تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[{فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم} .. تناسب الآية مع ختامها]

ـ[كادح]ــــــــ[12 May 2004, 11:25 م]ـ

قال تعالى في سورة البقرة: {فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم}.

سمعت مرة من أحد المشايخ - حفظه الله - أن خاتمة أية آية تتناسب مع الآية نفسها ..

وفي الآية أعلاه لم يتبين لي سبب التناسب .. مع علمي أن أن كلام الله أصدق وأحسن وأبين ..

وكذلك في آية أخرى وهي قوله: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.

هل من توضيح؟!! ..

وشكرا ..

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 May 2004, 08:19 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه الآية هي الآية رقم (209) من سورة البقرة.

معنى العزيز: المنيع الذي لا ينال ولا يغالب، وهو القوي الذي لا يعجزه شيء أراده، فله العزة كلها: عزة القوة، وعزة الغلبة، وعزة الامتناع، فامتنع أن يناله أحد من المخلوقات، وقهر جميع الموجودات، ودانت له الخليقة.

معنى الحكيم: الذي يحكم الأشياء، ويتقنها غاية الإتقان والإحكام. قال ابن جرير: والحكيم الذي لا يدخل تدبيره خللٌ ولا زلل.

وقال ابن كثير: الحكيم في خلقك وأمرك، وفي تعليمك ما تشاء ومنعك ما تشاء، لك الحكمة في ذلك والعدل التام.

صلة الاسمين (العزيز) و (الحكيم) بالآية:

بيَّن الله في هذه الآية أن من زلَّ وأخطأ طريق الحق بعدما جاءته البينات والحجج، فلا يظنن أن الله عاجز عن أخذه والانتقام منه، وإنما ليعلم أن الله سبحانه وتعالى عزيز ذو عزة لا يمنعه من الانتقام منه مانع، ولا يدفعه عن عقوبته دافع، حكيم فيما يفعل به من عقوبة. وكل ما رتبه عز وجل من عقوبات ومؤاخذات إنما هو من مقتضى حكمته جل وعلا.

بتصرف من كتاب: (أسماء الله الحسنى في خواتم آيات الفاتحة والبقرة) للأستاذ الدكتور علي بن سليمان العبيد.

وأما الآية الثانية فهي من سورة المائدة، وقد وضح العلماء رحمهم الله الحكمة التي ظهرت لهم من ختم الآية بهذين الاسمين (العزيز الحكيم) مع أنه قد يتبادر إلى ذهن القارئ أنه سيختمها بقوله (إنك أنت الغفور الرحيم). فذكروا أن الحمكة هي بيان أن مغفرته سبحانه وتعالى تكون عن قدرة وعزة وقوة، لا عن ضعف وعجز، وأنها لا تكون إلا لحكمة عظيمة وليست عبثاً.

ولعله يكون للأمر مزيد بيان من بقية الزملاء الفضلاء في هذا الملتقى العلمي.

وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.

ـ[كادح]ــــــــ[13 May 2004, 11:57 م]ـ

جزاك الله خيرا يا عبد الرحمن ..

وعلمك التأويل ..

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 May 2004, 11:14 م]ـ

يقول ابن القيم عن آية المائدة:

(( ... أي هم عبادك وأنت أعلم بسرهم وعلانيتهم فإذا عذبتهم عذبتهم على علم منك بما تعذبهم عليه فهم عبادك وأنت أعلم بما جنوه واكتسبوه فليس في هذا استعطاف لهم كما يظنه الجهال ولا تفويض إلى محض المشيئة والملك المجرد عن الحكمة كما تظنه القدرية وإنما هو إقرار واعتراف وثناء عليه سبحانه بحكمته وعدله وكمال علمه بحالهم واستحقاقهم للعذاب ثم قال وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم المائدة 118 ولم يقل الغفور الرحيم وهذا من أبلغ الأدب مع الله تعالى فإنه قاله في وقت غضب الرب عليهم والأمر بهم إلى النار فليس هو مقام استعطاف ولا شفاعة بل مقام براءة منهم فلو قال فإنك أنت الغفور الرحيم لأشعر باستعطافه ربه على أعدائه الذين قد اشتد غضبه عليهم فالمقام مقام موافقة للرب في غضبه على من غضب الرب عليهم فعدل عن ذكر الصفتين اللتين يسأل بهما عطفه ورحمته ومغفرته إلى ذكر العزة والحكمة المتضمنتين لكمال القدرة وكمال العلم والمعنى إن غفرت لهم فمغفرتك تكون عن كمال القدرة والعلم ليست عن عجز عن الانتقام منهم ولا عن خفاء عليك بمقدار جرائمهم وهذا لأن العبد قد يغفر لغيره لعجزه عن الانتقام منه ولجهله بمقدار إساءته إليه والكمال هو مغفرة القادر العالم وهو العزيز الحكيم وكان ذكر هاتين الصفتين في هذا المقام عين الأدب في الخطاب)) مدارج السالكين 2: 397.

ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[19 May 2004, 04:39 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير