تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا باب قد استقصينا الكلام فيه في مواضع مما ألفناه وأمللناه، من ذلك صدر كتابنا المسمَّى: " البيان الموجز عن علوم القرآن المعجز ")).

3 ـ قال المعافى: (( ... وقد كشف عن العلة فيما أتى به بقوله: أي الرجال المهذب، فأحسن العبارة عن هذا المعنى: " من تك يوماً بأخيك كله "، وقد نوه بيت النابغة هذا رواة الشعر ونقلته، ونقاده وجهابذته، واستحسنوا تكافؤ أجزائه، واستقلال أركانه، واشتماله على فقر قائمة بأنفسها، كافية كل واحدة منها، وهذا من النوع المستفصح، والفن المستعذب، من أعلى طبقات البلاغة، وقد أتى القرآن منه بالكثير الذي يقل ما أتى منه في الشعر إذا قيس إليه، فتبين للمميزين كثير فضل ما في القرآن عليه، فمن ذلك قول الله جل وعز: " فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتابٍ وأمرت لأعدل بينكم، الله ربنا وربكم، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم، الله يجمع بيننا وإليه المصير " ولنا في هذا الباب رسالة أبنا فيها رجحان ما في القرآن من هذا الجنس على كثرته، على ما أتى منه في الشعر على قلته، فلم نطل كتابنا هذا بإعادته، وقد ضممنا معه شطراً صالحاً كتابنا المسمى " البيان الموجز في علوم القرآن المعجز " ومن نظر فيه أرشف على ما يبتهج بدراسته، ويغتبط باستفادته بتوفيق الله تعالى وهدايته)).

4 ـ قال المعافى: ( ... وقال الله تعالى: " فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج " هذه قراءة شبيه ونافع وعاصم وحمزة والكسائي في آخرين، وقرئ: فلا رفثَ ولا فسوقَ ولا جدالَ، وهي قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي، وقرئ: فلا رفثٌ ولا فسوقٌ ولا جدال " وهي قراءة مجاهد وابن كثير وأبي عمرو وعدد غيرهم، وقد قرأ بعضهم ولا جدال مثل دراك ومناع، رويت هذه القراءة عن عبد الله بن أبي إسحاق، واختلف في علل إعراب هذه القراءات، وفي علة فرق في الإعراب بين بعضهما وبعض اختلاف يطول شرحه، وليس هذا موضع ذكره، ونحن مستقصو القول فيه عند انتهائنا إليه من كتابنا المسمى البيان الموجز في علم القرآن المعجز وفي كتابنا في القراءات، وكتابنا في عللها وتفصيل وجوهها)).

ويظهر من التعليقات التي يحيل في خاتمتها على هذا الكتاب؛ يظهر أنه كتاب حافل يشتمل على التفسير، وعلى القراءات وتوجيهها، وعلى النحو، وعلى شواهد الشعر، وعلى بلاغة القرآن.

علوم القرآن عند المعافى:

يلاحظ أن عنوان كتاب المعافى يتضمن المركب الإضافي (علوم القرآن)، فقد سمَّى كتابه: (البيان الموجز في علم القرآن المعجز)، وأحيانًا يسميه: (البيان الموجز في علوم القرآن المعجز) (3).

وقد كرَّر في كتابه (الجليس الصالح) هذا المصطلح كثيرًا حتى بلغ سبعة عشر موضعًا، منها:

1 ـ قال المعافى: ((وكان أبو عمرو يختار أن يقرأ: (وأكون) بإثبات الواو، وكان الأوجه عنده في العربية، وزعم أن الواو حذفت منه في الخط كما حذفت من كلمن، وليس الأمر عندنا على ما ذكر في هذا ففي الكلمتين فرق ظاهر، يقتضي الإثبات حيث أثبتت، والحذف حيث حذفت، وليس هذا موضع ذكره، وسيأتي في موضعه من كتبنا المؤلفة في علوم تنزيل القرآن وتأويله إن شاء الله)) الجليس الصالح (1: 246).

2 ـ قال المعافى: ((وقد اختلفت القراءة في اللفظ بهذه الكلمة في القرآن، فكان أبو جعفر المدني يقرأ: (لا يحزنك الذين)، و (إنه ليحزنك)، و (أيها الرسول لا يحزنك الذين)، و (إني ليحزنني أن تذهبوا به)، ويستمر على هذا في القرآن كله إلا في قوله: (لا يُحزنهم الفزع الأكبر)، فإنه يضم الياء فيه، وأما نافع فعلى عكس هذا المذهب لأنه ضم ما فتحه أبو جعفر في هذا الباب وفتح ما ضمه، وكان ابن محيصن يضم ذلك كله، وكان الجمهور من القراء بعده يفتحون الجميع.

وفي استقصاء هذه المعنى وذكر ما يتصل له لتفريق من فرق بين بعضه وبين بعض، والاحتجاج فيما اختلف المقرئون فيه مواضع جمة من كتبنا في علوم القرآن، نأتي على البيان عنه إن شاء الله عز وجل)) الجليس الصالح (1: 199 ـ 200).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير