[إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي]
ـ[أبو علي]ــــــــ[04 Jul 2004, 10:10 ص]ـ
قال تعالى:
(إذ قال الله يا عيسىإني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون)
قيل في هذه الآية: إن الوفاة هنا تعني النوم.
وقيل في: إني متوفيك أن معناها: إني مميتك.
ومن قائل أن عيسى عليه السلام توفاه الله بضع ساعات
وقيل إن في الآية تقديم وتآخير.
فهل من فهم آخر لهذه الآية؟
ـ[أبو علي]ــــــــ[05 Jul 2004, 11:17 ص]ـ
كلمة (الوفاة) إذا أطلقت مجردة فلا تعني إلا انفصال الروح عن الجسد
أما إذا أريد بها النوم فإن كلمة الوفاة لا تأتي مجردة وإنما لا بد من قرينة تبين أنها تعني النوم كقوله تعالى: وهو الذي يتوافكم بالليل ...
القرينة هنا ; (بالليل).
إذن بما أن (إني متوفيك) جاءت مطلقة وليس في الآية أية قرينة تدل على أنها تعني النوم فإن الوفاة هنا تعني فصل الروح عن الجسد.
أما من قال إن الآية فيها تقديم وتأخير، فإن التأخير والتقديم يحتاج إلى قرينة تبين العلة والسبب من التأخير أو التقديم.
وهذا مثال للتقديم والتأخير مع بيان العلة من التأخير:
اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم ... )
هنا لم يقل الله: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم والمسيح بن مريم أربابا من دون الله) لأن الأحبار والرهبان رضوا أن يتخذهم اليهود والنصارى أربابا أما المسيح فاتخذه النصارى ربا بعد غيبته وهو لا يرضى بذلك، فكان من الحكمة ألا يعطف الله (المسيح) على هؤلاء الأحبار والرهبان مباشرة وإنما فصل بينهم بالمفعول الثاني (أربابا من دون الله)
لننظر الآن هل في الآية تقديم وتأخير:
إذا كان في الآية تقديم وتأخير فكأن المعنى هو: إني رافعك ومتوفيك.
أين القرينة التي تدلنا على العلة من التقديم والتأخير؟
قيل: لأن عيسى عليه السلام كأي مخلوق سيتوفاه الله بعد عودته إلى الأرض في آخر الزمان.
إذا عرضنا هذا القول على منطق الحكمة فإن هذا التقديم والتأخير لا يليق أن يقال في حق رسول علمه الله الكتاب والحكمة،
فهل يحتاج المسيح إلى التذكير بأنه سيتوفاه الله بعد انتهاء أجله في الأرض؟
هل يعقل ألا يعلم المسيح عليه السلام أن: كل شيء هالك إلا وجهه)؟
وهل يصح ألا يكون المسيح على علم ب: كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وهو الذي علمه الله الكتاب والحكمة،؟
فإذا كان آدم عليه السلام وهو جديد في الوجود علم أن الموت حق وكان سبب خروجه من الجنة هو غواية الشيطان له (هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى)، وما طمع في الخلود إلا ليقينه بالموت.
إذن فليس في الآية تقديم وتأخير، وقوله تعالى: (إني متوفيك ورافعك إلي) لا يصح أن تعني (إني رافعك إلي ومتوفيك) مثلما
لا يصح أن يقول الطبيب للمريض: إني مجري لك عملية جراحية ومبنجك، وإنما العكس هو الصحيح: إني مبنجك ومجري لك عملية جراحية.
وللكلام بقية
ـ[سليمان داود]ــــــــ[05 Jul 2004, 03:22 م]ـ
أخي أبوعلي
هل تعني أن الله رفع عيسى اليه أثناء نومه (نوم عيسى)
ومن ثم يعيد تنزيله في المكان الموعود شرقي دمشق
وبعدها تكون الوفاة الحقيقيه لعيسى ابن مريم بأجل يعلمه الله؟؟؟؟
وهل تعني؟؟ أن هذا الرجل؟؟ عيسى؟؟ عليه السلام حيا" يرزق في السماء؟؟؟
أرجوا التوضيح؟؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 Jul 2004, 11:23 م]ـ
ربما كنت محقًا بخصوص عدم وجود ترتيب و لكن قولك أن (كلمة (الوفاة) إذا أطلقت مجردة فلا تعني إلا انفصال الروح عن الجسد) ففيه نظر.
ـ[أبو علي]ــــــــ[06 Jul 2004, 10:58 ص]ـ
أخي سليمان: الله سبحانه وتعالى توفى المسيح عليه السلام الوفاة
المطلقة (نزع الروح من الجسد) وعرجت الروج بقانونها النوراني، وعرج بالجسد أيضا بقانون غير قانون ماديته وإنما بقانون المعراج النوراني.
أخي د. هشام أرجو أن تتفضل مشكورا لتدلي بما تعلمه عن كلمة (الوفاة) فإني وجدتها في القرآن لا تأتي مطلقة إلا وتعني الموت.
الإنسان يتكون من روح وجسد، ولكل طبيعته التكوينية، فالروح من نور والجسد من مادة.
¥