طبعة في قسم ٍ منها، لينتفع طلاب العلم بهذه التصويبات في طبعاتهم التي معهم ويكون له أجر نشر العلم وبذله وفقه الله ورعاه.
منهجه في معجمه:
أولاً: قسم الكتاب إلى ثلاثة وعشرين باباً، عشرون باباً منها هي عدد حروف الهجاء التي تبدأ بها أسماء شيوخ الإمام الطبري، وزاد عليها ثلاثة أبواب: للأبناء، والأنساب، والألقاب.
ثانياً: أثبت اسم الباب الأصلي وما يتفرع عنه في رأس كل صفحة، مثل: باب حرف الألف – إبراهيم.
ثالثاً: رقم كل ترجمة باللون الأسود العريض على يمين اسم صاحب الترجمة، وقد بلغ عدد التراجم 474 ترجمة.
رابعاً: أثبت أبرز ما عرف به الراوي، من كنية، أو نسبة، أو اسم، أو لقب على يسار الرقم المشار إليه.
خامساً: أثبت رقم أول أثر أورد الطبري اسم شيخه المترجم له عنده بين هلالين، وذلك حسب ما أورده الطبري.
سادساً: بين المؤلف من أخرج للراوي من أصحاب الكتب الستة.
سابعاً: بين المؤلف عدد مرويات الطبري عن شيخه صاحب الترجمة جملةً، وعدد شيوخه الذين روى شيخ الطبري عنهم، واستعمل في ذلك رموزاً بينها هناك، وقد فصل هذه المرويات برموزها.
ثامناً: منهجه في التعريف بالراوي.
فيه عشرة عناصر: وقد ضبط الكنى والأسماء والأنساب والبلدان والألقاب وفق الكتب التي استخرجها منها، وقد ابتدأ بالكنية وإن تعددت، ثم الاسم، ثم النسبة للقبيلة صليبة أو ولاءً، ثم اللقب أو الحرفة، ثم البلد، ثم تاريخ المولد، ثم الوفاة، ثم بيان الطبقة، ثم مرتبته جرحاً وتعديلاً، ثم قرابته وصلته بشيوخ الحديث إن وجدت، فهذه عشرة عناصر للترجمة.
ثم ذكر منهجه في معجم شيوخ الطبري وتلاميذه بعد ذلك، وطريقته في ذكر التعديل والتجريح والألفاظ التي اعتمدها، وكيفية العزو للمصادر، والفهارس التي ذيل بها كتابه لسهولة الانتفاع به، وهي فهارس في غاية النفاسة والأهمية جزاه الله خيراً.
خلاصة البحث:
1 - بلغ عدد شيوخ الطبري الذين روى عنهم في سائر كتبه 474 شيخاً، عدا المبهمين، وقد بلغ عدد التراجم سبعمائة وأربع وسبعون ترجمة 774.
2 - أكثر شيوخ الطبري الذين روى عنهم هم من الشيوخ الذين روى عنهم أصحاب الكتب الستة أيضاً، وعددهم أقل بقليل من نصف مجمل عدد شيوخه، نحو 225 من 474.
3 - شهرة الكثير من باقي شيوخه الذين ليس لهم رواية في الكتب الستة، أو بعضها أو ملحقاتها، وذكرهم أئمة الجرح والتعديل في كتبهم، وعددهم نحو 120 من 474.
4 - قلة عدد الشيوخ الذين لم نظفر لهم بترجمة بالنسبة لعدد شيوخه حيث لم تتجاوز النسبة 7%، 70 من 474.
5 - من أكثر شيوخ الطبري شهرة، وأوثقهم رواية محمد بن إسماعيل البخاري (35645) صاحب الصحيح، وقد تكون له رواية أيضاً عن مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح، أو عبدالله بن أحمد بن حنبل عن أبيه، أو ابن ماجه القزويني.
6 - قلة الأخبار المرفوعة التي يوردها الطبري في كتبه، بالنسبة إلى عدد الآثار الموقوفة والمرسلة والمعضلة والمقطوعة والمعلقة مما نتج عنه:
¥