تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[البشرى العظيمة]

ـ[سليمان داود]ــــــــ[08 Jul 2004, 07:42 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى في سورة المائدة:

لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ (85) المائدة

أعزائي رواد هذا المنتدى

عند رجوعي بادء الأمرالى تفسير الطبري وجدته قد قال في تفسير هذه الآيات مايلي:

آية (82)

القول في تأويل قوله تعالى: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى}

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {لتجدن} يا محمد {أشد الناس عداوة} للذين صدقوك واتبعوك وصدقوا بما جئتهم به من أهل الإسلام، {اليهود والذين اشركوا} يعني عبدة الأوثان الذين اتخذوا الأوثان آلهة يعبدونها من دون الله. {ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا} يقول: ولتجدن أقرب الناس مودة ومحبة. والمودة: المفعلة، من قول الرجل: وددت كذا أوده ودا وودا وودا ومودة: إذا أحببته. {للذين آمنوا}، يقول: للذين صدقوا الله ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم. {الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون} عن قبول الحق واتباعه والإذعان به. وقيل: إن هذه الآية والتي بعدها نزلت في نفر قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من نصارى الحبشة، فلما سمعوا القرآن أسلموا واتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل

أما السعدي فقد قال:

82 "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا

الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ

مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى

ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ

لَا يَسْتَكْبِرُونَ "

ثم قال تعالى " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً " إلى "

أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ". يقول تعالى - في بيان أقرب الطائفتين

إلى المسلمين, وإلى ولايتهم, ومحبتهم, وأبعد من ذلك: "

لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا

الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ". فهؤلاء الطائفتان على

الإطلاق, أعظم الناس معاداة للإسلام والمسلمين, وأكثرهم سعيا في

إيصال الضرر إليهم. وذلك, لشدة بغضهم لهم, بغيا, وحسدا, وعنادا,

وكفرا. " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ

آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ". وذكر تعالى لذلك

عدة أسباب. منها: أن " مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا " أي:

علماء متزهدين, وعبادا في الصوامع متعبدين. والعلم مع الزهد,

وكذلك العبادة - مما يلطف القلب ويرققه, ويزيل عنه ما فيه, من

الجفاء والغلظة, فلذلك لا يوجد فيهم غلظة اليهود, وشدة المشركين.

ومنها: أنهم " لَا يَسْتَكْبِرُونَ " أي: ليس فيهم تكبر ولا عتو,

عن الانقياد الحق. وذلك موجب لقربهم من المسلمين, ومن محبتهم.

فإن المتواضع, أقرب إلى الخير, من المستكبر.

83 "وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى

أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ

الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ

الشَّاهِدِينَ "

ومنها: أنهم إذا " سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ "

محمد صلى الله عليه وسلم أثر ذلك في قلوبهم وخشعوا له, وفاضت

أعينهم, بحسب ما سمعوا من الحق الذي تيقنوه, فلذلك آمنوا, وأقروا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير