تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال السيوطي: إنه لازمه أربع عشرة سنة،وما جاءه مرة إلا وسمع من التحقيقات، والعجائب ما لم يسمع قبل ذلك. قال: قال لي يوما: ما إعراب زيد قائم؟ فقلتُ: قد صرنا مقام الصغار نسأل عن هذا! فقال له: في زيد قائم مائة وثلاثة عشر بحثا، فقلتُ: لا أقوم من هذا المجلس حتى أستفيدها فأخرج لي تذكرتها، فكتبتها منه.

من يجمع هذه العلوم؟

في ترجمة محمد بن محمد بن أبي القاسم المشدالي 2/ 247:

وحفظ بها القرآن وتلا بالسبع .. ، وحفظ شيئا كثيرا من المختصرات، بل والمطولات

[ثم ساق العلوم التي تعلمها وذكر العلماء الذين أخذ عنهم والعلوم هي]:

العربية، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني، والبيان، والتفسير، والحديث، والأصول، والفقه، والمنطق، والميقات، والحساب، والجبر، والمقابلة، والهيئة، والمرايا، والمناظر، والأوفاق، والطب والإسطرلاب!، والصفائح، والجيوب، و الإرتماطيقى!، و الموسيقى!، والطلمسات!.

فهذه سبعة وعشرون فنا، ومع القراءات تكون ثمانية وعشرون فنا.

ومما يستحسن ذكره أيضا قوله:

ودرس الناس في عدة فنون فبهر العقول، وأدهش الألباب على أسلوب غريب بعبارة جزلة، وطلاقة كأنها السيل بحيث يكون جهد الفاضل البحاث أن يفهم ما يلقيه! حتى قال له الطلبة: تنزل لنا في العبارة فإنا لا نفهم جميع ما تقول. فقال: لا تنزلوني إليكم ودعوني أرقيكم إليّ فبعد كذا وكذا ـ مدة حدها ـ تصيرون إلى فهم كلامي، فكان الأمر كما قال.

ومما يستحسن أيضا قوله:

وكان جماعة من أعيان تلامذته يطالعون الدرس، ويجتهدون في ذلك غاية الاجتهاد، حتى يظن بعضهم أنه يفوق عليه، فإذا وقع الدرس أظهر لهم من المباحث ما لم يخطر لهم ببال! مع امتحانهم له مرارا فيجدونه في خلوته نائما غير مكترث بمطالعة، ولا غيرها. اهـ

أقول: أين من يقدر على مثل ذلك، ولو مع طول التحضير، والمطالعة؟

ولعلي أختم بما:

قال البقاعي حضرت درسه بالجامع الأزهر في فقه المالكية، فظهر لي أنني ما رأيت مثله، ولا رأى هو مثل نفسه، وأن من لم يحضر درسه لم يحضر العلم، ولا سمع كلام العرب، ولا رأى الناس، بل ولا خرج إلى الوجود.

وقال ابن الهمام: هذا الرجل لا ينتفع بكلامه، ولا ينبغي أن يحضر درسه إلا حذاق العلماء.

من يستحق لفظ العلامة

في ترجمة محمود بن مسعود قطب الدين الشيرازي الشافعي 2/ 299

ولقبه عند الفضلاء "الشارح العلامة " .. وقد استمر على تعظيمه من بعدهم حتى صار العلامة إذا أطلق لا يفهم غيره، بل جاوز ذلك كثير من المصنفين المتأخرين الذين غالب نظرهم مقصور على مثل علمه، فقالوا: لا يطلق ذلك في الاصطلاح إلا عليه. ولا عتب عليهم فهم لا يعلمون بالعلوم الشرعية، حتى يعرفوا مقدار أهلها، وقد عاصر صاحب الترجمة من أئمة العلم من لا يرتقى هو إلى شيء بالنسبة إليهم، وكذلك جاء بعد عصره أكابر كما مر بك في هذا الكتاب، وكما سيأتي، وأكثرهم أحق بوصفه بالعلامة فضلا عن كونه مستحقا، وأين يقع من مثل من جمع منهم بين علمي المعقول والمنقول، وبهر بعلومه الأفهام والعقول؟!

كلمة عن المجدد المجاهد محمد بن عبد الوهاب

في ترجمة الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد 1/ 262:

وصل إليه [محمد بن سعود] الشيخُ العلامة محمد بن عبد الوهاب الداعي إلى التوحيد المنكر على المعتقدين في الأموات، فأجابه وقام بنصره، وما زال يجاهد من يخالفه، وكانت تلك البلاد قد غلبت عليها أمور الجاهلية وصار الإسلام فيها غريبا ـ إلى أن قال ـ ومازال الوافدون من سعود يفدون إلينا إلى صنعاء إلى حضرة الإمام المنصور، وإلى حضرة ولده الإمام المتوكل بمكاتيب إليهما بالدعوة إلى التوحيد، وهدم القبور المشيدة، والقباب المرتفعة، ويكتب إليّ أيضا مع ما يصل من الكتب إلى الإماميين، ثم وقع الهدم للقباب، والقبور المشيدة في صنعاء، وفي كثير من الأمكنة المجاورة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير