تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما عن أعلام هدا الاتجاه فتكاد الأسماء تكون هي نفسها، وذلك عند قوله:"واشهر التفاسير التي بدا فيها الاتجاه الاجتماعي واضحا تفسير المنار للشيخ محمد رشيد رضا، وتفسير المراغي، والتفسير المنير للدكتور وهبة الزحيلي"

وفي كتابه الفكر الديني في مواجهة العصر يشير الدكتور محمد عفت الشرقاوي لهذا الاتجاه ويجعل من أهم وظائفه المحاولة الجادة لتجديد المفهوم الاجتماعي للدين يقول:"أما ما يجب ان نسجله هنا بإعجاب فهو بعثهم للمفهوم الاجتماعي للدين"

وواضح من خلال هذا الاستعراض أن المجال لا يزال خصبا وما تزال الدراسات فيه محدودة، مع ضرورة التنبيه على أن الأمثلة التي ذكرت لا ينبغي أن تنفي عن باقي المفسرين الاهتمام بالجوانب الاجتماعية خاصة الأقدمين والمفسرين الأوائل.وإلى هذا المعنى يشير الدكتور محمد عفت الشرقاوي حين يقول:"ينبغي ان نسجل هنا حقيقة لها أهميتها في هذا الصدد ذلك أن كثيرا من نشاط المفسرين في توضيح الجانب الاجتماعي من الفكرة القرآنية إنما كان في الحقيقة استمدادا من أعمال المفسرين السابقين في كثير من الأحيان"

ولا تفوتني الإشارة هنا إلى أن هذا الاتجاه هو موضوع رسالة دبلوم الدراسات العليا للأستاذة سلمى تليلاني تحت عنوان:"النزعة الإصلاحية الحديثة وأثرها في التفسير دراسة في الاتجاه الاجتماعي للتفسير" كما كان موضوع أطروحة دكتوراه للأستاذ محمد السيسي بكلية الآداب بمكناس وقد كان بعنوان:" الاتجاه الاجتماعي في التفسير في العصر الحديث".

5 ـ صلة الإتجاه الاجتماعي في التفسير بالعلوم الاجتماعية

إن العلوم التي تشترط في المفسر تتعدد وتتنوع بحسب الإتجاه التفسيري فحين نتحدث عن التفسير الفقهي يبرز الفقه وأصوله من أهم العلوم التي يحتاجها المفسر، وحين يكون التفسير لغويا تكون علوم النحو والبلاغة ونحوهما من أهم العلوم، وهكذا تتنوع العلوم التي يحتاجها المفسر وتتعدد بحسب الاتجاه الذي يتجهه المفسر، كما يمكن التمييز بين مستوى من العلوم يجب في كل اتجاهات التفسير ومدارسه وبين مستوى متخصص في علوم معينة بحسب الاتجاه.

فلا نتصور تقدما للإتجاه الاجتماعي في التفسير دون الإحاطة بما تعرف هذه العلوم من توسع و ثورة حقيقية، إلا الاستفادة من هذه العلوم لا يمكن أن تتم إلا وفق ضوابط تميز في المضامين بين المستويات الثلاثة المشهورة:

المستوى الأول ما يتوافق توافقا بينا مع ما دل عليه الوحي: وهذا الذي لا مانع من الاستفادة منه، وهو الذي يكشف عن المساحات المشتركة.

المستوى الثاني وهو ما يتعارض تعارضا بينا: وهذا الذي ينبغي رده وإبطاله ونوسع بذلك دائرة النقد والتسديد للفكر البشري،

المستوى الثالث وهو الذي لم يترجح فيه شيء: و هو الذي يكون مجال البحث والتناظر ليترجح الموقف السليم منه.

ثم لا بد أن نخرج من دائرة أن نكون مع أو ضد إلى مستوى الإبداع والمبادرة واستعادة دور الريادة في هذه العلوم.

6 ـ خلاصة:

ليس الاتجاه الإجتماعي في التفسير إخضاعا للقرآن الكريم للنظريات الاجتماعية الغربية، وليس مجرد نقل لنتائج الدراسات الاجتماعية وترديد لها، كما أنه ليس توفيقا بين ما جاء في القرآن الكريم من أحكام اجتماعية وبين معطيات العلوم الاجتماعية. إنه يهدف إلى دراسة المساحة الاجتماعية بالقرآن مستعينا بكل ما يخدم هذا الهدف دون أن يكون أسيرا لشيء من ذلك.

ولأن هذا الاتجاه ليس بالقوة المرجوة فإننا نعيد السؤال الكبير مع الأستاذ عمر عبيد حسنة: كيف نتعامل مع القرآن ليكون مصدرا للعلوم الاجتماعية؟ كيف يمكن تأسيس أو الوصول إلى عصر تدوين للعلوم الاجتماعية من خلال القرآن الذي يعد مصدر هذه العلوم بالدرجة الأولى؟

المشكلة اليوم أن تبقى الدراسات ضامرة بل متخلفة في العلوم الاجتماعية وعدم قدرتنا على اكتشاف مواطن وآفاق وأبعاد الرؤية القرآنية في العلوم الاجتماعية ... لقد تقدمنا في العلوم الشرعية وتوقفنا في علوم الإنسان العلوم الاجتماعية.

وقد كان جواب الشيخ محمد الغزالي رحمه الله:"الأمر هام ويجب أن تقوم به جامعات إسلامية الآن، ويجب أن تختار هذه الجامعات رجالا لهم خبرة بالعلوم الأجنبية وفي الوقت نفسه لهم إطلاع على التراث الإسلامي ومعهم بعض الذين لهم خبرات ودراسات قرآنية معمقة، كفريق عمل"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير