تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أقدم مخطوط لتفسير القرآن لابن جرير الطبري]

ـ[موراني]ــــــــ[19 May 2004, 02:44 م]ـ

انّ أقدم مخطوط لتفسير الطبري حسب علمي هو ما تحتفظ به مكتبة القرويين

بفاس , المغرب , فهو من نوادر المخطوطات اذ أنه لم يأت من المشرق , بل نّسخ بخط اندلسي جميل في المغرب الاسلامي.

هذه النسخة النادرة تقع على 98 ورقة فقط على الرقّ (ربما على جلد الغزال) وتبتدئ

بتفسير سورة البقرة , الآية 187 وتنتهي بتفسير سورة البقرة , الآية 216.

هناك قطعة أخرى منه تحتوي على تفسير بعض الآيات في سورة التوبة. لقد أشار محمد عابد الفاسي (محافظ خزانة القرويين سابقا) الى هذه القطع في فهرس مخطوطات خزانة القرويين , ج 1 , ص 32 ج 2 , 429

كما جاء ذكرها بين المخطوطات التي صوّرتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم:

فأنظر مجلة معهد المخطوطات العربية , ج 22 , ذو القعدة 1396 (نوفمبر 1976) ص 221 و222 بذكر قطع أخرى من الكتاب في القرويين).

هذا , وفي آخر النسخة رقم 791 القرويين مقابلة مؤرخة يتبين من خلالها عمر هذا المخطوط ونسخه في المغرب الاسلامي , اذ تمت المقابلة في عام 391 ه أي بعد وفاة المؤلف بثمانين عام فقط!

وفي ذلك العصر بالذات , أي في منتصف القرن الرابع الهجري , نجد لدى بعض العلماء الاندلسيين اهتماما ملموسا في دراسة تفسير الطبري مما أدّى ربما الى استنساخ

هذا الكتاب الى جانب دراسته في آن واحد.

لقد اشتهر يوسف بن محمد بن سليمان من أهل شذونة (ت 383) بأنه كتب تفسير القرآن للطبري وكتبا أخرى له أثناء رحلته الى المشرق التي استغرقت عشرة أعولم (انظر ترجكته في تأريخ علماء الاندلس لابن الفرضي وغيره).

أما أحمد بن عبد الله بن أيوب (مولده عام 333) فانه درس على ابن أبي زيد القيرواني وألف مختصرا على تفسير الطبري (الصلة لابن بشكوال , ج , الرقم 31) , كما درس على ابن أبي زيد أيضا مرافقه في رحلته عبد الرحمان بن مروان القنازعي (ت 413) صاحب تفسير الموطأ لمالك بن أنس.

فليس من المستبعد أنّ النسخة المذكورة بخط أندلسي قد تعتبر من النتائج المثمرة التي أسفرت عن هذا النشاط العلمي الواسع لدى العلماء الأندلسيين المذكورين وغيرهم في ذلك العصر , أي في منتصف القرن الرابع الهجري.

والجدير بالذكر أن ابن أبي زيد القيرواني , الشيخ المالكيين في عصره بالقيروان , لم يعتمد على تفسير الطبري غير أنّ كل من القنازعي وعبد الله بن أيوب القرطبي المذكورين أعلاه درسا هذا التفسير في ذلك العصر كما انضموا الى حلقة ابن أبي زيد بالقيروان.

ويتبين ذلك مما جاء في رسالته في طلب العلم (وهي محفوظة في كتابه الذبّ عن مذهب مالك بن أنس , مخطوط chester beatty , الرقم 4475 , ق 102 ب الى 103 ب) , حيث ينصح لطالب العلم:

وان رغبت في شيء من التفاسير فتفسير لاسماعيل القاضي ان كان يوجد. أما تفسير محمد بن جرير فبلغني أنّه حسن , ولا أدري محل الرجل عند اهل بلده في التمسك , وبعض الناس يتّهمه وأنا لا أحقق عليه , ولاسماعيل كتاب الشواهد , فان وجد لكان حسنا , والمنهوم في الكتب لا يشبع .....

انّ هذه العبارات: فبلغني أنه حسن ..... يدل صراحة على عدم اعتماده على هذا الكتاب غير أن تلميذه القنازعي كان من الاولين الذين قدموا الاندلس بتفسير الطبري في ذلك العصر: انظر فهرسة ابن خير الاشبيلي , ص 58 , طبع سرقسطة 1893

موراني

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 May 2004, 07:26 م]ـ

شكراً جزيلاً على هذه الفوائد.

ولي سؤال عن قوله: ( ... ولاسماعيل كتاب الشواهد , فان وجد لكان حسنا , والمنهوم في الكتب لا يشبع).

ماذا يعني بقوله (كتاب الشواهد) في رأيك؟ وهل لهذا النقل من تتمة؟

أكرر شكري الجزيل لك يا أستاذ موراني.

ـ[موراني]ــــــــ[19 May 2004, 07:47 م]ـ

(كتاب الشواهد) هو

شواهد الموطأ لاسماعيل بن اسحاق القاضي

أنظر الاحالة على هذا الكتاب في ترجمة القاضي اسماعيل

مثلا في ترتيب المدارك للقاضي عياض.

للأسف , هذا الكتاب ما زال في حكم المفقود حسب علمي.

ولكم تحياتي

موراني

ـ[موراني]ــــــــ[20 May 2004, 08:15 م]ـ

الاستاذ عبد الرحمان الشهري

ليست لهذا النقل تتمة

كل ما كان مقصودا هو هذه الاشارة البسيطة الي أقدم مخطوط لتفسير الطبري باعتباره تفسيرا بالمأثور.

لكي أضيف أمرا ذا بال الى ما ذكرت أعلاه بالايجاز فهو:

لقد قمت بمقارنة عدة فقرات المخطوط مع النص المطبوع حرفا حرفا فلم أجد

اختلافا بين ما جاء نصا في المخطوط القديم والنص المطبوع الذي يعتمد (بلا شك)

على نسخ أخرى.

لقد قمت بهذه المقابلة لسبب واحد وهو أن هناك فرقة في دوائر زملائي المشتسرقين

الذين يشكون في صحة رواية النصوص عبر القرون ويرون أنّ هذه النصوص تخضع في الغالب لتغيير مفردات النص المنقول عند استنساخ وذلك في رأيهم يحدث بين حين وآخر قصدا ..................

صراحة , انني لم أجد مثلا واحدا أو دليلا يذكر فيما يتعلق سواء بنصوص الفقه في أمهات الكتب القديمة أو بنصوص التفسير , فلذلك لا اجد سبيلا لتأييد هذا الرأي السائد

في بعض الدوائر , بل أعارضه حينا وأرفضه حينا آخر .... وعلانية.

ربما تكون لهذه القصة بالذات تتمة.

أما اختلاف النص بين تفسير يحيي بن سلام وبين النص عند هود بن محكم وسببه واضح وضوح الشمس: الأخير اباضي , هواريّ فمن هنا يلخّص كلام ابن سلام من وجهة نظر عقيدته هو , ويضيف الى نصه ما يتمشى مع عقيدته هو.

أما ابن أبي زمنين وهو يقوم بدور المختصر فقط ويضيف الى النص أحيانا زيادات محمد بن يحيى بن سلام , كما يتبين ذلك من خلال ما كتبت اليوم في (مقتبسات من تفسير ابن سلام).

ولكم تقديري

موراني

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير