[هل يختلف تفسير هذه الآية باختلاف العقيدة؟؟؟؟]
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[13 Jun 2004, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،،
في مناظرة لأخ سلفي مع آخر أشعري تطرق الحديث للآية الكريمة {فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين} و قال الأخ السلفي لمحاوره الأشعري. . .
قولك: "لاشك أن الآيات سياقها يدل على أن الخليل عليه السلام كان يقيم الحجة على عباد الكواكب أليس كذلك؟ ".
أقول: كلا، بل كان في مرحلة البحث والتأمل، فلما رأى أفول الكوكب منعه ذلك من اعتقاد ربوبيته. أرجو منك يا أخ أحمد ألا تنهال عليّ بكلام عاطفي حول استبعاد كون إبراهيم عليه السلام قد خطر بباله أن الكوكب ربه، فقد نبهتك من قبل على أن تصوّرنا لهذه الآية مختلف تماماً عن تصوركم جملة وتفصيلاً.
فهل حقاً يختلف تفسير هذه الآية حسب المذهب العقائدي؟؟؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[14 Jun 2004, 08:02 ص]ـ
لو يتكرم الأخوة المشرفون بنقل السؤال للقسم العلمي يكون أفضل إن شاء الله.
ـ[أبو علي]ــــــــ[14 Jun 2004, 08:45 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو إنسان قبل أن يكون نبيا، وكل إنسان يريد معرفة حقيقة الوجود فإنه يبحث ويتأمل فيهتدي بإذن الله.
وليس في الآية ما يثبت أن الخليل عليه السلام كان يقيم الحجة على قومه وإنما نفهم من سياق الآية أنه كان يبحث ويتأمل ليصل إلى اليقين بدليل قوله تعالى: وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين).
التأمل والبحث عن اليقين ظاهرة محمودة في الإنسان، وحتى خير البشر صلى الله عليه وسلم مر بهذه التجربة قبل البعثة، وقال له الله تعالى: ووجدك ضالا فهدى، ليس الضلال هنا انحراف عن الصراط وإنما لأنه شغل فكره للبحث عن الحقيقة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Jun 2004, 12:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن القيم في مدارج السالكين عن الآية المسؤول عنها:
(قد قيل: إنها على تقدير الاستفهام. أي أهذا ربي؟، وليس بشيء.
وقيل: إنها على وجه إقامة الحجة على قومه. فتصور بصورة الموافق، ليكون أدعى إلى القبول. ثم توسل بصورة الموافقة إلى إعلامهم بأنه لا يجوز أن يكون المعبود ناقصا آفلا. فإن المعبود الحق: لا يجوز أن يغيب عن عابديه وخلقه، ويأفل عنهم. فإن ذلك مناف لربوبيته لهم. أو أنه انتقل من مراتب الاستدلال على المعبود حتى أوصله الدليل إلى الذي فطر السموات والأرض. فوجه إليه وجهه حنيفاً موحداً، مقبلا عليه، معرضاً عما سواه. والله سبحانه أعلم.)
فالصحيح اللائق بإمام الحنفاء أنه إنما قاله على وجه المناظرة والتنزل للخصم لاستدراجه ومن ثم بيان سفه قوله وزعمه، فمعلوم أن قومه كانوا يعبدون الكواكب فيكون المعنى هذا ربي فهلم ننظر هل يستحق الربوبية؟ وهل يقوم لنا دليل على ذلك؟ كما ذكر ذلك غير واحد من المفسرين .. أوكما قال بعضهم أنه قال: هذا ربي على قولكم فانظروا كيف يأفل، لأنهم كانوا يعبدون الشمس والقمر مع الأصنام، ونظير هذا قوله تعالى (أين شركائي) وهو جل وعلا واحد لاشريك له؛ والمعنى أين شركائي على قولكم؟
أما أن يؤول ذلك ويفسر على أن إبراهيم تدرج في عبادة غير الله أوفي اعتقاد الربوبية لغير الله وهو إمام الحنفاء!! فمحال؛ كيف وقد آتاه الله رشده من قبل؟ وأراه ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين؛وقال جل وعلا عنه (إذ جاء ربه بقلب سليم) أي لم يشرك به قط كما ذكر القرطبي وغيره .. وقد ذكر الله ذلك صراحة عن إبراهيم عليه السلام فوصفه تعالى في عدة آيات بقوله: (وما كان من المشركين) يقول الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان: (ونفي الكون الماضي يستغرق جميع الزمن الماضي، فثبت أنه لم يتقدم عليه شرك يوما ما، وأما كونه جازما موقنا بعدم ربوبية غير الله، فقد دل عليه ترتيب قوله تعالى (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي) إلى آخره "بالفاء" على قوله (وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين) فدل على أنه قال ذلك موقنا مناظرا ومحاجا لهم، كما دل عليه قوله تعالى: (وحاجه قومه) الآية، وقوله (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه) الآية والعلم عند الله تعالى) أهـ.
¥