=================================
أما اقتران الغنى بالكرم فذلك طبيعي لأن الكرم هو المستوى الذي يعرف به الغنى، فالغنى هو عدم الحاجة إلى ما يحتاج، والكرم هو العطاء دون مقابل، والعطاء لا يكون إلا فضلا (زائد عن الحاجة).
ولا يبخل ذو المال بالعطاء إلا لأنه مازال في حاجة إلى المزيد، ومن كان في حاجة إلى المزيد فإنه فقير حتى ولو كان عنده مال قارون، غالقناعة هي الغنى,
وأما اقتران العزة بالرحمة (العزير الرحيم) فالله وحده هو العزيز الرحيم. الإنسان قد لا يرحم من يسيء إلى كرامته أو من يظلمه أو من ينال منه. أما الله تعالى فهو عزيز: لا يستطيع المخلوق أن يسيء إلى الله ولا أن يظلمه ولا أن ينال من الله، فإن أساء الإنسان فإنما يسيء إلى نفسه وإن ظلم فإنما يظلم نفسه، إذن فالعزيز يرحم (العزير الرحيم) ومثل ذلك يقال في (العزيز الغفور) ,
أما اقتران العلم بالحلم " والله عليم حليم '' فالحليم هو الذي لا يعاقب المسيء (لعلمه) أنه عمل ذلك السوء بجهالة، فلو تعمد السوء لعاقبه ولكنه كان (حليما) به لأنه (علم) أنه لم يتعمد السوء وإنما صدر منه السوء بجهالة. إذن فالحلم مبني على العلم = عليم حليم.
وأما اقتران العفو بالمقدرة " وكان الله عفوا قديرا '' فذلك لأن العفو قد يحصل بالمقدرة وقد يحصل العفو بعدم المقدرة اتقاء للشر.
أما العفو بعد المقدرة فمثلا: قد يرتكب الإنسان جريمة فيقع في يد غريمه أو في يد ولي الأمر فيعفو الغريم عنه بعدما أمسكه وكان قادرا أن يعاقبه ولكنه عفا عنه، في مثل هذه الحالة يقال: عفو قدير.
أما العفو بعد العجز (عن غير مقدرة) فمثلا:
قد يفر المتمرد المعارض للدولة بعد الحكم عليه بالإعدام إلى دولة أخرى فيستمر في انتقاداته لنظام بلده في الصحف والإذاعة فتعرض عليه دولته صفقة وهي: العفو عنه مقابل توقفه عن انتقاد نظام بلده في مثل هذه الحالة لا يعتبر عفوا بعد المقدرة وإنما عفوا بعد عجز,
وكذلك إذا قامت جماعات في بلد ما بالقتل أو تفجير مباني ولم تستطع الدولة أن تقضي على هذه الجماعات فإنها تلجأ إلى طريقة ذكية اتقاء شر هذه الجماعات فتعرض العفو على من يسلم نفسه، في مثل هذه الحالة لا يعتبر هذا العفو عفوا بعد المقدرة وإنما عفوا بعد العجز عن القضاء عليهم.
ـ[المقرئ]ــــــــ[24 Jul 2004, 02:30 ص]ـ
تكلم وأطال إبراهيم البقاعي في تفسيره لآية الكرسي وذكر معان كثيرة في تلازم هذين الاسمين
لكن كن على حذر فهو ينفي علو المكان ولا يثبته عافانا الله وإياك
المقرئ