تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[فوائد من شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله]

ـ[صالح الدرويش]ــــــــ[30 Jun 2004, 02:35 ص]ـ

الإخوة في الملتقى وقنا الله وإياهم من كل سوء ومكروه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد

فهذه جملة من الفوائد المنتقاة للشيخ صالح الأسمري – حفظه الله - على مقدمة في التفسير لشيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله –

أحببت أن أطرحها من باب المذاكرة والمدارسة، وفي الحقيقة إن شرح الشيخ لهذه المقدمة مليء بالفوائد والدرر لمن وقف على هذا الشرح وتأمل ما فيه من المعاني والوقفات.

وللشيخ حفظه الله موقع على هذا الرابط

http://www.kaabah.org/

فصل في أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لأصحابه معاني القرآن

FF0000 ـــــــــــــــــــــــــ

قال الشارح:

واختلف في المقصود بالتبيان السابق على قولين:

الأول: أنه بيَّن صلى الله عليه وسلم جميع آي الكتاب، ويدخل في ذلك: كلماته وجله وما إليه.

وأما الثاني: فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن شيئين:أولهما: المجمل؛ ففسره.

وأما الثاني: فالمستشكل؛ فبيه.

والقول الثاني: هو الذي قطع به الجمهور والأكثر، كما قاله السيوطي في " الإتقان " وكذلك البقلعي في مواضع من تفسيره: " نظم الدرر في تناسب السور " وجماعة.

وفيه دلالة على أن النبي صلى الله عليو وسلم إنما اقتصر على بيان ما يَرِدُهُ السؤال عنه، والعادة أنه يُسأل عن المجملات؛ لِتُفَصَّل، وعن المستشكلات،؛ لِتُبيَّن.

وهذا القول يدل عليه دلالتان:

أما الأولى: فقول الله سبحانه وتعالى [/ color[color=FF0000]]{ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (44) سورة النحل حيث فسره مجاهد كما جاء عند "الطبري " وغيره بأنه: (بيانٌ لما أُجمل واستشكل) فرجع البيان حينئذٍ إلى شيئين: إلى المستشكل، وإلى المجمل.

وأما الثانية: فاتفاق الفقهاء والمفسرين على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُبيَّن أحرف القرآن وكلماته، وقد حكى الاتفاق في ذلك جماعة، ومن أولئك: بدر الدين الزركشي في " البرهان " وكذلك القرطبي في " تفسيره " في آخرين.

وعليه فإطلاق شيخ الإسلام الإسلام بن تيمية – يرحمه الله - أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لأصحابه معاني القرآن، إنما عنى به المعنى السابق / من مجمل يُفَسَّر ويُفَصَّل، ومن مستشكل يُبيَّن ويُحَل.

ويدل على أنه عنى ذلك الإطلاق دلالتان:

أما الأولى: فالاتفاق المحكي وسبق.، والعادة عدم مخالفة الإمام للاتفاقات والإجماعات المحكية.

وأما الثانية: فهو أن شيخ الإسلام - يرحمه الله – قد بيَّن في آخر هذه المقدمة أن الرأي في كتاب الله سبحانه وتعالى نوعان:

رأي مذموم، ورأي محمود، فدل على أن كتاب الله ليس مبينا في كل كلماته وجمله؛ و إلا لما كان ثمة مكان للرأي المحمود.

وعليه فإن تقرير شيخ الإسلام - يرحمه الله – لتبين النبي صلى الله عليه وسلم لمعاني القرآن محمول على هذا المحمل لا غير.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير