تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولا يخفى أن من أكبر الطعن في الدين وفي الكتاب المنزل الطعن في الرسول به والاستهزاء والسخرية منه، ولعدم الهجرة من أرض يسارع أهلها في تلك الرسوم المسيئة ونحوها من أنواع السخرية والاستهزاء بالرسول بالقرآن أي بآيات الله المتلوة هو عين القعود مع أولئك الساخرين المستهزئين بالرسول النبي صلى الله عليه وسلم.

ولقد وصف حرف النساء القاعدين معهم بالنفاق الذين سيجمعهم الله مع الكافرين المستهزئين في جهنم جميعا.

ويعني تكليف النبي الأمي صلى الله عليه وسلم أن لا يقعد بعد الذكرى مع الذين يخوضون في آيات ربهم أن ترك القعود معهم هو من سنته صلى الله عليه وسلم كما بينت في حوار مع الأصوليين ومن رغب عن اتباع سنة نبيه فليس من أمته.

إن الله قد كلّف الصحابة رضي الله عنهم بقوله ? يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبيّ إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبيّ فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق ? الأحزاب 53 ويعني حرمة قعود المؤمن حيث يؤذي النبيّ قعوده ولو كان ذلك في بيوت النبيّ، أفلا يحرم سكناه وإقامته حيث يستهزأ بالنبيّ ويسخر منه ويتخذ ذلك الاستهزاء دينا يتسابقون في نشره وإعلانه؟

إن الذين يقيمون في بلاد يستهزأ فيها بالنبيّ الأميّ أو بأحد من الرسل والنبيين صلوات الله وسلامه عليهم إنما يبتغون العزة والراحة والطمأنينة من أعداء الله وفاتهم العمل بقوله:

• ? من يريد العزة فلله العزة جميعا ? فاطر 10

• ? ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ? المنافقون 8

وإن قوله:

• ? يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى ? الأحزاب 69

• ? وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم ? الصف 5

• ولقد كذّبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذّبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين ? الأنعام 34

• ? ولنصبرنّ على ما آذيتمونا ? إبراهيم 12

• ? ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم ? الأحزاب 48

ليعني أن قد وقع من الأولين وهم الأمم قبل نزول القرآن إيذاء آذوا به رسلهم وأن رسلهم قد صبروا على إيذاء قومهم كما هو صريح حرف إبراهيم وكما هي دلالة عجب موسى من إيذاء قومه.

ويعني أن ستتبع هذه الأمة أمة الدعوة سنن من كان قبلها ومنه أن سيقع من المكذبين بعد نزول القرآن إيذاء رسولها خاتم النبيين صلى الله عليه وسلّم كما هي دلالة الذكر في حرف الصف والمعنى واذكروا إذ قال موسى لقومه، وهو تحذير للذّاكرين غير الغافلين أن يقعوا فيما وقع فيه الذين آذوا موسى لينتهوا فلا يؤذي المتأخرون محمدا رسول الله بالقرآن، وكما هي دلالة حرف الأنعام الذي تضمن وعدا من الله نبّأه به أن سيأتي النصر بعد صبر النبي صلى الله عليه وسلم على التكذيب والإيذاء كما أتى النصر من سبقه من الرسل الذين صبروا على ما كذّبوا وعلى ما أوذوا حتى أتاهم نصر ربهم بغير جهد منهم، والوعد من الله والنبوة التي نبّأ بها الرسول النبي الأمي صلى الله عليه وسلم هي قوله ? ولا مبدّل لكلمات الله ? أي سينصره على المكذبين المؤذين كما نصرهم وعدا حسنا منه غير مكذوب بل سيقع نفاذه إذا وافق الأجل الذي جعل الله له وهو الميعاد ولا يخلف الله وعده ولا الميعاد، وإن من كلمات الله التي لا مبدّل لها قوله ? ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون ? الصافات 171 ـ 173 كما بينت في كلية النصر في ليلة القدر، وفي انتظار ذلك الوعد الذي سيتم ولا مبدل له بعد حين كلّف النبيّ الأميّ أن يدع أذاهم كما هو مدلول حرف الأحزاب.

وإن قوله:

• ? وكلما مرّ عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ? هود 38

• ? ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون ? الأنعام 10 الأنبياء 41

• ? ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب ? الرعد 32

• ? وكم أرسلنا من نبيّ في الأولين وما يأتيهم من نبيّ إلا كانوا به يستهزئون فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين ? الزخرف 6 ـ 8

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير