[إشكال في آية]
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[08 Jun 2004, 06:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الله تعالى (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين).
الإشكال: الواو في (ولا حبة) إن كانت عاطفة فعلى أي شيء عطفت (حبة)؟ وإن كانت معطوفة على (ورقة) فهل يستقيم الإعراب مع (رطب) و (يابس)؟ ثم كيف يكون معنى الآية؟
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Jun 2004, 11:45 ص]ـ
يقول الشوكاني رحمه الله: (({ولا رطب ولا يابس} بالخفض عطفا على حبة: وهي معطوفة على ورقة.وقرأ ابن السميفع والحسن وغيرهما بالرفع عطفأ على موضع من ورقة.وقد شمل وصف الرطوبة واليبوسة جميع الموجودات))
يقول الزمخشري رحمه الله في كشافه: {ولا حبة ولا رطب ولا يابس} عطف على ورقة وداخل في حكمها كأنه قيل: وما يسقط من شيء من هذه الأشياء إلا يعلمه.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Jun 2004, 01:23 م]ـ
قال السمين الحلبي في الدر المصون (4: 661):
((قوله: (ولا حبه) عطف على لفظة (ورقة)، ولو قُرئ بالرفع لكان على الموضع.
و (في ظلمات) صفة لحبة.
وقوله (ولا رطب ولا يابس) معطوفان أيضًا على لفظ (ورقة).
وقرأهما ابن السميفع وابن أبي إسحاق بالرفع على المحل. وهذا هو الظاهر.
ويجوز أن يكونا مبتدأين والخبر قوله: (إلا في كتاب مبين).
ونقل الزمخشري أن الرفع في الثلاثة؛ أعني قوله: (ولا حبة ولا رطب ولا يابس)، وذكر وجهي الرفع المتقدمين، ونظَّر الوجه الثاني بقولك: لا رجل منهم ولا امرأة إلا في الدار))
ـ[د. عماد]ــــــــ[08 Jun 2004, 04:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الآية الكريمة: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين).
هي إحدى ثلاث آيات وردت في القرآن الكريم، الثانية منها هي قوله تعالى:
? عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين? (سبأ/3).
والثالثة هي قوله تعالى:
? وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين? (يونس:61).
فقوله تعالى في الآية الأولى: (ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين).
كقوله تعالى في الآية الثانية والثالثة: (ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين?.
إلا أن القراءة جاءت في الأولى: (ولا رطبٍ ولا يابسٍ)، بالخفض، وجاءت في الثانية والثالثة: (ولا أصغرَُ ولا أكبرَُ) بالنصب عوضًأ عن الكسر، لامتناعهما من الصرف، وبالرفع0
و للزمخشري قول في تخريج هاتين القراءتين، يخالف قوله في تخريج الآية الأولى؛ إذ يقول: (ولا أصغرَُ ولا أكبرَُ – القراءة بالنصب، والرفع0 والوجه: النصب على نفي الجنس0 والرفع على الابتداء؛ ليكون كلامًا برأسه) 0
ثم قال: (وفي العطف على محل- من مثقال ذرة- أو على لفظ- مثقال ذرة- فتحًا في موضع الجر لامتناع الصرف، إشكال؛ لأن قولك: لا يعزب عنه شيء إلا في كتاب مشكل) 0
وقد أخذ بهذا القول الدكتور فاضل السامرائي، وقال في تعليل ذلك: (أصغرَ، أصغرُ:
في حالة الاستغراق جاءت (ولا اصغرَ) بالبناء على الفتح، وهذه الـ (لا) تسمى النافية للجنس0
(لا رجلَ حاضرٌ) تنفي جنس الرجال0
(لا رجلٌ) تحتمل نفي الجنس، ونفي الوحدة، ومثلها مثل (ما)
يقول النحاة ابتداء من الخليل: عندما تقول (لا رجلَ) كأنه جواب لسؤال: هل من رجل؟
تضمر من الاستغراقية
فإن سألت: (هل من رجل؟) فجوابه: (لا رجلَ)
وإن سألت: (هل رجلٌ؟) فجوابه: (لا رجلٌ)
فالنافية للجنس هي أصلا تتضمن معنى (من) الاستغراقية
فقال (أصغرَ) في يونس0
وهذا مناسب لوجود (من)، ويناسب الاستغراق لمواطن الاستغراق في بداية الآية (وما تتلو ... )
أما التي ليست للاستغراق جاء فيها (ولا أصغرُ)
فجعل (أصغرُ) في غير موضع الاستغراق) 0
والسؤال هنا: كيف يكون قوله تعالى: (لا يعزب عنه شيء إلا في كتاب) في الآيتين الأخيرتين مشكل- كما يقول الزمخشري- ولا يكون مشكلاً في الآية الأولى؟
فما رأي الإخوة!
د0 عماد
ــــــــــ
وفوق كل ذي علن عليم