تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لمسات بيانية 2]

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 May 2004, 09:33 م]ـ

ما الفرق بين كلمتي (دارهم) و (ديارهم) من الناحية البيانية في القرآن الكريم؟

الصيحة هي أشمل وأهمّ من الرجفة لذا فإنها تُصيب عدداً أكبر وتبلغ أكثر من الرجفة والمعلوم أن الصوت يمتد أكثر من الرجفة ولهذا فهي تؤثر في ديار عديدة لذا جاء استخدام كلمة (ديارهم) مع الصيحة كما في الآية 67 والآية 94 في سورة هود (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) (وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)، أما الرجفة فيكون تأثيرها في مكانها فقط لذا جاء استخدام كلمة (دارهم) مع الرجفة كما في قوله في سورة الأعراف (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) آية 78 و91 (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) وكذلك في قوله تعالى (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) سورة العنكبوت آية 37.ولم ترد في القرآن كلمة ديارهم إلا مع العذاب بالصيحة ولم ترد كلمة (دارهم) إلا مع العذاب الرجفة.

من برنامج لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي

ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[12 May 2004, 09:13 م]ـ

1) يقول الزمخشري والرازي وأبو حيان والألوسي معنى كلمة (دارهم): ديارهم أو بلادهم أو أرضهم.

فهل يتفق هذا مع ما جاء في لمسات بيانية من قوله (أما الرجفة فيكون تأثيرها في مكانها فقط لذا جاء استخدام كلمة (دارهم) مع الرجفة) أو يتعارض معه؟

2) إذا كانت (دارهم) بمعنى (ديارهم) فهل تكون الصيحة أشمل وأهم من الرجفة كما جاء في أول اللمسات؟

وشكراً

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 May 2004, 07:29 ص]ـ

أخي الفاضل

شكراً لك على تعقيبك وسؤالك. وأقول والله أعلم أن لا تعارض بين ما أورده الدكتور فاضل وبين ما قاله العلماء في كلمة دارهم لأن الدكتور لم يبحث في معنى الكلمة وإنما لاحظ بعد دراسة الآيات التي وردت فيها كلمتي دارهم وديارهم فوجد أنهما استخدمتا كما أشار في الموضوع وهذه هي اللمسات التي يطرحها الدكتور. ومما تفضل به تلاحظ أنه من غير أن يفصّل بنى كلامه على أن الكلمتين هما بمعنى الديار ولكن أحدهما أوسع من الأخرى ولتأكيد هذا نحتاج لأهل اللغة حتى يفسروا لنا دلالة جمع كلمة ديار ودلالة استخدام كلمة دار.

ومن كلامه ترى أنه لم يذكر أن لكلمة دارهم معنى آخر ولكن الموضوع كان في الإستخدام الدائم لكلمة دارهم مرافقة للرجفة وكلمة ديارهم مع كلمة الصيحة فلا بد أن يكون لهذا حكمة لأن المفردات في القرآن الكريم تأتي في موضعها المناسب الذي لا يصح فيه استخدام كلمة أخرى. هذا والله أعلم.

وبكل الأحوال سأرسل إلى الدكتور سؤالك للإستيضاح أكثر وإن شاء الله أكتب إجابته حال يعطيني الإجابة.

جزاك الله خيراً.

ـ[د. عماد]ــــــــ[13 May 2004, 03:00 م]ـ

إضافة إلى ما حكته، أو نقلته السيدة الفاضلة سمر الأرناؤوط من قول الدكتور فاضل السامرائي، وإجابة عن تساؤل السيد الفاضل عبد القادر، ثم رد السيدة سمر عليه، أذكر الآتي، زيادة في التوضيح والبيان، وإزالة للغموض والالتباس:

حكى الرازي عن الكرماني أنه قال:" حيث ذكر (الرجفة) - وهي الزلزلة الشديدة- وحَّد (الدار) 0 وحيث ذكر (الصيحة)، جمع؛ لأن الصيحة كانت من السماء، فبلوغها أكثر، وأبلغ من الزلزلة0 فاتصل كل واحد منهما بما هو لائق "0 ونسب الألوسي هذا القول إلى النيسابوري0

وحكى الرازي أيضًا عن بعضهم قوله بـ (أن الصيحة أعمُّ من الرجفة؛ لأنها تعمُّ الأرض والجو0 أما الرجفة فلا تكون إلا في الأرض0 لذلك ذكر الله تعالى (الديار)، مع الصيحة، وذكر (الدار)، مع الرجفة) 0

ثم عقَّب الرازي على ذلك بقوله:" غير أن هذا ضعيف؛ لأن الدار، والديار موضع الجثوم، لا موضع الصيحة، والرجفة0 فهم ما أصبحوا جاثمين إلا في ديارهم " 0

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير