تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[موقف بعض المستشرقين من التراث المخطوط]

ـ[موراني]ــــــــ[21 Jun 2004, 10:53 م]ـ

لا يستطيع المرء أن يخفي دهشته واستغرابه من موقف بعض الباحثين المستشرقين من تقييم المخطوطات في التراث الاسلامي القديم (وانا بصدد التراث الذي نشأ الى أواخر القرن الرابع الهجري فقط) ومعالجتها واعتمادمهم عليها في عدة دراسات معاصرة.

تدور هذه الدراسات عن المخطوطات القديمة وتقييمها رواية ودراية حول نقطة واحدة وهي: التساؤلات حول (مصداقية) هذه المصادر القديمة المخطوطة من ناحية مضمونها ونسبها الى مؤلفها في آن واحد من ناحية أخرى. أو بعبارة أصح:

هل يجوز أن ننسب كتابا ما الى مؤلفه المزعوم أم كان من المستحسن أن نسب هذا الكتاب الذي بين يدينا الى غيره , أي الى مؤلف آخر عاش بعد ذلك المؤلف المشكوك في صحته مؤلفا للكتاب في القرن الثاني الهجري ..............

أنا شخصيا أسمي هذه الدوائر من الباحثين المستشرقين ب (الشكوكيين) الذين

يشكّون بصحة ما بين يديهم من الوثائق القديمة التأريخية من حيث نشأتها وكتابتها في العصر المشار اليه في المخطوط نفسه بكل وضوح.

بعد نشر الأجزاء المتبقية من تفسير القرآن من الجامع لعبد الله بن وهب ظهرت هذه التساؤلات على ساحة الاستشراق مرة أخرى ومن جديد حول شخصية ابن وهب مؤلفا للكتاب من ناحية وحول ما جاء في ذلك الكتاب من تفسير الآيات بأسانيد مؤلفه (المزعوم). وكانت خلاصة القول لدى هؤلاء (الشكوكيين) انّ المخطوطات المعتمدة ترجع فعلا الى أواخر القرن الثالث الهجري اذ نجد فيها وقراءة مؤرخة على عام 290 الهجري في حلقة عيسى بن مسكين بالقيروان. ومن هنا لا بد أن ننسب كل ما جاء في هذا الكتاب من التفسير والأفكار حول معاني الآيات القرآنية الى ذلك العصر , اي الى أواخر القرن الثالث الهجري.

أما ابن وهب مؤلفا للكتاب في القرن الثاتي الهجري فانّ هذه المسألة موضوع الحوار والخلاف بين (الشكوكيين) وبين (الوضعيين) في دوائر المستشرقيين.

نظرا الى أنني اعتبر نفسي من (الوضعيين) في هذا الحوار بين الطرفين المذكورين فلم

يكن بد من الاجابة على ما ذكر هؤلاء من النقد على نسب هذا الكتاب ليس الى مؤلفه ابن وهب فقط بل الى ثمرات العلوم في التفسير في منتصف القرن الثاني الهجري وما قبله.

عندما ينطلق الطرف الآخر , أي (الشكوكيين) , من المبدأ أن كتابة التفسير والحديث ,

أو قل بمعنى آخر: كتابة العلوم الاسلامية بتة , لم تتم الا ما بعد عام 200 الهجري (نعم , هكذا!) فأنا أجيب عليهم بالنفي وأقول ان هناك عدة علامات ودلائل ضمن هذه المخطوطات القديمة النفيسة والفريدة تثبت عدم صحة رأيهم.

لقد قمت بالرد على هؤلاء الباحثين المستشرقين الكرام ووصلتني المسودة لهذا المقال التي قمت بتصحيحها قبل أيام. فينشر المقال بعد الاجراءات الطباعية في المجلة الاستشراقية في ألمانيا المسماة ب (الاسلام) هذا العام , وهي من أقدم وأشهر مجلات الاستشراقية منذ أكثر من 100 عام.

أما الدلائل الثابتة والحجج المقنعة التي تخالف آراء هؤلاء الشكوكيين في (مصداقية) التراث القديم النفيس في علوم التفسير فانها ستكون موضوعا للحلقة القادمة.

وفي هذه السطور لم أرد الا القاء نظرة سريعة على (الرأي المضاد) والموقف لدى هؤلاء من التراث القديم بصورة عامة.

احتراما

موراني

ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[21 Jun 2004, 11:50 م]ـ

- هل من توضيح أكثر لمصطلحي:

(الشكوكيين)، و

(الوضعيين)؟

- وحبذا أضاءة أوسع على مجلة " الإسلام " الإستشراقية الألمانية، وأهم موضوعاتها، وأشهر المجلات من هذا القبيل.

مع شكري مقدماً.

ـ[موراني]ــــــــ[22 Jun 2004, 03:19 م]ـ

أبو بيان حفظه الله ,

أما الشكوكيون فقد استعرت العبارة من أهل القيروان اذ كان بين طائفتين منهم جدال حول مسألة الايمان وقال الفقيه ابن عبدوس وهو عاصر محمد بن سحنون في منتصف القرن الثالث:

أنا مؤمن عند الله , أنا مؤمن ان شاء الله

كما قال: أنا أدين بأني مؤمن عند الله في وقتي هذا ولا أدري ما يختم لي به

ولذلك سميت هذه الطائفة بالشكوكيين

أنظر ذلك على سبيل المثال في ترجمة محمد بن ابراهيم بن عبدوس في ترتيب المدارك للقاضي عياض اليحصبي.

أما أنا وأطلق هذه العبارة على هؤلاء المستشرقين الذين يشكون في وجود الأصول للكتب في القرن الثاني الهجري (كما جاء بيان ذلك أعلاه) كما يشكون بروايتها كتابة في القرن الثاني الهجري.

أما المصطلح (الوضعييون) وهم أصحاب الدراسات الموضوعية بغير ظن مسبّق في مادة الدراسة. مثلا الفلسفة تأخذ بهذا المصلح وتعني به النظر الموضوعي في الظواهر كما هي.

فيما يتعلق بالمجلات الاستشراقية , مثلا (الاسلام) فهي مجلة سنوية تصدر مرتين في العام ويحتوي أولا على دراسات حول الحضارة الاسلامية في ميادينها المختلفة بما في ذلك الدراسات العثمانية والفارسية , كما يحتوي في قسم كبير منها على تقديم الكتب التي صدرت حديثا في الاستشراق باللغات الأوروبية وعادة تخضع هذه الكتب للنقد ولا للتقديم فقط.

أما اللغات المسخدمة في هذه المجلات فهي الالمانية , الانجليزية , الفرنسية والاسبانية في العادة.

من أقدم المجلات في هذا الصنف: المجلة لجمعية المستشرقين الألمان التي صدرت لأول مرة في منتصف القرن 19 الميلادي. تصدر هذه المجلة مرتين في العام وتشمل الآن على أكثر من 300 مجلد وتحتوي على دراسات في الحضارات الشرقية عامة , أي على دراسات اسلامية , صينية , يابانية .... الخ.

وهناك مجلات أخرى مثل (عالم الشرق) فيها دراسات اسلامية وبابلية وأشورية

أما المجلة (عالم الاسلام)) , بفتح اللام في كلتى حالتين ,

فهي تتضمن دراسات حول القضايا المعاصرة في الأدب والشعر وحتى في السياسة.

وهذه المجلات كلها تحتوي في قسم كبير منها على تقديم الكتب الصادرة حديثا وعلى نقدها.

تقديرا

موراني

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير