[عمل اللسان مع صوتي القاف والكاف في لاستعلاء]
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[14 May 2004, 11:34 ص]ـ
[عمل اللسان مع صوتي القاف والكاف في لاستعلاء]
صوت القاف اللسانية تخرج من أقصى اللسان وصوت الكاف اللسانية تخرج أيضا من أقصى اللسان وعلماء الأصوات والتجويد عند تعريفهم لصفة الاستعلاء قالوا (أن مؤخر اللسان تستعلي إلى غار الحنك الأعلى عند النطق بالأحرف المستعلية وتنخفض مؤخرة اللسان إلى قاع الفم عند التلفظ بالأحرف المستفلة) فهنا يأتي إشكال القاف والكاف يصطدم معهما مؤخر اللسان ورغم ذلك نسمع صوت القاف مستعل وصوت الكاف مستفل كيف حدث ذلك رغم أن مؤخرة اللسان مستعلية بسبب التصادم للمخرج؟
وللجواب عن ذلك أقول وبالله التوفيق والسداد:
قسم علماء اللغة الأصوات اللغوية إلى قسمين رئيسيين: القسم الأول منهما الأصوات الصامتة (أي الساكنة) والقسم الثاني الأصوات الصائتة (الحركات أي الفتحة والضمة والكسرة) يقول ابن جني: {اعلم أن الحركات أبعاض لحروف المد واللين وهي الألف والواو والياء فكما أن هذه الحروف ثلاثة فكذلك الحركات ثلاث وهي الفتحة والكسرة والضمة وقد كان متقدمو النحاة – يرحمهم الله تعالى _ يسمون الفتحة الألف الصغيرة والكسرة الياء الصغير والضمة الواو الصغيرة وقد كانوا في ذلك على طريقة مستقيمة.
والأساس الذي قسمت عليه الأصوات اللغوية إلى هذين القسمين هو الطبيعة الصوتية لكل من القسمين فالصفة التي تجمع بين كل الحركات هي أنه عند النطق بها يندفع الهواء من الرئتين مارا بالحنجرة ثم يتخذ مجراه في الحلق والفم في ممر ليس فيه حوائل تعترضه فتضيق مجراه كما يحدث مع الأصوات الرخوة أو تحبس النفس ولا تسمح له بالمرور كما يحدث مع الأصوات الشديدة الاحتكاكية (فالأصوات التي تختص بها الحركات هي كيفية مرور الهواء في الحلق والفم وخلو مجراه من حوائل وموانع) (أما الأصوات الصامتة فإما أن ينحبس معها الهواء انحباسا محكما فلا يسمح له بالمرور) وقد ترتب على اختلاف كيفية مرور الهواء في حالة النطق بالحركات عنه في الأصوات الصامتة أن اللغويون لاحظوا وضوح الصوت في السمع في الأصوات الصائتة عنه في الأصوات الصامتة هذا قول وقال آخرون أكمل ما يتضح التصويت بصوت الحرف فيما لو كان صامت. ويختلف أصوات الصوامت والصوائت بحسب ارتفاع اللسان وانخفاضه فمع الحروف التي تستعلي بها مؤخرة اللسان يضغط صوت الحرف إلى الحنك الأعلى يحدث تغليظ في صوت الحرف والأمر على عكس ذلك مع استفال اللسان بالحروف
وهناك أصوات أحرف قال عنها علماء الأصوات الأزواج ومنها صوتا (الصاد والسين) وصوتا (الظاء والذال) وصوتا (الطاء والتاء) قالوا أن المكان الذي يقرعة طرف اللسان عند صوتا الصاد والسين واحد ولكن شكل مؤخر اللسان هي السبب في تغاير الصوتين فإن مؤخر اللسان مع الصاد تستعلى وتنخفض مع السين والكلام نفسه نقوله مع باقي الأحرف الأزواج.
ونستفيد من هذا المدخل لهذا البحث الصوتي أن صوت القاف فيما لو كان صائتا (أي متحرك بأي حركة) مؤخرة اللسان مستعلية معه أما لو كان صامت فسوف يستخدم جزء من مؤخرة اللسان معه بسبب قرع المخرج وانحباس هواء الصوت خلف هذا القرع مما يولد عندي صوت القاف والذي أدى للاستعلاء أن من مؤخرة اللسان أقصاه وحافتين يمنى ويسرى فلو استعمل أقصى اللسان في القرع بسبب التلامس لظهور صوت الحرف فإن مؤخرة الحافة اليمنى واليسرى هما اللذان يستعليان وهذا هو الذي أدى لاستعلاء صوت القاف اللسانية الحنكية والأمر نفسه نقوله مع صوت الكاف ولكن مؤخرة الحافة اليمنى واليسرى هما اللذان ينخفضان لأسفل قاع الفم وهما السبب في ترقيق صوت الكاف اللسانية الحنكية.
تنبيه: تتكون مؤخرة اللسان من جزء ين 1 - أقصى اللسان 2 – حافة يمنى وأخري يسرى فبمجموع هذين الجزء ين هما (مؤخرة اللسان) ومن المعلوم أن هناك فرق بين كلمة استعلاء وتفخيم فالاستعلاء متعلق بوصف اللسان مع الأحرف والتفخيم متعلق بكمية هواء الصوت المضغوط المتجه لسقف الحنك الأعلى.
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم الصوتيات التجويدية القرآنية