[حجية تفسير الصحابي]
ـ[محمد عزت]ــــــــ[22 Jun 2004, 07:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين و أصحابه الطاهرين الذين بلغوا عنه لمن بعدهم و حملوا هذا الدين و حملوه للناس فجازهم الله عنا خيراً
كنت قد قرأت كلاماً لفضيلة الشيخ بن العثميين في أصول التفسير عن منهج تفسير القرآن وكلامه في المرتبة الثالثة عن تفسير الصحابة رضوان الله عليهم و كنت قد سمعت من بعض العلماء عن منهج الحافظ بن كثير في التفسير و كيف التزم به في كتابة و عن تميز هذا المنهج الذي أعتمد فيه على التفسير بالمأثور بعد القرآن ومن ذلك أعتماده على تفسير الصحابة ومن بعدهم و أيضاً ينضم إلى ذلك كلام شيخ الإسلام بن تيمية و هو يتحدث عن التفسير بالنقل و ذكر أن النبي صلى الله عيه وسلم قد فسر القرآن كله للصحابة قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) وذكر رحمه الله أن الصحابة فسروا القرآن للتابعين و تحدث عن قلة الاختلاف بين الصحابة في النفسير.
و قول الحاكم في التفسير من كتاب المستدرك: ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند.
و لكن هناك من العلماء من قال: أننا لا نسلم أن تفسير الصحابي في حكم المرفوع إلا فيما كان من سبب نزول ونحوه , بل هو - في الغالب - فهم له في القرآن , كثيراً ما يعارضه غيره من الصحابة و لو كان كله مرفوع ما تعارض ولا أختلف
و كلام الإمام بن حزم و هو يرد على من أحتج بقول بن مسعود وغيره في أيه (و من الناس من يشتري لهو الحديث .......... )
: لاحجة في هذا من وجوه أحدها: أنه لا حجة لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنا محتار في هذا الأمر فهناك تفسيرات أجتمع عليها الصحابيان بن عباس و بن مسعود و خالفهم فيها بعض المتأخرين!!
فهل تفسير الصاحبي حجة و هل في المسألة خلاف بين العلماء و من منهم القألين بعدم حجيته؟
أجيبوني جزاكم الله عني خيراً و خصوصاً بعد موضوع نقل بعض الحابة عن الإسرئليات الذي اثاره محمد الأمين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jun 2004, 07:47 ص]ـ
**هل تفسير السلف حجة؟ **
بإمكاننا تقسيم تفسير الصحابي إلى الأقسام التالية:
1 - التفسير الذي فيه غيبيات في العقيدة:
فهذا كله حجة قاطعة، لأنه لا يحل لأحد أن يحدث بغير حديث صحيح مرفوع.
2 - التفسير الذي فيه أخبار الأمم السابقة وأخبار الفتن والملاحم وأشراط الساعة:
وهذا غالبه يكون حكمه حكم المرفوع. لكن قد يكون الصحابي قد أخذه من أهل الكتاب، فلا حجة فيه. ولا أعلم أنه ثبت عن صحابي قط أنه روى عن الإسرائيليات في التفسير ولم يُبيّن ذلك إلا عبد الله بن عباس، فقد أكثر من هذا الأمر. ولا أعرف لأحد من كبار الصحابة كعبد الله بن مسعود رواية عن أهل الكتاب.
3 - التفسير الفقهي واللغوي:
هناك خلاف مشهور حول حجية تفسير الصحابي سواء الفقهي أم اللغوي. ومن الأدلة على أن أقوالهم غير مُلزِمة هو اختلافهم في التفسير والفقه. وقد ذكر ابن عبد البر في التمهيد (4
263) قصة خلافٍ بين ابن عباس وابن مخرمة ثم قال: «وفي هذا الحديث من الفقه: أن الصحابة إذا اختلفوا، لم تكن الحجة في قول واحدٍ منهم إلا بدليلٍ يجِبُ التسليم له من الكتاب أو السنة. ألا ترى أن ابن عباس والمسوّر بن مخرمة –وهما من فقهاء الصحابة وإن كانا من أصغرِهِم سِنّاً– اختلفا، فلم يكن لِواحدٍ منهما حُجة على صاحبه، حتى أدلى ابن عباس بالسنة ففلج».
كما أن التابعين كانوا يفتون بحضرة الصحابة. ولم يثبت عن صحابي أنها نهى تابعي عن الإفتاء بحضرتهم، بل كان بعض الصحابة يحيل على التابعين، مثل ابن عباس وتلميذه عطاء. فترى التابعي يخالف الصحابي أحياناً في التفسير والفقه، فلا يستدرك الصحابي عليه ويقول أنا على الصواب لأني أنا صحابي وأنت تابعي.
¥