تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولكنه لم يقل هذا، لأنه ليس له معنى صحيح يجوز المصير إليه.

وكذلك تمثيل الزمخشري للآية الكريمة في كلامه القبيح البشع الشنيع الذي يتقاصر عن التلفظ به كل كافر.

فقد اضطر فيه أيضاً إلى ألا يعلق على المحال في زعمه إلا محالاً شنيعاً فإنه قال فيه:

ونظيره أن يقول العدلي للمجبر: إن كان الله تعالى خالقاً للكفر في القلوب ومعذباً عليه عذباً سرمداً فأنا أول من يقول هو شيطان وليس بإله.

فانظر قول هذا الضال في ضربه المثل في معنى هذه الآية الكريمة بقول الضال الذي يسميه العدلي: إن كان الله خالقاً للكفر في القلوب إلخ.

فخلق الله للكفر في القلوب وتعذيبه الكفار على كفرهم، مستحيل عنده كاستحالة نسبة الولد لله، وهذا المستحيل في زعمه الباطل، إنما علق عليه أفظع أنواع المستحيل وهو زعمه الخبيث أن الله إن كان خالقاً للكفر في القلوب، ومعذباً عليه فهو شيطان لا إله، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

فانظر رحمك الله فظاعة جهل هذا الإنسان بالله، وشدة تناقضه في المعنى العربي للآية.

لأنه جعل قوله: إن كان الله خالقاً للكفر ومعذباً عليه بمعنى «إن كان للرحمن ولد» في أن الشرط فيهما مستحيل، وجعل قوله في الله أنه شيطان لا إل?ه، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

كقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول العابدين.

فاللازم لكلامه أن يقول: لو كان خالقاً للكفر فأنا أول العابدين له، ولا يخفى أن الادعاء على الله أنه شيطان مناقض لقوله: فأنا أول العابدين.

وقد أعرضت عن الإطالة في بيان بطلان كلامه، وشدة ضلاله، وتناقضه لشناعته ووضوح بطلانه، فهي عبارات مزخرفة، وشقشقة لا طائل تحتها، وهي تحمل في طياتها الكفر والجهل بالمعنى العربي للآية، والتناقض الواضح وكم من كلام مليء بزخرف القول، وهو عقيم لا فائدة فيه، ولا طائل تحته كما قيل:

وإني وإني ثم إني وإنني إذا انقطعت نعلي جعلت لها شسعا

فظل يعمل أياماً رويته وشبه الماء بعد الجهد بالماء

واعلم أن الكلام على القدر، وخلق أفعال العباد، قدمنا منه جملاً كافية في هذه السورة الكريمة، في الكلام على قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ?لرَّحْمَـ?نُ مَا عَبَدْنَـ?هُمْ}، ولا يخفى تصريح القرآن بأن الله خالق كل شيء، كما قال تعالى: {?للَّهُ خَـ?لِقُ كُلِّ شَىْءٍ}، وقال تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً}. وقال: {هَلْ مِنْ خَـ?لِقٍ غَيْرُ ?للَّهِ}، وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَىْءٍ خَلَقْنَـ?هُ بِقَدَرٍ}.

فالإيمان بالقدر خيره وشره الذي هو من عقائد المسلمين جعله الزمخشري يقتضي أن لله شيطان، سبحان الله وتعالى عما يقوله الزمخشري علواً كبيراً.

وجزى الزمخشري بما هو أهله.) انتهى كلام الشنقيطي.

وأخيراً: ليس هذا دعوة للاشتغال بقراءة كتب الشيعة وغيرهم من المبتدعة، وإنما المراد التنبيه على أن الاستفادة مما فيها من مسائل العلم المتنوعة لا بأس به إذا كان القارئ قد تسلح بالعلم الصحيح الذي يعصمه بإذن الله من الاغترار ببدعتهم، أو التأثر بباطلهم.

ـ[د. أنمار]ــــــــ[27 May 2004, 07:38 م]ـ

مع التذكير أن كلام الرافضي نقله عن بعض المفسرين ولم يسمهم، ولا يخرج عن كونهم القاسمي والشعراوي وغيرهم من علماء السنة.

ـ[ابن العربي]ــــــــ[27 May 2004, 08:12 م]ـ

بسم الله

قال أهل العلم يجوز الأخذ عن أهل البدع إذا كان بعض الحق الذي عندهم لا يوجد عند غيرهم من أهل السنة أما إذا كان الذي عندهم يوجد مثله في كتب أهل السنة فيستغنى بها عن كتب المبتدعة.

والله تعالى أعلم

ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[27 May 2004, 09:41 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يا إخواننا الأفاضل أنا عندما كتبت عن نقل شيخنا الفاضل أبي مجاهد من كتب الشيعة ما استنكرت مجرد النقل، وإنما ركاكة الاستدلال وضعف الاحتجاج.

أما عن النقل عن أهل البدع فيكفينا فيه أصل من سنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: (صدقك وهو كذوب). ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) والرافضة لا يبعد حالهم عنهم في كثرة الكذب والخطل.

ولا يخفى على أحد كثرة ما نقل علماؤنا عن كتب أهل الأهواء قديماً وحديثاً.

لكن يظل أنْ يقال: الأولى (وليس المتحتم) أن لا ننقل عنهم، لئلا نرفع ذكرهم ولغنى مذهبنا ووفرة علمائنا.

ولا ينبغي الوقوف عند هذا الموضوع كثيراً فيما أرى، والله أعلم.

ـ[رشدي الغدير]ــــــــ[30 May 2004, 04:12 م]ـ

سعادة / الاخ أبو مجاهد العبيدي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اتقدم لسعادتكم بالشكر والعرفان بعد الله سبحانه وتعالى الذي سخر رجال مثلك ومثل الاخوه الكرام لخدمة هذا الدين

اشكر الاخوان

د. أنمار

ابن العربي

فيصل القلاف

على تعقيبهم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير