[الوقف على لفظ الجلالة في قوله: (وما يعلم تأويله إلا الله) هو الصحيح لوجوه سبعة]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 May 2004, 01:34 ص]ـ
جاء في كتاب ذم التأويل لابن قدامة المقدسي:
(فقوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله) [آل عمران:7]. فذم مبتغي تأويل المتشابه، وقرنه بمبتغي الفتنة في الذم ثم أخبر أنه لا يعلم تأويله غير الله تعالى، فإن الوقف الصحيح عند أكثر أهل العلم على قوله: (إلا الله) ولا يصح قول من زعم أن الراسخين يعلمون تأويله لوجوه:
أحدها: أن الله ذم مبتغي التأويل، ولو كان معلوما للراسخين لكان مبتغيه ممدوحا غير مذموم.
الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فهم الذين عنى الله فاحذروهم). يعني كل من اتبع المتشابه فهو من الذين في قلوبهم زيغ، فلو علمه الراسخون لكانوا باتباعه مذمومين زائغين، والآية تدل على مدحهم، والتفريق بينهم وبين الذين في قلوبهم زيغ، وهذا تناقض.
الثالث: أن الآية تدل على أن الناس قسمان، لأنه قال: {فأما الذين في قلوبهم زيغ}، وأما لتفصيل الجمل، فهي دالة على تفصيل فصلين أحدهما: الزائغون المتبعون للمتشابه، والثاني: الراسخون في العلم. ويجب أن يكون كل قسم مخالفا للآخر فيما وصف به، فيلزم حينئذ أن يكون الراسخون مخالفين للزائغين في ترك اتباع المتشابه مفوضين إلى الله تعالى بقولهم: آمنا به كل من عند ربنا، تاركين لابتغاء تأويله. وعلى قولنا يستقيم هذا المعنى، ومن عطف الراسخين في العلم أخل بهذا المعنى، ولم يجعل الراسخين قسما آخر، ولا مخالفين للقسم المذموم فيما وصفوا به فلا يصح.
الرابع: أنه لو أراد العطف لقال: ويقولون (بالواو) لأن التقدير: والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون.
الخامس: أن قولهم {آمنا به كل من عند ربنا} كلام يشعر بالتفويض والتسليم لما لم يعلموه لعلمهم بأنه من عند ربهم، كما أن المحكم المعلوم معناه من عنده.
السادس: أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا رأوا من يتبع المتشابه، ويسأل عنه، استدلوا على أنه من أهل الزيغ. ولذلك عد عمر صبيغا من الزائغين، حتى استحل ضربه وحبسه، وأمر الناس بمجانبته، ثم أقرأ صبيغ بعد بصدق عمر في فراسته فتاب وأقلع وانتفع، وعصم بذلك من الخروج مع الخوارج، ولو كان معلوما للراسخين لم يجز ذلك.
السابع: أنه لو كان معلوما للراسخين لوجب أن لا يعلمه غيرهم، لأن الله تعالى نفى علمه عن غيرهم، فلا يجوز حينئذ أن يتناول إلا من ثبت أنه من الراسخين، ويحرم التأويل على العامة كلهم والمتعلمين الذين لم ينتهوا إلى درجة الرسوخ، والخصم في هذا يجوز التأويل لكل أحد، فقد خالف النص على كل تقدير.
فثبت بما ذكرناه من الوجوه: أن تأويل المتشابه لا يعلمه إلا الله تعالى، وأن متبعه من أهل الزيغ، وأنه محرم على كل أحد.) انتهى
أرجو من الإخوة إبداء رأيهم حول هذا الكلام وخاصة شيخنا مساعد الطيار، فقد سبق أن سمعت منه كلامأ حول هذا الوقف.
ـ[المنهوم]ــــــــ[25 May 2004, 02:57 م]ـ
هذه نقولات احببت اثراء الموضوع بها
وقد نقل الشنقيطي كلام ابن قدامة في الأضواء
والصواب عندنا في ذلك أنهم مرفوعون بجملة خبرهم بعدهم وهو يقولون لما قد بينا قبل من أنهم لا يعلمون تأويل المتشابه الذي ذكره الله عز وجل في هذه الآية وهو فيما بلغني مع ذلك في قراءة أبي ويقول الراسخون في العلم كما ذكرناه عن بن عباس أنه كان يقرؤه ((الطبري 3/ 182)
************
وقوله تعالى (وما يعلم تأويله إلا الله) اختلف القراء في الوقف ها هنا فقيل على الجلالة كما تقدم عن بن عباس رضي الله عنه أنه قال التفسير على أربعة أنحاء فتفسير لا يعذر أحد في فهمه وتفسير تعرفه العرب من لغاتها وتفسير يعلمه الراسخون في العلم وتفسير لا يعلمه إلا الله ويروى هذا القول عن عائشة وعروة وأبي الشعثاء وأبي نهيك وغيرهم ((ابن كثير 1/ 347)
************
¥