[رجال وآيات ..]
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 May 2004, 01:31 م]ـ
[رجال وآيات ..]
هذه بعض المواقف التي نقلها لنا الأئمة والمؤرخون وقعت لبعض السلف عندما سمعوا آيةً من كتاب الله،أو آيات .. فحصل منهم تأثر وتأثير ..
أبدأ بهذا الموقف
قال أبو نعيم في الحلية 4/ 82 - 83:
حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد ثنا محمد بن عبدوس الحراني ثنا يزيد بن قبيس ثنا علي بن الحسن الحلبي قال:
حدثني عمرو ابن ميمون بن مهران قال:
خرجت بأبي أقوده في بعض سكك البصرة، فمررت بجدول، فلم يستطع الشيخ يتخطاه، فاضطجعت له، فمر على ظهري، ثم قمت فأخذت بيده، ثم دفعنا الى منزل الحسن، فطرقت الباب، فخرجت الينا جارية سداسية، فقالت: من هذا؟
قلت: هذا ميمون بن مهران، اراد لقاء الحسن!
فقالت: كاتب عمر بن عبدالعزيز؟
قلت لها: نعم!
قالت: يا شقي ما بقاؤك الى هذا الزمان السوء؟!
قال: فبكى الشيخ، فسمع الحسن بكاءه، فخرج اليه، فاعتنقا، ثم دخلا.
فقال ميمون: يا أبا سعيد! قد أنست من قلبي غلظة، فاستلن لي منه!
فقرأالحسن:
بسم الله الرحمن الرحيم: (أفرأيت ان متعناهم سنين، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون)
قال: فسقط الشيخ، فرأيته يفحص برجله كما تفحص الشاة المذبوحة، فأقام طويلا، ثم أفاق، فجاءت الجارية فقالت: قد أتعبتم الشيخ، قوموا تفرقوا، فأخذت بيد أبي، فخرجت به، ثم قلت:
يا أبتاه! هذا الحسن قد كنت أحسب أنه أكبر من هذا!
قال: فوكزني في صدري وكزة، ثم قال: يا بني! لقد قرأعلينا آية، لو فهمتها بقلبك لا بقي لها فيك كلوم.
،وسيتلوه مواقف أخرى بإذن الله حسب ما أقف عليه .. وسأكون مسروراً بما يقف عليه الإخوة من مثل هذه المواقف التي تحرك القلوب، خاصة في غمرة البحث العلمي الذي قد يلقي بظلاله على القلب ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 May 2004, 02:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لك يا شيخ عمر على ما تتحفنا به من الموضوعات المتجددة.
وذكرني موضوعك هذا بقصة للأحنف بن قيس رحمه الله فيها عظة وعبرة، ذكرها الإمام محمد بن نصر المروزي في كتابه قيام الليل، تدل على شدة تدبر السلف لكتاب الله.
وسوف أنقل كلام المروزي كاملاً بما فيه هذه القصة لما فيه من الفوائد والدرر عن سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى وألحقنا بهم بحبنا لهم.
قال رحمه الله في باب:
(17 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ " وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَيَزِيدِ بْنِ الْأَخْنَسِ، وَلَفْظُهُ: " لَا تَنَافُسَ بَيْنَكُمْ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ "، فَذَكَرَ مِثْلَ مَعْنَاهُ، وَفِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَوْلُهُ: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا قَالَ الْحَسَنُ: الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا. قَالَ: بِالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ: وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا يَقُولُ: حُلَمَاءُ لَا يَجْهَلُونُ وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ حَلُمُوا، ذَلَّتْ وَاللَّهِ الْأَبْدَانُ وَالْأَبْصَارُ حَتَّى حَسِبَهُمُ الْجَاهِلُ مَرْضَى، وَاللَّهِ مَا بِالْقَوْمِ مَرَضٌ، وَأَنَّهُمْ لَأَصِحَّاءُ الْقُلُوبِ وَلَكِنْ دَخَلَهُمْ مِنَ الْخَوْفِ مَا لَمْ يَدْخُلْ غَيْرَهُمْ، وَمَنَعَ مِنْهُمُ الدُّنْيَا عِلْمُهُمْ بِالْآخِرَةِ. هَذِهِ أَخْلَاقُهُمُ الَّتِي انْتَشَرُوا بِهَا فِي النَّاسِ وَهُمُ الَّذِينَ يَبِتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا. أَسْهَرُوا وَاللَّهِ الْأَعْيُنَ وَهَضَمُوا فِي الْآخِرَةِ كُلَّ شَيْءٍ، وَاللَّهِ مَا تَعَاظَمَ فِي أَنْفُسِهِمْ شَيْءٌ طَلَبُوا بِهِ الْجَنَّةَ، وَقَالُوا حِينَ دَخَلُوا الْجَنَّةَ:
¥