[اختيارات الشيخ الشنقيطي الفقهية في أضواء البيان]
ـ[ابو يزيد]ــــــــ[09 Jun 2004, 12:33 ص]ـ
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، فأوضح به السبيل، وأنار به الطريق، وأحيا به قلوب غلفا، وأنار به أعينا عميا، وفتح به آذانا صما، كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
والصلاة والسلام على رسول الهدى والرحمة الذي بين مجملاته وأوضح آياته، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. أما بعد:
فإن كتاب (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) مرجع ضخم يعدّ مدرسة كاملة تتحدث عن نفسها، وهو أدل آثار العلامة القرآني الفذ: محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي - رحمه الله – على استيعابه الموسوعي الذي لا يكاد يعرف له مثيل في غير القمم الشامخة من أساطير العلم الذين نقرأ عنهم ونطالع آثارهم.
ولم يقتصر هذا الكتاب على التفسير فحسب، بل ضم بحوثا عديدة وتحقيقات سديدة في شتى أنواع العلوم الشرعية، واللغوية والبلاغية.
فترى الشيخ – رحمه الله – قد تطرق إلى العقيدة، والحديث وعلومه، والفقه وأصوله، واللغة العربية والآداب الشرعية، والأخلاق، والبحوث الجامعة، فكان بحق ((أضواء البيان)).
وقد أجدا وأفاد – رحمه الله – في بيان أحكام القرآن، ففتح كنوز الكتاب العزيز، وأطلع نفائسه ونشر درره، فخرج كتابه مرجعا نفيسا في تفسير آيات الأحكام.
وعند قراءتك لأضواء البيان تلاحظ الشيخ – رحمه الله – يستنبط الأحكام الفقهية من الآيات القرآنية ثم يبين اختلاف العلماء – رحمهم الله – ويوضح أدلتهم ويناقشها نقاشا دقيقا مسهبا ثم يرجح الأقوى دليلا دون تعصب لمذهب معين.
وقد بين ذلك - رحمه الله - عند بيانه للمقصود من تأليف الأضواء، حيث قال في المقدمة: " ... والثاني: بيان الأحكام الفقهية في جميع الآيات المبينة بالفتح في هذا الكتاب، فإننا نبين ما فيها من الأحكام وأدلتها من السنة وأقوال العلماء في ذلك، ونرجح ما ظهر لنا أنه الراجح بالدليل من غير تعصب لمذهب معين ولا قول قائل معين لأننا ننظر إلى ذات القول لا إلى قائله، لأن كل كلام فيه مقبول ومردود إلا كلامه صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن الحق حق ولو كان قائله حقيرا .... " انظر مقدمة الأضواء ج1/ 3 - 4
ولا يكاد الشيخ – رحمه الله – يمر بسورة من سور القرآن الكريم إلا ويذكر من آياتها جملة من الأحكام الفقهية المتفرقة، فعند قوله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة) يذكر الإمامة وأحكامها، وهند قوله تعالى: (الطلاق مرتان) يذكر جملة من أحكام الطلاق، وعند قوله تعالى: (وأذن في الناس بالحج) يذكر الحج وأحكامه في تفصيل منقطع النظير، وهكذا في بقية آيات الأحكام.
وعند مناقشة الشيخ – رحمه الله – للمسائل الفقهية تجده يضمنها رأيه أو يوضح اختياره لما ترجح عنده من أقوال الفقهاء بقوله: " والأظهر عندنا، أو: وهذا هو الظاهر الذي لا ينبغي العدول عنه، أو التحقيق في هذه المسألة، أو الذي يظهر عندنا، أو أظهر أقوال أهل العلم عندي، أو الذي يظهر لنا أنه الصواب، أو أظهر القولين عندي، أو الظاهر، أو الذي يقتضي الدليل رجحانه، أو الحق .... إلى غير ذلك من المصطلحات التي تبين اختيار الشيخ – رحمه الله.
وقد رأيت أن أجمع اختيارات الشيخ رحمه الله وأفرد لها كتابا مستقلا فيسر الله ذلك، فله الحمد والمنة، حيث قمت بقراءة الأحكام الفقهية التي تطرق لها الشيخ في أضواء البيان واستخلصت آراءه وما ترجح لديه من أقوال العلماء ثم نظمتها ورتبتها على أبواب الفقه، ووسمتها بـ (اختيارات الشيخ الشنقيطي الفقهية في أضواء البيان).
وقد أشار علي كثير من طلبة العلم الفضلاء بطباعتها وإخراجها في كتاب إلا أنني أحجمت عن ذلك لحاجة في نفسي.
وإنه لمن دواعي سروري وغبطتي أن يسر الله تعالى لنا موقعا على الشبكة العنكبوتية يقوم عليها إخوة فضلاء يهتمون بكتاب الله تعالى وتفسيره ويستخرجون أسراره ومكنوناته، فإن أذن لنا الأخوة الفضلاء في نشر هذه الإختيارات في هذا الموقع المبارك على حلقات وتخصيصها لموقع ملتقى أهل التفسير فلهم ذلك.
والله أسأل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا وحسنات الشيخ العالم الحبر الإمام: محمد الأمين المختار الشنقيطي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الثلاثاء 20/ربيع الثاني 1425هـ[/ size][/font]
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Jun 2004, 01:29 ص]ـ
أخي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فيتشرف الملتقى بدراسة جادة مثل هذه الدراسة التي تخص كتاب الإمام العلامة ذي الفنون محمد الأمين الجكني الشنقيطي طيب الله ثراه، وجعل الجنة مأواه، ولا بأس بنشرها هنا ما دامت مستخرجة من كتاب يتعلق بتفسير كلام الله، والله الموفق.
فبادر أخي بطرح ما لديك، والملتقى منك وإليك.
¥