تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إشكال ترك المفسرون الإجابة عليه ..]

ـ[مسرور]ــــــــ[14 Jun 2004, 12:49 ص]ـ

في سورة النحل يقول المولى جل وعلا: (وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لايقدر على شئٍ وهو كَلٌّ على مولاه أينما يوجهه لايأت بخيرٍ هل يستوي هو ومَن يأمر بالعدل وهو على صراطٍ مستقيم) [النحل 76]

ذكر المفسرون في تأويل هذه الآية الكريمة أقوالاً منها:

1/ أنه مثلٌ ضربه الله تعالى للمؤمن والكافر ..

2/ أنها نزلت في عثمان بنِ عفان وفي مولىً له كان يكره الإسلام ..

3/ أن المراد بالأبكم: أُبي بن خلف، وبالذي يأمر بالعدل: حمزة، وعثمان بن عفان، وعثمان بن مظعون ..

4/ أنه مثلٌ ضربه الله تعالى لنفسه وهو الآمر بالعدل، وللوثن وهو الأبكم.

والإشكال على هذا التفسير الأخير: كيف يخرَّج قوله (رجلين؟!).أما على التآويل الثلاثة الأولى فلا إشكال.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Jun 2004, 02:32 م]ـ

ليس هناك أخي الكريم إشكال؛ لأن المقصود ضرب المثل، والمثل هو تصوير معنى معقول بشيء محسوس ليتضح المعنى للسامع، وهو ضرب من ضروب التشبيه.

ومعنى هذا المثل الذي ذكره الله في هذه الآية هو كما قال ابن اقيم في مفتاح درا السعادة: (يعني إذا كان لا يستوي عندكم عبد مملوك لا يقدر على شيء وغني موسع عليه ينفق مما رزقه الله فكيف تجعلون الصنم الذي هو أسوأ حالاً من هذا العبد شريكاً لله وكذلك إذا كان لا يستوي عندكم رجلان أحدهما أبكم لا يعقل ولا ينطق وهو مع ذلك عاجز لا يقدر على شيء. وآخر على طريق مستقيم في أقواله وأفعاله وهو آمر بالعدل عامل به لأنه على صراط مستقيم فكيف تسوون بين الله وبين الصنم في العبادة، ونظائر ذلك كثيرة في القرآن وفي الحديث كقوله في حديث الحارث الأشعري: "وإن الله أمركم أن تعبدوه لا تشركوا به شيئاً وإن مثل من أشرك كمثل رجل اشترى عبداً من خالص ماله وقال له أعمل وأد إلي فكان يعمل ويؤدي إلى غيره فأيكم يحب أن يكون عبد كذلك". فالله سبحانه لا تضرب الأمثال التي يشترك هو وخلقه فيها لا شمولاً ولا تمثيلاً وإنما يستعمل في حقه قياس الأولى كما تقدم.).

وقال رحمه الله في مدارج السالكين:

(والصراط المستقيم: هو صراط الله. وهو يخبر أن الصراط عليه سبحانه، كما ذكرنا، ويخبر أنه سبحانه على الصراط المستقيم. وهذا في موضعين من القرآن: في هود، والنحل. قال في هود " ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم " وقال في النحل " وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم "

فهذا مثل ضربه الله للأصنام التي لا تسمع. ولا تنطق ولا تعقل، وهي كل على عابدها، يحتاج الصنم إلى أن يحمله عابده، ويضعه ويقيمه ويخدمه. فكيف يسوونه في العادة بالله الذي يأمر بالعدل والتوحيد؟ وهو قادر متكلم، غني. وهو على صراط مستقيم في قوله وفعله. فقوله صدق ورشد ونصح وهدى. وفعله حكمة وعدل ورحمة ومصلحة. هذا أصح الأقوال في الآية. وهو الذي لم يذكر كثير من المفسرين غيره. ومن ذكر غيره قدمه على الأقوال، ثم حكاها بعده، كما فعل البغوي. فإنه جزم به، وجعله تفسير الآية. ثم قال: وقال الكلبي: يدلكم على صراط مستقيم.

قلت: ودلالته لنا على الصراط هي من موجب كونه سبحانه على الصراط المستقيم. فإن دلالته بفعله وقوله، وهو على الصراط المستقيم في أفعاله وأقواله. فلا يناقض قول من قال: إنه سبحانه على الصراط المستقيم.

قال: وقيل: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالعدل. وهو على صراط مستقيم.)

ـ[مسرور]ــــــــ[16 Jun 2004, 11:28 ص]ـ

شكر الله لك أخي الفاضل ..

ويبقى إشكال (رجلين ... أحدهما) والمعروف أن باب الأسماء والصفات ضيقٌ حتى ولو كان مضرب مثل.

ونظيره قوله تعلى في سورة الأنعام: (قل أي شئٍ أكبر شهادة قل الله ... ) وفي الحديث (لاشخص أغير من الله .. )

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير