[وقفة مع آية]
ـ[المفسر]ــــــــ[21 May 2004, 05:07 م]ـ
وقفه مع أية
قال الله تعالى:] يايها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنت تجرى من تحتها الأنهر يوم لا يخزى الله النبي والذين ءامنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمنهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير [.سوره التحريم: (8).
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: قد أمر الله بالتوبة النصوح في هذه الآية ووعد عليها بتكفير السيئات، ودخول الجنات، والفوز والفلاح، حين يسعى المؤمنون يوم القيامة، بنور إيمانهم، ويمشون بضيائه، ويتمتعون بروحه وراحته، ويشفقون إذا طفئت الأنوار، التي تعطى المنافقين، ويسألون الله، أن يتم لهم نورهم فيستجيب الله دعوتهم، ويوصلهم بما معهم من النور واليقين، إلى جنات النعيم وجوار الرب الكريم، وكل هذا، من آثار التوبة النصوح. والمراد بها: التوبة العامة الشاملة لجميع الذنوب، التي عقدها العبد لله، لا يريد بها إلا وجه الله، والقرب منه ويستمر عليها في جميع أحواله.
المرجع تفسير ابن سعدي جـ 2/ 895
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 May 2004, 10:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لابن القيم رحمه الله كلام طيب حول التوبة النصوح وبيان حقيقتها في كتابه مدارج السالكين، فقد ذكر بعض عبارات السلف في بيان معناها ثم قال:
(قلت: النصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء:
الأول: تعميم جميع الذنوب واستغراقها بها بحيث لا تدع ذنبا إلا تناولته.
والثاني: إجماع العزم والصدق بكليته عليها بحيث لا يبقى عنده تردد ولا تلوم ولا انتظار بل يجمع عليها كل إرادته وعزيمته مبادرا بها.
الثالث: تخليصها من الشوائب والعلل القادحة في إخلاصها ووقوعها لمحض الخوف من الله وخشيته والرغبة فيما لديه والرهبة مما عنده، لا كمن يتوب لحفظ جاهه وحرمته ومنصبه ورياسته ولحفظ حاله أو لحفظ قوته وماله أو استدعاء حمد الناس أو الهرب من ذمهم، أو لئلا يتسلط عليه السفهاء أو لقضاء نهمته من الدنيا أو لإفلاسه وعجزه ونحو ذلك من العلل التي تقدح في صحتها وخلوصها لله عز وجل.
فالأول: يتعلق بما يتوب منه. والثالث: يتعلق بمن يتوب إليه. والأوسط: يتعلق بذات التائب ونفسه.
فنصح التوبة:الصدق فيها،والإخلاص، وتعميم الذنوب بها.
ولا ريب أن هذه التوبة تستلزم الاستغفار وتتضمنه وتمحو جميع الذنوب وهي أكمل ما يكون من التوبة والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.)