[الأحرف السبعة]
ـ[أبو المنذر المصري]ــــــــ[09 Jul 2004, 02:53 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد
فهذه نبذة مختصرة عن الأحرف السبعة، جمعتها، من كتاب البرهان للزركشي رحمه الله، وكتاب مباحث في علوم القرآن للشيخ مناع القطان، وكتاب إمتاع الجنان بعلوم القرآن للشيخ عبد البديع أبوهاشم، أسأل الله أن ينفع بها، والله من وراء القصد
مسألة: الأحرف السبعة:
ممن تكلم عن هذه المسألة، فوفاها، الشيخ مناع القطان، في كتابه علوم القرآن، حيث بدأ بالتأكيد على تواتر نصوص السنة بأحاديث نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف، وذكر منها:
¨ حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا: أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف.
¨ حديث أبي بن كعب رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، قال فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقريء أمتك القرآن على حرف، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وأن أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقريء أمتك القرآن على حرفين، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وأن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاء الثالثة، فقال: إن الله يأمرك أن تقريء أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وأن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاء الرابعة، فقال: إن الله يأمرك أن تقريء أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا.
¨ حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفيه ملاحاته لهشام بن حكيم رضي الله عنه، لما أنكر قراءته لسورة الفرقان، وذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي آخره، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منها.
وقد استقرأ ابن جرير الطبري رحمه الله، معظم أحاديث هذه المسألة، في مقدمة تفسيره، وذكر السيوطي رحمه الله، في "الإتقان"، أنها رويت عن 21 صحابيا، وقد نص أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله على تواتر أحاديثها، ويستدرك الشيخ الدكتور عبد البديع أبو هاشم، حفظه الله، في كتابه "إمتاع الجنان"، على هذا الرأي، بقوله بأن هذه الأحاديث، وإن توفر لها التواتر في طبقة الصحابة رضي الله عنهم، إلا أنه لم يتوفر لها في بقية طبقات السند، وهذا ينفي التواتر، لأن من شرطه، أن يتحقق في كل طبقات السند، كما هو معلوم في علم المصطلح، ولعل أبا عبيد رحمه الله قصد التواتر المعنوي، لا اللفظي، والله أعلم.
وقد اختلف العلماء في تفسير هذه الأحرف السبعة إختلافا كثيرا، حتى قال ابن حبان رحمه الله بأن الأقوال في هذه المسألة بلغت 35 قولا، وابرزها:
¨ أولا: وهو رأي أكثر العلماء، وقد رجحه الشيخ مناع، كما سيأتي إن شاء الله، أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد، على معنى أنه حيث تختلف لغات العرب في التعبير عن معنى من المعاني يأتي القرآن منزلا بألفاظ على قدر هذه اللغات لهذا المعنى الواحد، وحيث لا يكون هناك إختلاف فإنه يأتي بلفظ واحد أو أكثر، ومن الأمثلة التي تؤيد هذا الرأي، قراءة أبي رضي الله عنه: (أخرونا نقتبس من نوركم)، ثم حدث الخلاف في تحديد هذه اللغات، فقيل:
هي لغات: قريش، وهذيل، وثقيف، وهوازن، وكنانة، وتميم، واليمن، وقال أبو حاتم السجستاني رحمه الله: نزل بلغة قريش، وهذيل، وتميم، والأزد، وربيعة، وهوازن، وسعد بن بكر.
وتعليل ذلك، كما قال الطحاوي رحمه الله: ذلك كان في وقت خاص لضرورة دعت إليه، لأن كل ذي لغة كان يشق عليه أن يتحول عن لغته، ثم لما كثر الناس، والكتاب ارتفعت تلك الضرورة، فارتفع حكم الأحرف السبعة، وعاد ما يقرأ به إلى حرف واحد، وممن أيد هذا الرأي، ابن عيينة وابن وهب والطبري.
¥