تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أفيدونا اثابكم الله]

ـ[ egy_winner] ــــــــ[28 May 2004, 01:19 ص]ـ

كانت لى مناظره مع احد النصارى .. وقرا النصرانى قوله تعالى من سورة ((فإن كنت فى شك مما أنزلنا اليك فاسال الذين يقراون الكتاب من قبلك. انه الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) واحتج القس بهذه الايه قائلا: على المسلمين ان يسالوا اهل الكتاب ... وقد رددت عليه باقوال العلماء من كتب التفاسير ... ثم كان لى راى قلته على المايك فى جمع غفير واخشى ان اكون قدأخطات .. سوف اورد راييى وارجوا من الاخوه العلماء مراجعتى وتصويب ما قد اكون قد اخطات فيه: لقد قلت للقس

الايه تقول (فاسال الذين يقرأ ون الكتاب) ولم يقل رب العزه (فاسال اهل الكتاب) ,والفرق كبير فالذين يقراون الكتاب فى القران فريقان من اهل الكتاب. الفريق الاول امن واسلم مثل كعب الاحبار (ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا) والفريق الثانى هم اهل الكتاب الذين ظلوا على كفرهم (لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثه) والله عز وجل اورد فى نهاية الايه الاجابه التى سيسمعها الرسول او المسلم ان تبادر الى ذهنه ان يسال (انه الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) ومثل هذه الاجابه لن تاتى الا من الفريق الاول الذى امن وصار من اهل الاسلام ومن ثم فالسؤال لا يكون الا للمسلمين الذين كانوا من اهل الكتاب ...... هذه كانت اضافه من عندى اضفتها بعد ان اوردت راى العلماء من كتب التفاسير (الجلالينوابن جرير الطبرى والقرطبى وابن كثير) ...

هل تجوز هذه الاضافه؟ ام اننى اخطات .... ارجوا الافاده اكرمكم الله مع العلم انا مجرد مسلم قارىء ولست متخصصا

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 May 2004, 05:36 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

جوابك الذي ذكرت مأثور عن بعض المفسرين فعن الضحاك أنه قال:الذين يقرءون الكتاب يعني بهم من آمن من أهل الكتاب وكان من أهل التقوى.

وقد نقله ابن جزي عن السهيلي رحمه الله، فقد جاء في تفسير ابن جزي الغرناطي: (قال السهيلي هم عبد الله بن سلام ومخيرق ومن أسلم من الأحبار) ثم تعقبه بقوله: (وهذا بعيد لأن الآية مكية وإنما أسلم هؤلاء بالمدينة فحمل الآية على الإطلاق أولى.)

ولو قيل: المراد المؤمنون من أهل الكتاب كما قال الضحاك من غير تعيين لكان الأولى، ولم يرد عليه ما أورده ابن جزي.

ولعل الأقرب في معنى الآية والله أعلم هو ما أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك)؛ قال: لم يشك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسأل.

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك)؛ قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا أشك ولا أسأل. [وهو حديث مرسل].

وهذا الخطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد غيره؛ وهذا ما قرره جماعة من المفسرين كابن عطية والرازي والشنقيطي رحمهم الله وغيرهم. قال ابن عطية: (والصواب في معنى الآية أنها مخاطبة للنبي e والمراد بها سواه من كل من يمكن أن يشك أو يعارض)

قال ابن كثير عند تفسيره لقوله تعالى في سورة الأنعام: (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (الأنعام: من الآية114): ((فلا تكونن من الممترين) كقوله (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) وهذا شرط والشرط لا يقتضي وقوعه ولهذا جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا أشك ولا أسأل.)

ومما يقرب من جوابك الذي ذكرت ما قاله السعدي رحمه الله في تفسيره: (أي اسأل أهل الكتاب المنصفين والعلماء الراسخين فإنهم سيقرون لك بصدق ما أخبرت به وموافقته لما معهم.

فإن قيل: إن كثيرا من أهل الكتاب من اليهود والنصارى بل ربما كان أكثرهم ومعظمهم كذبوا رسول الله وعاندوه وردوا عليه دعوته والله تعالى أمر رسوله أن يستشهد بهم وجعل شهادتهم حجة لما جاء به وبرهانا على صدقه فكيف يكون ذلك؟

فالجواب عن هذا من عدة أوجه:

منها: أن الشهادة إذا أضيفت إلى طائفة أو أهل مذهب أو بلد ونحوهم فإنها إنما تتناول العدول الصادقين منهم وأما من عداهم فلو كانوا أكثر من غيرهم فلا عبرة فيهم لأن الشهادة مبنية على العدالة والصدق وقد حصل ذلك بإيمان كثير من أحبارهم الربانيين ك ـ عبد الله بن سلام وأصحابه وكثير ممن أسلم في وقت النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه ومن بعدهم.

ومنها: أن شهادة أهل الكتاب للرسول صلى الله عليه وسلم مبنية على كتابهم التوراة الذي ينتسبون إليه فإذا كان موجودا في التوراة ما يوافق القرآن ويصدقه ويشهد له بالصحة فلو اتفقوا من أولهم لآخرهم على إنكار ذلك لم يقدح بما جاء به الرسول.

ومنها: أن الله تعالى أمر رسوله أن يستشهد بأهل الكتاب على صحة ما جاءه وظهر ذلك وأعلنه على رؤوس الاشهاد، ومن المعلوم أن كثيرا منهم من أحرص الناس على إبطال دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فلو كان عندهم ما يرد ما ذكره الله لأبدوه وأظهروه وبينوه فلما لم يكن شيء من ذلك كان عدم رد المعادي وإقرار المستجيب من أدل الأدلة على صحة هذا القرآن وصدقه.

ومنها: أنه ليس أكثر أهل الكتاب رد دعوة الرسول بل أكثرهم استجاب لها وانقاذ طوعا واختيارا فإن الرسول بعث وأكثر أهل الأرض المتدينين أهل الكتاب فلم يمكث دينه مدة غير كثيرة حتى إنقاذ للإسلام أكثر أهل الشام ومصر والعراق وما جاورها من البلدان التي هي مقر دين أهل الكتاب فلم يبق إلا أهل الرياسات الذين آثروا رياساتهم على الحق ومن تبعهم من العوام الجهلة ومن تدين بدينهم اسما لا معنى كالإفرنج الذين حقيقة أمرهم أنهم دهرية منحلون عن جميع أديان الرسل وإنما انتسبوا للدين المسيحي ترويجا لملكهم وتمويها لباطلهم كما يعرف ذلك من عرف أحوالهم البينة الظاهرة.) انتهى كلام السعدي رحمه الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير