وَاخْتَارَ أَبُو عُبَيْد وَأَبُو حَاتِم قِرَاءَة الْعَامَّة. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَإِنَّمَا اِخْتَرْنَا " أَمَرْنَا " لِأَنَّ الْمَعَانِي الثَّلَاثَة تَجْتَمِع فِيهَا مِنْ الْأَمْر وَالْإِمَارَة وَالْكَثْرَة. وَالْمُتْرَف: الْمُنَعَّم ; وَخُصُّوا بِالْأَمْرِ لِأَنَّ غَيْرهمْ تَبَع لَهُمْ.
فَفَسَقُوا فِيهَا
أَيْ فَخَرَجُوا عَنْ الطَّاعَة عَاصِينَ لَنَا.
فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ
فَوَجَبَ , عَلَيْهَا الْوَعِيد ; عَنْ اِبْن عَبَّاس.
فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا
أَيْ أَسْتَأْصَلْنَاهَا بِالْهَلَاكِ. " تَدْمِيرًا " وَذَكَرَ الْمَصْدَر لِلْمُبَالَغَةِ فِي الْعَذَاب الْوَاقِع بِهِمْ. وَفِي الصَّحِيح مِنْ حَدِيث زَيْنَب بِنْت جَحْش زَوْج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: خَرَجَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَزِعًا مُحْمَرًّا وَجْهه يَقُول: (لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَيْل لِلْعَرَبِ مِنْ شَرّ قَدْ اِقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْم مِنْ رَدْم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مِثْل هَذِهِ) وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَام وَاَلَّتِي تَلِيهَا. قَالَتْ: فَقُلْت يَا رَسُول اللَّه , أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: (نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَث). وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام فِي هَذَا الْبَاب , وَأَنَّ الْمَعَاصِي إِذَا ظَهَرَتْ وَلَمْ تُغَيَّر كَانَتْ سَبَبًا لِهَلَاكِ الْجَمِيع ; وَاَللَّه أَعْلَم.
خامسا: من تفسير السيوطي المسمى الدر المنثورفي التفسير بالمأثور:
وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أمرنا مترفيها} قال أمروا بالطاعة فعصوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول في قوله: {وإذا أردنا أن نهلك قرية} الآية. قال: {أمرنا مترفيها} بحق، فخالفوه، فحق عليهم بذلك التدمير.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وإذا أردنا أن نهلك قرية امرنا مترفيها} قال: سلطنا شرارها فعصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك، أهلكناهم بالعذاب. وهو قوله: {وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها} (الأنعام، آية 123).
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله وجل: {أمر مترفيها} قال: سلطنا عليهم الجبابرة فساموهم سوء العذاب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول:
إن يعطبوا يبرموا وإن أمروا * يوما يصيروا للهلك والفقد
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي العالية رضي الله عنه كان يقرأ {أمرنا مترفيها} مثقلة. يقول: أمرنا عليهم أمراء.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ "آمرنا مترفيها" يعني بالمد. قال: أكثرنا فساقها.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر، عن عكرمة رضي الله عنه أنه قرأ {أمرنا مترفيها} قال: أكثرناهم.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي الدرداء رضي الله عنه {أمرنا مترفيها} قال: أكثرنا.
وأخرج البخاري وابن مردويه، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نقول للحي إذا كثروا في الجاهلية قد أمروا بني فلان.
والله أعم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
ـ[سليمان داود]ــــــــ[14 May 2004, 01:02 م]ـ
جزاك الله خيرا" أخي العزيز على هذا الجهد الذي بذلته بين كتب التفسير
وكنت تستطيع أن تعفي نفسك من هذا العناء بما هو أقرب للعقل
وهي قراءة أبن عباس بتشديد الميم
فهي أقرب للمنطق والعقل من القراءات الأخرى
وخاصة من قال أن الله أمرهم بالطاعه؟؟؟؟
فكيف يأمر الله بالطاعه المترفين فقط؟؟؟ ولا يأمر الفقراء؟؟؟؟
وهل يوجد قريه تخلوا من الفقراء
والقريه في القرآن تعني مدينه أو أكبر (أي يمكن أن تكون مجازا" أسم دوله بهذا الزمن)
اذا" تكون مليئه بالفقراء الذين يذهبون بجريرة الاغنياء المترفين لأنهم لم يضربوهم على أيديهم؟؟
وهنا يتجلى معنى النهي عن المنكر؟؟؟
أو يذهبو بجريرتهم اذا كانو مستضعفين كما أوردت في حديث قوم يأجوج
¥