تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قاعدة لا تجدها في غير هذا الكتاب!! فما تعليقكم؟]

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 May 2004, 07:04 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال عبدالله بن الصديق الغماري في كتابه: بدع التفاسير – في سياق كلام له:

(ولهذه المناسبة ننبه إلى قاعدة هامة،غفل عنها المفسرون قاطبة فيما أعلم، إذ لم أجد منهم من فطن لها، أو نبه إليها.

وبسبب غفلتهم عنها وقع كثير منهم في تفسيرات مخطئة، مثل التفسيرين المذكورين؛ لجنوحهم إلى المجاز أو الاستعارة أو الكناية في معظم الآيات التي يفسرونها، غير مفرقين بين موضوعاتها، مع أن الآيات التي يكون موضوعها الحديث عن الأمم التي لا تتكلم العربية، مثل قوم نوح وإبراهيم وبني إسرائيل، وحكاية ما حصل بين رسلهم وبينهم من مجادلات، وما توجه إليه من خطابات تكليفية وغيرها لا يجوز حملها على المجاز .. ، بل يجب حملها على الحقيقة؛ لأنها مجزوم بإرادتها رغم اختلاف اللغات، ورغم تباين التقاليد والعادات .....

والمعروف على وجه العموم: أن اللغة العربية انفردت من بين اللغات بما فيها من كثرة التجوز والاتساع، حتى ادعى ابن جني أن أغلب اللغة مجاز، وذلك لسيلان أذهان العرب وسلامة فطرتهم، وسرعة لمحتهم للمعاني التي يصوغونها في قالب تشبيه أو مجاز أو كناية.

وهم أنفسهم ما توصلوا إلى هذا الرقي اللغوي حتى تهذبت طباعهم، ورق إحساسهم، واكتسبوا برحلاتهم إلى الشام واليمن والبحرين وأطراف الجزيرة العربية معارف وحضارات نقلوها إلى لغتهم، وأضافوها إلى كلامهم.

وتعريبهم لكلمات فارسية ورومية وحبشية ونبطية شاهد صدق على ذلك؛ ولهذا لا تجد في لغة العرب القدماء - وهم العرب العاربة، وهي البائدة – ما تجده في لغة العرب المستعربة من الثروة اللسانية التي بلغت ذروتها زمن البعثة المحمدية، بحيث يكاد يجزم الباحث في لغاتهم أن العرب جنسان مختلفان.

وإذا كان الفرق بين متقدمي العرب ومتأخريهم بهذه المنزلة من البعد، فالفرق بينهم وبين من لا يتكلم بلغتهم أشد بعداً، وأبعد منزلة.

إذن؛ فمن الخطأ البين حمل ما يحكيه القرآن من كلام الاسرائيليين وغيرهم على مذاهب العرب في التجوز والاتساع، لما قررناه وأوضحناه.

فشد يدك على هذه القاعدة التي لا تجدها في غير هذا الكتاب.) انتهى باختصار ص72 - 73.

ظني أن هذا الكلام فيه نظر. فما تعليق المشايخ الكرام؟

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 May 2004, 11:26 م]ـ

ويبقى السؤال قائماً ....

هل من تعليق حول هذه القاعدة التي ادعى صاحبها بأنك لن تظفر بها في غير كتابه؟

وهل هي فعلاً تستحق هذه الحفاوة؟

أم ماذا؟ ......

ـ[معاذ الرفاعي]ــــــــ[24 May 2004, 10:54 ص]ـ

ربما كانت القاعدة التي نقلت عن المصنف تفرد بها دون غيره، لكن تفرده لايعني خطأ من سواه ممن لم يأت على ذكرها أو لم يعتمدها في تفسيره، فالاحتمال الآخر هو عدم صحة القاعدة نفسها موضوع البحث.

الإشكالية التي تثيرها القاعدة المنقولة عن المصنف أن ما يحكيه القرآن الكريم عن الأمم الأخرى التي لا تتكلم العربية منقول بلغة القرآن وهي اللغة العربية، في الوقت الذي تفترض القاعدة حرفية النقل وهذا لا يتأتى إلا بنقل النص بلغته الأصلية، وهذا ما لم يحصل في سرد القرآن الكريم لقصص الأمم السابقة، هذه الإشكالية ترد على ترجمة نصوص القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى، ولما كانت الترجمة الحرفية غير ممكنة أجاز العلماء ترجمة معاني القرآن الكريم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير