وأما التي للتخويف والقضاء فكما في قوله ? هذه ناقة الله لكم آية ? الأعراف 73، وقوله ? قد جئناك بآية من ربك ? طه 47، وقوله ? وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه ? طه 133، وهذه الآيات للتخويف لا يكون بعدها إلا القضاء بين الفريقين بنجاة المؤمنين وإهلاك المجرمين وهم المكذبون بها.
وتقع آيات الكتاب والقرآن على الفواتح في أوائل السور المعلومة ن وقد خصصت لدراستها كلية الكتاب
وإن الآية التي تقع على المتلوة، وعلى آيات الكتاب، وعلى النعمة، وبعض التي تقع على القرينة للتصديق هي آيات الله كما هو تفصيل الكتاب المنزل.
وإن الآية التي تقع على الخارقة المعجزة هي آيات رب العالمين كما هو تفصيل الكتاب المنزل.
الآيات الخارقة للكرامة والطمأنينة
إن قوله:
? ? سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب ? البقرة 211
? ? ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ? عمران 49
? ? وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون ? عمران 50
? ? قال رب اجعل لي آية قال آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ? عمران 41
? ? قال رب اجعل لي آية قال آيتك أن لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا ? مريم 10
ليعني أن الآيات التي كانت مع رسل بني إسرائيل كانت نعما أنعم الله بها عليهم إذ كان جميع رسلهم أنبياء، أكرم بها الذين رأوا موسى يضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، والذين عاصروا قتيل بني إسرائيل وإحياءه لما ضرب ببعض أجزاء البقرة التي ذبحت بأمر الله، وكذلك كانت الآيات التي مع عيسى، والتي أوتيها زكريا دليلا على حمل امرأته بيحيى، وكذلك الآيات التي كانت مع النبيين جميعا كما بينت في النبوة.
الآيات الخارقة للتخويف والقضاء
إن قوله:
? ? قالوا إنما أنت من المسحّرين ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم فعقروها فأصبحوا نادمين فأخذهم العذاب ? الشعراء 153 ـ 158
? ? قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم ? الأعراف 73
? ? وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله ? هود 59
? ? كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين ? الأنفال 54
ليعني أن ثمود سألوا صالحا آية من ربه فكانت الناقة هي الآية الخارقة للتخويف والقضاء وأهلكوا لما عقروها، وكذلك أهلكت عاد لما جحدوا بآيات ربهم التي أرسل بها هودا وأهلك آل فرعون ومن قبلهم من الأمم لما كذبوا بآيات ربهم التي جاءهم الرسل بها، وإنما هي الآيات الخارقة للتخويف والقضاء إذ لم تكن الآيات المتلوة قد نزلت من عند الله حين أهلك آل فرعون ومن قبله وإنما أنزلت آيات الله المتلوة أول ما نزلت في التوراة التي أوتيها موسى بعد إغراق فرعون وجنوده.
نعم لقد كذّب آل فرعون ومن قبلهم بآيات الله التي تقع على النعم لكن الله لم يهلكهم بالعذاب في الدنيا إلا بعد أن كذبوا بآيات ربهم الخارقة مع الرسل بها.
وكانت نجاة المؤمنين بالآيات الخارقة للتخويف والقضاء مع الرسل بها وإهلاك المكذبين بها من الذين عاصروها هي القضاء بين الفريقين.
وإن الآيات الخارقة للتخويف والقضاء من رب العالمين هي التي أرسل بها الأولون كما في قوله:
? ? ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه ? هود 96
? ? ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب ? غافر 24 ـ 25
? ? ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ? الزخرف 46 ـ47
? ? ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ? الأعراف 103
? ? ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ? يونس 75
¥