تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حوار علمي مع الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة اليرموك]

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Jul 2004, 02:37 ص]ـ

هذا نص حوار نشرته مجلة الفرقان مع مع الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة اليرموك:

الأستاذ الدكتور فضل عباس أحد العلماء المعدودين في علوم التفسير وعلوم اللغة، عرفه الناس من خلال كتبه ودروسه ومحاضراته في حلقات العلم وفي المساجد وفي المنتديات العلمية، وعرفه طلاب العلم في رحاب المعاهد العلمية والجامعات، وقبل ذلك برز الدكتور فضل عباس كأحد أهم علماء التفسير والتلاوة – وكان ذلك قبل ثلاثين عاماً – حين سجلت له الإذاعة الأردنية (400) حلقة إذاعية في تلاوة القرآن الكريم وتفسيره، كانت باكورة مسيرته العلمية التي أثمرت فيما بعد نتاجاً كبيراً وهاماً من المؤلفات والنظرات الجديدة في تفسير القرآن الكريم.

لكن أستاذنا لا يحبّ الحديث عن نفسه، وعندما علم أن أحد الأساتذة الذين أفادوا من علمه الكثير أصدر كتاباً أهداه إليه وأشاد بمناقبه لم يرق له ذلك، ولو كان يعلم لما قبل.

ويعد ضيفنا الكريم موسوعة علمية جادة في زمان فُقد فيه العلماء الموسوعيون، فقلما تجد عالماً في أيامنا يتقن تخصصاً ويبرع فيه بجانب تخصصه الأصلي، لكن أستاذنا الدكتور فضل تراه في علوم القرآن وفي علوم البلاغة واللغة وفي الدراسات الفقهية والتصوف يضرب بأسهم وافرة في العلم والفهم، هذا إلى جانب جهاده الدعوي ومواقفه الشجاعة.

حُرم أستاذنا نعمة البصر، فعوضه الله تبارك وتعالى عنها نفاذ البصيرة، وعمق الفكرة، وحضور الذهن.

وحتى نعرّف قراءنا الكرام بعلم من الأعلام - بشيء من التفصيل - نترك لفضيلته عرض بطاقته الشخصية والعلمية في هذا الحوار الذي أجريته معه في منزله في عمان.

* الفرقان: نرحب بكم ضيفاً على مجلة الفرقان.

- د. فضل: ومرحباً بكم. وأرجو للجمعية ولمجلة الفرقان التوفيق ودوام العطاء الطيب، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

* الفرقان: فضيلتكم غني عن التعريف، لكن قراء الفرقان بحاجة ماسة لزيادة معرفة بكم فماذا تقولون؟

- د. فضل: هويتي هوية مسلم عاش أحداثاً كثيرة عقوداً من الزمن في أكثر من قرن. اسمي فضل حسن أحمد عباس ولدت في رمضان من عام 1350هـ في شهر كانون الثاني من سنة 1932م. وكان والداي رحمهما الله حريصين كل الحرص على أن أحفظ كتاب الله تبارك وتعالى وأدرس العلم، ذلكم لأن هذا العلم يكاد يكون شيئاً معروفاً عندنا في الأسرة، فخالي رحمه الله الشيخ يوسف عبدالرزاق المشهدي كان أستاذاً في جامعة الأزهر، وبهذه المناسبة طبعنا له حديثاً كتاب " معالم دار الهجرة". ومن فضل الله حفظت كتاب الله تبارك وتعالى وأنا دون العاشرة، ثم بعد ذلك بدأت حفظ المتون العلمية الكثيرة فحفظت (متن الغاية والتقريب) في الفقه الشافعي ومتن الرحابية في الفرائض، ومتن الجوهرة في التوحيد، وبعض متون المنطق وغيره من متون علوم الحديث، ثم بدأت بحفظ ألفية ابن مالك. وهذا كله كان في أثناء وجودي في بلدتنا صفّوريا التي لا تبعد عن الناصرة كثيراً في فلسطين، وذهبت في هذه الأثناء فدرست في عكا في جامع الجزار في المدرسة الأحمدية نسبة لأحمد باشا الجزار - رحمه الله - وهي مدرسة علمية، وحينما أنهيت الدراسة في هذه المدرسة ذهبت لمصر قبل النكبة بالقطار من حيفا، ونحن هناك حدث ما حدث من نكبة سنة 1948. وبدأت أدرس في مصر علوم القرآن - أعني القراءات والتجويد - وكانت أول شهادة حصلت عليها من كلية اللغة العربية في تجويد القرآن سنة 1948، ثم بدأت أدرس على شيخي محمد سليمان – جزاه الله خيراً ورحمه الله – وكان عالماً كبيراً فذّاً من علماء القراءات، وكان دقيقاً جداًّ، وله عليّ فضل كبير بعد رب العالمين، ثم دخلت كلية أصول الدين وتخرجت فيها سنة 1952م، وفي هذه الأثناء بقينا مدة حتى تعرفنا أين صار أهلنا - بسبب النكبة - فقد كانوا في لبنان، فاضطررت للسفر عندهم، وبعد أن حصلت على الشهادة العالية سنة 1952م، دخلت في تخصص التدريس في كلية اللغة العربية، وفي هذه الأثناء توفي والدي – رحمه الله – وكان رأي خالي أن أذهب إلى لبنان لأن والدتي هناك وإخواني وأخواتي كانوا صغاراً، وهناك بدأنا نكافح كفاحاً اجتماعياً وسياسياً وفكرياً مدة من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير