• ? يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ? سورة يس 30
• ? ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأولين ? الحجر 10 ـ 13
ليعني أن الأمم المكذبة قبل نزول القرآن قد وقع منها استهزاء بالرسل والنبيين وسخرية منهم وأن الذين سخروا منهم قد حاق بهم أي حلّ بهم ما كانوا به يستهزئون أي وقع عليهم في الدنيا العذاب الذي كانوا يستهزئون به لفرط تكذيبهم وكفرهم بالغيب وما أنذروا به.
وإن من المثاني قوله:
• بل عجبت ويسخرون وإذا ذكّروا لا يذكرون وإذا رأوا آية يستسخرون ? الصافات 12 ـ 14
• إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذابا مهينا ? الأحزاب 57
ويعني أن سيقع من الناس سخرية وإيذاء يسخرون من النبيّ صلى الله عليه وسلم ويؤذونه وأولئك المتأخرون عن نزول القرآن ستقع تذكرتهم بالآيات الخارقة للتخويف والقضاء وستقع عليهم من الله في الدنيا لعنة يعذبون بها كما عذّبت بها عاد وثمود وفرعون وجنوده كل منهم لعن في الدنيا لعنة أبعدته من رحمة الله التي نجّى بها المؤمنين وستقع عليهم في الآخرة لعنة يعذّبون بها في نار جهنم تبعدهم عن الجنة التي يرحم بها أولياءه.
وإن قوله:
• ? وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا ? الأنبياء 36
• ? وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا ? الفرقان 41
• ? تبت يدا أبي لهب وتب ?
ليعني أن من معاصريه من وقع منهم الاستهزاء والإيذاء.
وإن من المثاني قوله:
• ? ومنهم الذين يؤذون النبيّ ? التوبة 61
• ? قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ? التوبة 65
• ? قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا ? الكهف 103 ـ 106
ويعني أول التوبة أن من المنافقين من يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم، وسيستمر الإيذاء منهم ما بقي النفاق على وجه الأرض.
ويعني ثاني التوبة وحرف الكهف أن سيقع استهزاء بالرسول وبالرسل بعد نزول القرآن أي متأخرا عن حياة النبيّ الأميّ صلى الله عليه وسلم كما هي دلالة القول في القرآن خاصة وهكذا لم يقع بعد نفاذ القول في القرآن وإذن لأخرج ربنا دابّة من الأرض تكلمهم وكما بيّنت في حرف القول في مقدمة تفسيري " من تفصيل الكتاب وبيان القرآن ".
وإن قوله:
• إنا كفيناك المستهزئين ? الحجر 95
• ? إن شانئك هو الأبتر ? الكوثر 3
• ? وإن مّا نرينّك بعض الذي نعدهم أو نتوفينّك فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقّب لحكمه وهو سريع الحساب ? الحجر 40 ـ 41
• ? أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون قل إنّما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون ولئن مسّتهم نفحة من عذاب ربّك ليقولنّ يا ويلنا إنا كنا ظالمين ? الأنبياء 44 ـ 46
• ? وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين ? عمران 126 ـ 127
• ? ولو أن قرآنا سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أو كلّم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحلّ قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إنّ الله لا يخلف الميعاد ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذهم فكيف كان عقاب ? الرعد 31 ـ 32
ويعني أن الله سيبتر شانئ النبيّ الأميّ صلى الله عليه وسلم أولئك الشانئون المستهزئون به هم الذين كانوا في أطراف المعمورة سيبترون أي يقطعون من كل خير ونعمة كانوا فيها فاكهين فتنقص الأرض من أطرافها فتغرق أو يخسف بها أو يسقط عليها كسف أي قطع من السماء فلا يبقى على أطراف الأرض أحد، وسيصبح الناس يوما فلا يجدون في أطراف الأرض إقليما من أقاليم الكفار الشانئين المستهزين الذين وعد الله نبيّه الأميّ أن سيكفيه إيّاهم، وهكذا حتى لا يبقى من الكفار إلا الأحزاب في وسط الأرض الذين سيقاتلهم المؤمنون وإمامهم منهم في سبيل الله كما بينت في كلية النصر في القتال في سبيل الله.
وقد بيّنت حرف الرعد في كلية الكتاب وكلية الآيات.
إن قوله ? إن الذين يحادّون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم ? المجادلة 5 ومن المثاني معه قوله ? أو يكبتهم فينقلبوا خائبين ? عمران 127 ليعني أن الذين حادّوا الله ورسوله من قبل وهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم قد كبتوا أي أهلكوا جميعا في الدنيا بالعذاب الماحق، وكذلك خلفهم في هذه الأمة موعودون أن يكبتوا أي يهلكون بالعذاب في الدنيا كأولئكم.
ولعلكم أيها المسلمون المقيمون في تلك الديار سواء كنتم من أهلها الأصليين أو من الوافدين على مفترق طرق فإما المقام مع شانئ النبيّ الأميّ المستهزئ منه وإما الرحيل إلى أرض الله الواسعة.
ولعلّ المهاجرين الخائفين من يراجعون فقه المرحلة ويستنبطونه من الكتاب المنزل.
الحسن محمد ماديك
¥