وفي تفسير القرآن: كتاب أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد؛ فهو الكتاب الذي أقطع قطعاً لا أستثني فيه انه لم يؤلف في الإسلام تفسير مثله، ولا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره. ومنها في الحديث مصنفه الكبير الذي رتبه على أسماء الصحابة رضي الله تعالى عنهم، فروى فيه عن ألف وثلاثمائة صاحب ونيف. ثم رتب حديث كل صاحب على أسماء الفقه وأبواب الأحكام، فهو مصنف ومسند، وما أعلم هذه الرتبة لأحدٍ قبله، مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله في الحديث وجودة شيوخه، فإنه روى عن مائتي رجل وأربعة وثمانين رجلاً ليس فيهم عشرة ضعفاء، وسائرهم أعلام).
فذكر أنه تفسير الموطأ، ولو كان له تفسير للقرآن الكريم لذكره لا سيما مع جلالة ابن مزين وإمامته في الفقه، ومعرفته باللغة، ثم إنه ذكر عقيبه تفسير بقي بن مخلد، فلما لم يذكر أن له تفسيراً للقرآن مع توافر جميع الدواعي لذكره لو وجد دل هذا على أنه لا يعرف له تفسير للقرآن.
وأضف إلى ذلك أن ابن كثير قد نقل عنه في موضع واحد في تفسير سورة فاطر وسمى كتابه الذي نقل عنه وهو (سير الفقهاء) ولو أن له تفسيراً لكان أدعى أن ينقل منه.
أضف إلى ذلك أني قرأت له عدة تراجم ولم أجد أحداً ذكر أنه ألف في تفسير القرآن الكريم.
وسأنقل لك بعضها:
قال الذهبي: (يحيى بن إبراهيم بن مزين القرطبي.
الفقيه. أحد الأعلام بالأندلس.
روى عن: الغاز بن القيس، وعيسى بن دينار، والقعنبي، ومطرف بن عبد الله، وأصبغ بن الفرج، وطائفة لقيهم في الرحلة.
وكان حافظاً " للموطأ " قائماً عليه، فقيهاً مفتياً مصنفاً، له تواليف منها: " تفسير غريب الموطأ "، و " تفسير علل الموطأ "، و " أسماء رجال الموطأ "، وكتاب " فضائل القرآن "، وغير ذلك.
ولم يكن في الحديث بذاك الحافظ.
توفي في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين).
قال ابن فرحون في الديباج المذهب: (قال ابن لبابة: بن مزين أفقه من رأيت في علم مالك وأصحابه ولي قضاء طليطلة، وله تآليف حسان، منها: تفسير الموطأ، وكتاب تسمية رجال الموطأ، وكتاب علل حديث الموطأ، وهو كتاب المستقصية، وكتاب فضائل القرآن، ولم يكن له على ذلك علم بالحديث.
توفي في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين ومائتين وقيل سنة ستين).
قال الزركلي: (بن مزين ( .. - 259 ه = .. - 873 م) يحيى بن إبراهيم بن مزين، أبو زكريا: عالم بلغة الحديث ورجاله.
من أهل قرطبة.
رحل إلى المشرق، ودخل العراق.
أصله من طليطلة.
وكان جده مولى لرملة بنت عثمان بن عفان.
من كتبه " تفسير الموطأ - خ " أجزاء منه على الرق، في مكتبة جامع القيروان و " تسمية الرجال المذكورين بالموطأ " و " المستقصية " في علل الموطأ، و " فضائل القرآن " و " رغائب العلم وفضله ").
قال الحميدي صاحب جذوة المقتبس: (يحيى بن إبراهيم بن مزين مولى رملة بنت عثمان بن عفان، أندلسي فقيه مشهور، سمع جماعة من أصحاب مالك وأصحاب أصحابه، وتفقه عليهم، ومنهم: مطرف بن عبد الله بن مطرف بن مسلم بن يسار، وعبد الله بن مسلمة القعنبي وأصبغ بن الفرج، روى عنه سعيد بن خمير، وأبان بن محمد بن دينار، وسعيد ابن عثمان الأعناقي، ويحيى بن زكرياء بن الشامة، وغيرهم، مات سنة ستين ومائتين وكتابه في شرح الموطأ معروف، أخبرنا به أبو عمر بن عبد البر، قال: قرأت تفسير الموطأ لابن مزين علي أبي زيد عبد الرحمن بن يحيى العطار، عن أحمد بن مطرف عن ابن الشامة، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وسعيد بن خمير، كلهم عن ابن مزين).
قال ابن الفرضي: (يَحيى بن إبراهيم بن مُزَين مولى رملة بنت عُثمان بن عفان رضي الله عنه: من أهْلِ قُرْطُبَة، وأصله من طُلَيْطُلة؛ يُكَنَّى: أبَا زكرياء.
روَى عن عيسى بن دينار، ومحمد بن موسى الأعشي، ويحيى بن يحيى، وغَازي ابن قَيس ونُظرائهم. ورحل إلى المَشْرِق في أيام الأمير عبد الرحمن بن الحكم رحمه الله فلقي بالمدينة مُطرِّف بن عبد الله صاحب مَالك بن أنس رَوَى عنهُ: الموطأ ورَوَاه أيضاً عن حَبيب كاتب مَالِك.
ودَخَل العراق فَسَمِع: من القَعْنَبي عبد الله بن مسلمة، ومن أحمد بن عبد الله ابن يونس. وسَمِعَ بمصر: من أصْبَغ بن الفرج وغيره. وكان: حافِظاً للمُوطأ، فقِيهاً فيه. وكان: مُشَاوَراً مع العُتبي، وابن خالد ونظرائهم. وكان لهُ حظ من علم العرَبية. وألّف كتباً حساناً منها: كتاب: تفسير الموطأ، وكتاب: تسمية الرِّجال المذكورين فيه، وكتاب استَقصى فيه علل الموطأ سماه كتاب، المستقصية، وكتاب في َفضَائل العِلم، وكتاب: في فَضائل القرآن. ولم يكن عنده علم بالحديث.
وتُوفِّيَ (رحمه الله): يوم الثلاثاء لاحدى عشرة ليلة خَلَت من جمادى الأولى سنة تسع وخمسين ومائتين).
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[03 Mar 2008, 10:29 ص]ـ
فائدة:
ضبط اسمه: ابن مُزَيْن بالتصغير والتخفيف
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[03 Mar 2008, 11:56 ص]ـ
أسأل الله أن لا يحرمك الأجر، لكن ماذا يقصد بتفسير الموطأ، ألا يمكن أن يكون هو التفسير المراد؟
¥