تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذكر الشيخ أحمد بن محمد البنا في كتابه إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر ج1 ص 146 قوله (والثالث: القلب وهو في الباء الموحدة فقط نحو) أَنْبِئْهُمْ) (البقرة: من الآية33)) أَنْ بُورِك) (النمل: من الآية8)) عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (لأنفال: من الآية43) فاتفقوا على قلب النون الساكنة والتنوين ميما خالصة وإخفائها بغنة عند الباء من غير إدغام وحينئذ فلا فرق في اللفظ بين) أَنْ بُورِك) (النمل: من الآية8) و) أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) (سبأ: من الآية8) .. اهـ وهذا كلام صاحب الإتحاف لم يصرح بترك الفرجة عند التلفظ بالميم الساكنة أبدا , فسؤالي كيف غاب البيان عن المتقدمين وجاء أهل العصر ببيان ترك الفرجة أرجو الإجابة مع الدليل لمن عنده دليل مقنع من أقوال المتقدمين؟.

وقال الشيخ الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية رحمه الله تعالى عند شرح لحكم قلب النون الساكنة والتنوين ص 16 من الإضاءة في أصول القراءة: وهو أبدالهما عند ملاقاتهما الباء ميما خالصة تعويضا صحيحا .. اهـ. وهناك لم يشر العلامة الضباع إلى ترك الفرجة بل قال ميما خالصة. وقال الشيخ الضباع في نهاية حديثه عن الإقلاب:) وليحترز القارئ عند النطق به من كز الشفتين على الميم المقلوبة في اللفظ، لئلا يتولد من كزهما غنة من الخيشوم ممطة، فليسكن الميم بتلطف من غير ثقل ولا تعسف) منحة ذي الجلال بتحقيق اشرف عبد المقصود:54 وقد نقل الشيخ المرصفي هذا النص حرفيا في هداية القاري: ص169، طبعة بن لادن , وكان الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله وهو من تلامذة الضباع كان يقرئ بالإطباق –حسب ما تلقى عن شيخه-إلى أن وصله اجتهاد الشيخ عامر، فاجتهد هو اجتهادا آخر في الستينات الميلادية وهو النطق بالنون المخفاة والميم المخفاة بغنة خالصة مع عدم إعمال عضو النطق –لسانا أو شفة- بتاتا، اعتمادا على ظاهر كلام ابن الجزري ومكي في الرعاية. فكلام الضباع يدل على الإطباق من عدة وجوه، وإن وجد أدنى لبس فإنه يزال بتلقي الشيخ عيون السود عنه، وإقرائه بالإطباق قبل ظهور الفرجة. وأود التنبيه هنا إلى أن القائلين بالفرجة يختلفون في مقدارها فبعضهم يقول بأنها بمقدار ورقة، أو رأس قلم، أو حتى يرى بياض الأسنان، أو إطباق الشفتين من طرفيهما وفتحهما من الأمام، أو فتحهما بمقدار حركة ثم إطباقهما بمقدار حركة وهناك تسجيل كامل على هذا النحو الأخير!! ونقول: لا فرق بين كل تلك الأقوال حيث لم يثبت منها شيء علميا ولا تلقيا مسندا متصلا. بل إن في تضارب هذه الأقوال دليل على الإطباق، من حيث أن الفرجة حيث وجدت- وجد الاختلاف في مقدارها، وما كان للعلماء أن يدعوا مثل هذا الاختلاف دهورا طويلة دون بيان.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير