تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأخيرا ما الذي يجب على هذه الأمة الآن لكي تتوب من هجر القرآن، إننا نحتاج إلى توبة نصوح، ولاسيما في جبهة التعليم، ذلك بأن التعليم هو: الذي ينزل الغيث أو ينزل القحط، ويسجله في قلوب الأطفال، وقلوب الشباب، وقبل التعليم توجد الأسرة، ومع التعليم يوجد الإعلام. فالمعلمون الكبار للخير أو للشر مؤسسات ثلاث:

1 - مؤسسة الأسرة: لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ... "والفطرة هي الإسلام، لقول الله تعالى ?فَأَقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم?.

ولقول الله عزوجل في الحديث القدسي:"خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ... "

لماذا الأبوان؟ لأن الاحتكاك الأول بهما، فإذا قام الأبوان بوظيفتهما في غرس روح القرآن، وفي غرس هداية القرآن، فإن شوطا كبيرا سيقطع في اتجاه إعادة الأمة إلى التاريخ، وإلى الرشد والعطاء الحضاري.

2 - مؤسسة التعليم:لأن التعليم يتلقى الطفل في سن مبكرة، ويحدث التأثير فيه بطرق متعددة، بطرق القدوة الذي هو الأستاذ أو الأستاذة، وبطرق الوسائل والوسائط السمعية والبصرية، وبطرائق المعلومات التي يقدمها له، وبطرائق وطرائق ... كل ذلك يدفع في اتجاه واحد هو: جعل هذا المتعلم قد خزن فيه وأعد لما ينفع الناس ويمكث في الأرض، أو خزن فيه وأعد لما يضر الناس ويفسد الأرض، وهذه حقيقة تثير تساؤلا ضخما، عن رسالة التعليم ووظيفة التعليم في الأمة اليوم، ماهي تلك الرسالة؟ وما هي تلك الوظيفة؟ مانوعية الخريج الذي ينبغي أن يصنعه التعليم في الأمة اليوم، التعليم معمل، فأي إنتاج ينتج؟ وأي خريج يٌخَرِّج؟ لابد أن نتساءل عن هذه النقطة ولابد أن نتعاون على جعل التعليم مؤسسة لتربية وتكوين الخريج الذي أصله ثابت ورأسه في السماء يوتي أكله كل حين بإذن ربه.

3 - مؤسسة الإعلام: الإعلام اليوم أصبحت له وسائل لا تستأذن أحدا، ولا تقبل محاصرة أو تحديدا، أصبحت تدخل إلى عمق البيت، وتدخل إلى عمق المدرسة، وتكتسح الشوارع، وتكتسح المؤسسات ... هذا الإعلام ما رسالته الحقيقية أيضا؟ إن رسالته: أن يعلم الناس الخير، إن رسالته أن يعلّم ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، إن رسالته التمكين لروح القرآن ونور القرآن وهدى القرآن لانقاد هذا الإنسان.

ولو يعلم الإعلاميون كم أعد الله لهم من الأجر حين يحسنون تعميم الخير لطاروا من الفرح، فالله الله في الأمة أيها الإعلاميون. وإن الله لا يضع اجر من أحسن عملا.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير