[نبذة عن كتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة معمر بن المثنى]
ـ[مسك]ــــــــ[30 Jun 2004, 08:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الفضلاء أبحث عن نبذة علمية عن كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة ..
جزى الله خيراً من دل على ذلك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jul 2004, 09:38 ص]ـ
هذه مقالة حول كتاب المجاز، كنت قرأتها قديماً في موقع المجلة، ثم لما رأيت هذا السؤال بحثت عنها فلم أوفق، ثم قام الأخ الكريم نايف الزهراني وفقه الله بوضعها على هيئة ملف مرفق، فأحببت وضعها برمتها هنا، ليطلع عليها الجميع مع شكري لأخي أبي بيان.
كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة ـــ أ. بهاء الدين عبد الله الزهوري
مجلة التراث العربي - العدد 81 - 82
يذكر المؤرخون أن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب، أحد كتَّاب الفضل بن الربيع، سأل أبا عبيدة عن معنى آية من القرآن، فأجاب عن السؤال واعتزم أن يؤلف (مجاز القرآن) (1). ونقل الرواة أن أول ما يطالعنا في آخر القرن الثاني الهجري من دراسات القرآن الكريم، الدراسات اللغوية لأسلوب القرآن، وكان أولها كتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة (2) معمر بن المثنى (110 - 209) هـ. ومهما يكن الداعي إلى تأليف هذا الكتاب، فقد كان أبو عبيدة يرى أن القرآن نص عربي، وأن الذين سمعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الصحابة لم يحتاجوا إلى السؤال عن معانيه، لأنهم كانوا في غنى عن السؤال ما دام القرآن جارياً على سنن العرب في أحاديثهم ومحاوراتهم، وما دام يحمل كل خصائص الكلام العربي؛ من زيادة وحذف وإضمار واختصار وتقديم وتأخير (3).
وكتاب المجاز يمثل التيار اللغوي للتفسير، وتوجد به بعض آثار البحث البياني -الذي اتسع من بعد- وهو مهم من هذه الناحية، لأنه يحدد أيضاً بدء الدراسات النقدية من دراسات القرآن نفسها، وسنتناول الكتاب ببعض التفصيل.
تحليل الكتاب:
يحسن بنا أن نقف وقفة قصيرة أمام مجهود أبي عبيدة في كتابه (مجاز القرآن)، لاعتبارات كثيرة، أحدها أنه أول دراسة تصلنا في هذا الميدان اللغوي في القرآن، وثانيهما أنه يعتبر مرحلة أولية من مراحل تطور النقد والدراسات البيانية لأسلوب القرآن، وفي تطور الأدب العربي عامة، وثالثها أن هذا الكتاب كان مرجعاً لكثير من الدراسات اللغوية والأدبية التي تلت، لأن الرجل علم من أعلام اللغة والأدب في القرنين الثاني والثالث الهجريين، ولا يصح إغفال إنتاجه في دراسة متعلقة بالقرآن الكريم.
يقدم أبو عبيدة لكتابه بمقدمة في بحوث لغوية عامة في القرآن، يبدؤها ببحث كلمة (قرآن)، وله رأي خاص في اشتقاق هذه الكلمة ينقله عنه المتأخرون، وهو قوله: إنما سمي قرآناً لأنه يجمع السور فيضمها، وتفسير ذلك في آية من القرآن، قال الله جل ثناؤه: (إنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ([القيامة: 75/ 17]. ويستشهد عليه من كلام العرب (4).
وبعد أن ينتهي من تلك المقدمة العامة، التي رسم فيها منهجه، ووضع فكرته التي دار عليها الكتاب، يبدأ بتناول السور والآيات تناولاً تنازلياً، يبدأ بسورة الفاتحة. ويتبع في تفسيره نظاماً لا يحيد عنه، نلخصه فيما يلي:
1 - يبدأ بشرح الآية بآية أخرى ما أمكن.
2 - يتبعها بحديث في المعنى نفسه.
3 - ثم يتبعها بالشاهد الشعري القديم، أو بكلام العرب الفصيح، كالخطب والأمثال والأقوال المأثورة. ويحرص أبو عبيدة على أن يؤكد دائماً صلة أسلوب القرآن وفنون التعبير فيه بأساليب العرب وفنونهم، فيذكر دائماً في ختام كلامه أن (العرب تفعل هذا).
فكرة المجاز واستعمال اللفظ عند أبي عبيدة:
كان أبو عبيدة يدير لفظ (مجاز) على أمر في نفسه، وأنه التزم فكرة بعينها كانت تشغل ذهنه، فلم تكن هذه الكلمة تعبر عن مدلول كلمة تفسير، أو كلمة معنى بصفة مطلقة، وهذا لا ينفي إطلاقها أحياناً في ذلك المعنى. فكان أبو عبيدة يستعمل في تفسيره للآيات هذه الكلمات: (مجاز كذا)، و (تفسيره كذا)، و (معناه كذا)، و (غريبه)، و (تقديره)، و (تأويله) على أن معانيها واحدة أو تكاد، ومعنى هذا أن كلمة (المجاز) عنده عبارة عن الطرق التي يسلكها القرآن في تعبيراته، وهذا المعنى أعم بطبيعة الحال من المعنى الذي حدده علماء البلاغة لكلمة (المجاز) فيما بعد.
¥