تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وقفات مع الآيات من سورة الجمعة]

ـ[أحمد الحمد]ــــــــ[04 Jul 2004, 05:37 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادى له.

و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمد عبده و رسوله.

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)) [آل عمران: 102].

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) [النساء: 1].

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا • يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) [الأحزاب: 70 - 70].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كلام الله، و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم، و شر الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار.

و بعد:

فهذه كلماتٌ نافعة جامعة، جمعتها في تفسير خمس آيات من أول سورة الجمعة، ذكرت فيها ما تيسر لي من المأثور عن سلف الأمة الكرام، و ما ورد فيها من القراءات؛ سواءاً كانت قراءة سبعية أم من القراءات الأربعة عشر، و بينت فيها شيئاً من وجوه الإعراب و غريب الألفاظ، ذاكراً مع ذلك ما أورده علماء الإسلام عند هذه الآيات من أحكامٍ فقهية - إن وجد -، و ما ورد فيها من أسباب نزولٍ - إن وجد -.

و بعد: فهذا جهد مقل و قدرة مفلس كتبه لنفع نفسه ثم لإخوانه المسلمين، فما كان فيه من صواب فمن الله وحده، و ما كان من خطأ فمني و من الشيطان، و الله و رسوله بريء من ذلك و الله الموفق و المعين و صلى الله على محمد و آله و صحبه و سلم.

بين يدي السورة:

قبل الشروع في الكلام على الآيات المراد الحديث عنها، نحب أن نذكر هنا مقدمة؛ يُستحسن ذكرها لما يترتب عليها من الفائدة العظيمة.

فنقول - مستمدين العون من الله -:

1 - الكلام على مكية السورة أو مدنيتها:

قال القرطبي - رحمه الله -: " مديِنّةٌ في قول الجميع " [الجامع لأحكام القرآن: 18/ 81].

و أخرج ابن الضريس و النحاس و ابن مردويه و البيهقي في " الدلائل " عن ابن عباس قال: نزلت سورة الجمعة بالمدينة [الدر المنثور: 8/ 151].

2 - ذكر شيءٍ مما ورد في فضل سورة الجمعة: قال الإمام مسلم - رحمه الله -: وَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبِ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ - وَ ْهَو ابْنُ بِلَالٍ - عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ أَبِي رَافِعِ قَالَ: اسْتَخْلَف َمَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَ خَرَجَ إلَى مَكَّةَ، فَصَلَّى لَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَرأَ بَعْدَ سُورَةِ الْجُمُعَةِ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ: ((إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ)) قَالَ: فَأَدْرَكْتُ أَبَا هُرَيَْرَة حِينَ انْصَرَفَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَقْرَأُ بِهِمَاِ بْاُلكَوِفة، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَى الله عليه وَ سَلم يَقْرَأُ بِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ [صحيح مسلم 2/ 17 برقم (2026)].

و بعد هذه المقدمة اليسيرة هذا أوان الشروع في المقصود:

الآيات:

قال الله تعالى: ((يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ • هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ • وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ • ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ • مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير