ثانيها: معرفة المنهج العام للسلف في التفسير، فلو جئت لأي مسألة قد لا تجد فيها أثرا صحيحا بعينه على المنهج الحديثي لكن مجمل هذه المرويات التي تملأ التفسير تعطيني يقين بأن هناك منهج معين في طريقة فهم كلام الله عز وجل، ولو لم يكن في هذه المرويات إلا هذه الفائدة لكفت فهذا أهم شيء أن يعرف القارئ منهج السلف في فهم كلام الله
ثالثها: أن يكون مما تغني استفاضته ووجود أدلة نقده من خارج الأسانيد كاللغة المستفيضة وهذا نص عليه البيهقي في سبب ذكر رواية الكلبي في التفسير، قال: لأنه ينقل لغة واللغة معروفة ومستفيضة يعني كأني أنسبها إلى رجل جاهلي، فهل يكون الجاهلي أحسن من الكلبي المسلم
رابعها: الأمور التي لا علاقة لها بفهم الآية مثل تسمية صاحب قصة أو قوم معينين أخذا من الإسرائيليات أو غيرها التي لا تؤثر في فهم الآية ولذلك ابن جرير كان كثيرا جدا لما يورد هذه المرويات يقول: سواء قلنا بهذا أو قلنا بهذا أو قلنا بهذا يعني أن تفسير الآية لا يتأثر بتغير المسميات هذه أو تحديد القرون أو ما أشبه ذلك، كل هذه أمور لا علاقة لها بفهم الآية ولذلك ليس هناك داع أصلا لتطبيق منهج نقد السنة عليها
9) الفرق بين النسخ المكذوبة التي كذبها كاتبها مثل نافع بن الأزرق، فلم نتساهل في نسخة نافع بن الأزرق لأن الذي كتب هذه النسخة وهو عيسى بن يزيد هو الكذاب هو نفسه الكاتب لكن لما يكون مجاهد نفسه هو الذي كتب والتفسير انتشر بين الطلبة فالصورة تصير مختلفة، لأن التفسير ثابت عن مجاهد، وذلك مثل البخاري الآن هل يستطيع أحد لو أنه كذاب يكذب على صحيح البخاري؟ لو فعل يفتضح عند الناس كلهم، فهذا كتاب موجود ما يهم الأسانيد، ولذلك أسانيد هذه الكتب حتى المتأخرة منها نتساهل فيها ونص على هذا العلماء كابن الصلاح والبيهقي، فالبيهقي نص على أنه يتساهل في أسانيد المتأخرين بعد القرن الثالث الهجري إذ أصبحت مجرد زينة للكتب، ولذلك تجد بعض الكتب المشهورة جدا الأسانيد إليها فيها كلام، لو أردت أن أنتقد مسند أحمد بدراسة الأسانيد لأصبح مسند أحمد كله ضعيف لأن ابن الحصين فيه ضعف والقطيعي فيه كلام ويقال أنه ما سمع بعض الأجزاء، سنن ابن ماجة الراوي عن ابن ماجة فيه جهالة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Apr 2008, 04:26 م]ـ
وفقك الله يا أبا صفوت وغفر ذنبك وأحسن إليك كما أحسنت إلى إخوانك بتفريغ هذه المحاضرة.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Apr 2008, 05:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
استمعت للمحاضرة واستفدت منها كثيرا. وكعادة المحاضرات الجيدة/ فقد فتحت لي باب التساؤلات العلمية أكثر مما أغلقت:)
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[03 May 2008, 08:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد قرات ماكتبه الأستاذ الفاضل أبو صفوت عن هذا اللقاء القيم، ونأمل أن ترعى الجمعية لقاء آخر حول المنهجية في الأسانيد في علم القراءات ...
مع اقتراح أن يكون اللقاء حواريا مع مجموعة من القراء المتخصصين بعد أن يقدم الدكتور المحاضر محاضرته.
والله الموفق.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[03 May 2008, 10:38 م]ـ
أضم صوتي لصوت أستاذي الدكتور أمين الشنقيطي في اقتراحه إقامة لقاء حول:
(المنهجية في دراسة أسانيد علم القراءات)
على أن تكون ندوة يشارك فيها اثنان أو ثلاثة من المختصين، وأقترح هذه الأسماء:
فضيلة الأستاذ الدكتور محمد سيدي الأمين
فضيلة الدكتور إيهاب فكري
فضيلة الدكتور حازم حيدر
وآمل أن نسمع بإقامة هذه الندوة قريبا.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[04 May 2008, 12:39 ص]ـ
فكرة موفقة، ومنذ مدة وأنا أرى أن عقد هذه اللقاءات العلمية بالصورة الموجودة يحتاج إلى تطوير، فكون المحاضر واحدا مسألة لا تخرج باللقاء كما ينبغي، وكذا تحديد وقت المحاضر بنصف ساعة، وتنظيم اللقاء على هذه الصورة لا يخرج به كما ينبغي، ومما يلاحظ على مثل هذا:
1) اضطرار المحاضر إلى اجتزاء كثير من الأفكار واختصار كثير من عناصر الموضوع مما يكون له أثر في عدم وضوح موضوع اللقاء أو بعض جوانبة بالصورة المطلوبة خصوصا عند صاحب الفكرة المعارضة
2) عدم السماح لأصحاب الفكرة المقابلة كليا أو جزئيا بتوضيح فكرتهم بالصورة المطلوبة إذ وقت مداخلتهم يسير
ولذا فإني أقترح ما يلي:
1) اختيار اثنين أو ثلاثة من المحاضرين ومراعاة كون أفكارهم حول الموضوع متقابلة كليا أو جزئيا وكذا مراعاة كونهم من أبرز من له دراسات أو اهتمام بموضوع اللقاء
2) جعل مدة اللقاء لا تقل عن أربع ساعات ولو بتقسيمها على فترتين صباحية ومسائية ويحدد لكل محاضر ساعة، بحيث يكون هناك ساعة في نهاية اللقاء لاستفسارات الحاضرين
3)) اختيار أبرز المتخصصين أو من لهم عناية بموضوع اللقاء ودعوتهم لحضوره
4) تحديد محاور اللقاء الرئيسة حتى يتسنى للحاضرين إعداد ما لديهم من استفسارات وإشكالات
5) تكرار النقاش حول الموضوع في لقاء آخر إن كانت بعض جوانبه بحاجة لذلك
هذه بعض الأفكار التي أرى أنها ترقى بمثل هذه اللقاءات، فليس المقصود من عقدها هو المقصود من عقد المحاضرات العامة، وإنما المقصود منها المناقشات وتبادل الأفكار وعرض الإشكالات والاستفسارات
وأخيرا فأرجو أن لا يظن أحد أني اعترض على الصورة الموجودة ولكني أطمح في الرقي بها وفي دوام استمرارها
وفق الله من يرعى هذه اللقاءات ويساهم فيها ويدعو إليها
¥