تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يكون إلا من واحد (وهو اللامس)، ومما يؤيد هذا الرأي، ما سبق ذكره من أمثلة في تقسيم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله للمجاز، كقوله تعالى: (ليس كمثله شيء)، وقوله تعالى: (واسأل القرية)، وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، أن هذا القول هو المشهور عند أكثر المتأخرين في القرآن وغيره.

¨ ثانيا: عدم وجود المجاز في القرآن، ومن قال بهذا القول، احترز به من تأويل الصفات، الذي وقع فيه المؤولة من الأشاعرة والماتريدية، حيث توسعوا في تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز، حتى أدخلوا صفات الله عز وجل الفعلية، وكثيرا من الصفات الذاتية، وخاصة الخبرية، في باب المجاز، وهذا رأي شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، واستدلا بقوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن …)، والحث على تدبر القرآن يناقض القول بأن هناك آيات لا معنى لها أو لا يفهم معناها، أو يجب الكف عن بيان معناها أو التفويض فيها، وبهذا القول قال أبو إسحاق الإسفرائيني رحمه الله، ومن المتأخرين، الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، في مذكرته في أصول الفقه، وقد رجحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، في مختصره في الأصول.

وجدير بالذكر أن ابن قدامة رحمه الله، ذكر في "روضة الناظر" بأن آيات الصفات متشابهة، وقد ناقشه الشيخ الشنقيطي رحمه الله، على إطلاقه في عبارته، وقال بأن التشابه، هو التشابه في "كيفية صفات الله عز وجل"، فهي مجهولة بالنسبة لنا، وأما أن يقال بأنها متشابهة المعنى فلا، لأن معناها اللغوي معروف بالنسبة لنا، ولم نطالب بمعرفة كيفيتها، وكذا لم نطالب بتأويلها، وإنما أمرنا بإمرارها كما جاءت، مع الإيمان بمعانيها، من غير تعطيل ولاتأويل ولا تشبيه ولا تكييف.

والذي يرجح في نهاية هذه النبذة المختصرة، أن في القرآن مجازا، إلا في صفات الله عز وجل، فيكون التفصيل الأمثل فيها، هو تفصيل الشنقيطي رحمه الله، في رده على ابن قدامة رحمه الله، والله أعلم.

ـ[أويس القرني]ــــــــ[29 Jul 2004, 03:26 ص]ـ

المجاز عند الأصوليين بين المجيزين والمانعين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير