الوجه الثالث: أنّ التفرق حصل في قوم موسى، وهو ما ذكره سيد رحمه الله في الغاية من تصرف هارون عليه السلام، فلا مزيّة في التفضيل هنا إذًا.
ولعلّ المخالف يُبيّن مناقضة هذا الكلام أو الرد عليه.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[25 Jan 2007, 10:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب أبا إبراهيم الحائلي، ولكن كما ذكرت في آخر مشاركتك ولعلّ المخالف يُبيّن مناقضة هذا الكلام أو الرد عليه.
والحقيقة أنه ليس مردود بمعنى أنه باطل، وليس مقبول بمعنى أنه حق، ولكن لا شك أن كل ما ذكرته لا يمثل جسارة على نبي الله موسى عليه السلام، لأن ما ذكرته هو مجرد مفهوم العبارة ولازمها، ولازم المذهب ليس بمذهب، وكذلك مفهوم الكلام ينبغي أن يرد على قائله فإن قبله وأقره فو هو، وإلا فلا.
وهذا ما ذكره فضيلة الشيخ ابن عثيمين في القواعد المثلى عند قاعدة المطابقة والتضمن واللزوم.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى:
أنَّ القول بأن هارون أملك لأعصابه من موسى في مقام النبوة غير لائق، مردود بعدة وجوه:
الأول: أن موسى نفسه أقر لهارون بالأفضلية في الفصاحة واللسان في مقام النبوة والبلاغ، كما في قوله تعالى (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فارسله معي ردءا يصدقني).
الثاني: أن كون هارون أملك لأعصابه من موسى لا يعني التفضيل من كل الوجوه وأنه أفضل منه بإطلاق، كما في الأية السابقة، ولقد سمعت في أحد الأشرطة لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين كلاما مؤداه: أن علي أفضل من أبي بكر من جهة أنه ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم- وزوج ابنته ووالد أحفادة، وهذا كله ليس لأبي بكر - رضي الله عنه- وهذا لا يعني أنه أفضل من أبي بكر بإطلاق، وهذا مثله مثل حديث [فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَزَادَنِي غَيْرُ عُتْبَةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ قَالَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ]
قال ابن حجر:
عَلَى أَنَّ حَدِيث " لِلْعَامِلِ مِنْهُمْ أَجْر خَمْسِينَ مِنْكُمْ " لَا يَدُلّ عَلَى أَفْضَلِيَّة غَيْر الصَّحَابَة عَلَى الصَّحَابَة , لِأَنَّ مُجَرَّد زِيَادَة الْأَجْر لَا يَسْتَلْزِم ثُبُوت الْأَفْضَلِيَّة الْمُطْلَقَة , وَأَيْضًا فَالْأَجْر إِنَّمَا يَقَع تَفَاضُله بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يُمَاثِلهُ فِي ذَلِكَ الْعَمَل فَأَمَّا مَا فَازَ بِهِ مَنْ شَاهَدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زِيَادَة فَضِيلَة الْمُشَاهَدَة فَلَا يَعْدِلهُ فِيهَا أَحَد.اهـ
ثالثا: أن هدوء أعصاب هارون نظرا لما يعلمه من قوم موسى إذا فعل ما فعل موسى بعد ذلك من تحريق العجل مما جعله يعلم أنهم سيفترقون بخلاف ما لو كان موسى موجود أصلا كما كان الحال، فشدة موسى كانت مناسبة في مكانها، وهدوء أعصاب هارون التي هي بدون شك يتفضل فيها عن موسى كانت في موقفها المناسب، من أجل هذا ذكر ابن كثير في تفسير هذه الأية في سورة الأعراف حديث [ليس الخبر كالمعاينة].
وكلام العلماء في تفسير الآية يؤيد ما ذكره سيد ولا يعارضة فقط أنصح بالرجوع إلى التفاسير كابن كثير على سبيل المثال، وستجدوا أن سيد مصيب جدا في عبارته، بل صاغ كلام المفسرين بأسلوبه الأدبي فاجاد العبارة.
وهذا ليس مهناه أنه مصيب في كل عباراته طبعا، ولكننا أمام عبارة معينة.
والله تعالى أعلم.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[09 Feb 2007, 02:24 ص]ـ
هل أفهم بعدم الرد الموافقة؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[09 Feb 2007, 06:53 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم إسلام على إفادتك وفوائدك .. وأعتذر عن التأخر في الحوار معك ..
أنَّ القول بأن هارون أملك لأعصابه من موسى في مقام النبوة غير لائق، مردود بعدة وجوه:
الأول: أن موسى نفسه أقر لهارون بالأفضلية في الفصاحة واللسان في مقام النبوة والبلاغ، كما في قوله تعالى (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فارسله معي ردءا يصدقني).
¥