تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والعرضان هما في الكتاب كما في قوله ? كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ? التكاثر 3 ـ 7 فقوله ? كلا سوف تعلمون ? يعني به ? لترون الجحيم ? عند الموت عرضا وقوله ? ثم كلا سوف تعلمون ? يعني به ? ثم لترونها عين اليقين ? أي في يوم الدين فالعرضان عند الموت وفي يوم الدين هما اللذان وقع بهما العلم ولا يخفى أن العلم في الأخير منهما أكبر لقوله ? ثم لترونها عين اليقين ?.

وجميع أهل الجنة ينبئهم الله فيعرض عليهم وهم على سررهم ما يشاءون كما في المثاني في قوله:

? ? إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون ? التطفيف 22 ـ 23

? ? فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون ? التطفيف 34 ـ 35

? ? قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم ? الصافات 54 ـ 55

وأهل النار كذلك ينبأون كما في قوله ? كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ? البقرة 167 إذ تعرض عليهم أعمالهم السيئة التي قدموها في الدنيا ودخلوا بها النار ليزدادوا حسرة وقنوطا من الفرج والرحمة.

إن عدم حفظ التوراة من التحريف قدرا ـ بفتح الدال ـ إذ جعل الله أمر حفظها إلى الربانيين والأحبار من بني إسرائيل كما في قوله ? بما استحفظوا من كتاب الله ? المائدة 44 هو سبب تعدد الأنبياء في بني إسرائيل لأن الأحبار كانوا كما في قوله ? يحرفون الكلم عن مواضعه ? النساء 46 المائدة 13، فتعدد الأنبياء فيهم ليقوموا مقام حفظ التوراة يحكمون بها وهي غير محرفة ويعلنون لهم ما تقع عليه نبوة موسى في التوراة من الحوادث التي كانت غيبا يوم نزلت التوراة، ومنه بعث طالوت وداوود وسليمان ملوكا كما في قوله ? وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ? المائدة 20 وإنما وقع ذلك كله بعد موسى ولا يخفى أن التوراة تقع نصوصها على ما سيكون من الحوادث بعدها لقوله ? وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ? الأعراف 145 ومن المثاني معه قوله ? ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء ? الأنعام 154، وكان كل نبي بعد موسى يحكم بالتوراة دونما تحريف لأن الله آتى كل نبي الكتاب أي علمه إياه فحفظه وعلم بيانه عن ظهر قلب وكل نبي يعلن إيقاع التوراة على الحوادث.

أما القرآن المحفوظ من التحريف فقد أغنى عن تعدد الأنبياء في هذه الأمة وكان نبيها هو خاتم النبيين ? كما في الأحزاب وبدليلين اثنين أولهما أن القرآن قد تضمن جميع نبوة محمد ?، فلم يأت من الحوادث منذ نزول القرآن إلى يومنا هذا إلا ما حواه القرآن ولن يأتي منها وإلى الأبد في الدنيا والآخرة إلا ما حواه كذلك.

أما في الآخرة فجميع الحوادث مفصلة في الكتاب.

وإنما ينغلق في الدنيا غير أن النبوة حرف من الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن وكل منها شاف كاف كما في الأحاديث الصحيحة فجميع ما في القرآن من أنباء سيتكرر مثله في هذه الأمة قبل الآخرة ولذلك خلا الكتاب من النبوة عن الجنة والنار وإنما نبّأ القرآن ببعض ما كان من القصص والحوادث الماضية ودليله قوله:

? ? ولتعلمن نبأه بعد حين ? خاتمة سورة ص

? ? لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون ? الأنعام 67

ويعني أن جميع ما نبّأ الله به خاتم النبيين ? في القرآن سيكون يوما من أيام الدنيا معلوما لكل الناس بعد حين، ولقد مضى من الحين حوالي ألف وأربعمائة وأربعين عاما، وإنما يستقر النبأ إذا وافق الأجل الذي جعل الله له وليعلمه الناس رأي العين كما بينت في مقدمة التفسير.

وثانيهما أن محمدا ? هو رسول الله بآية خارقة معجزة محفوظة هي القرآن، وشهادة المسلم ـ وشرط الدخول في الإسلام ـ أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله تعني أن المسلم في كل وقت يشهد على نفسه أنه حضر رسالة الله التي أرسل بها محمدا ? وهي القرآن وما غاب عنها بل بلغته وآمن بما فيها من الغيب والنبوة، فالشهادة بأن محمدا رسول الله هي إقرار وإيمان بالآية المعجزة التي أرسل بها وهي القرآن، ويعني قوله ? والله يشهد إنك لرسوله ? سورة المنافقين 1 أن الله سيظهر للعالم كله في الدنيا أن محمدا الأمي ? هو رسول الله بهذه الآية المعجزة إذ ما شهد الله به لن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير