الأوزون: غاز أزرق باهت غير ثابت ذو رائحة واخزة، متفجر، سام بالنسبة للإنسان حتى في تركيزاته الضعيفة، يستخدم لتنقية الهواء وتعقيم الماء، ورمزه الكيماوي ( O3 ) أي: الجزيئة الواحدة تحتوي ثلاث ذرات، وهو مركب مؤكسد جداً، سرعان ما يتحد مع الغازات الأخرى ويتحول إلى مركبات ثابتة، ويتشكل الأوزون في الهواء تحت تأثير الأشعة الشمسية والبرق.
تم اكتشاف الأوزون عام / 1840 /، والفضل في اكتشافه يعود إلى العالم الكيميائي الألماني " شونباين " ثم جاء الكيميائي الإيرلندي " توماس آندروز " وأثبت أنه شكل من أشكال الأوكسجين، اشتقاقاً من الكلمة الإغريقية (أوزية) أي: ذو رائحة.
ظل الأوزون عبر التاريخ البشري متوازناً في تناقصه وتلفه، إلى أن جاء إنسان القرن العشرين فأربك هذه الطبيعة وساهم في تدميرها وأخلَّ بتوازنها.
أهمية طبقة الأوزون:
تأتي أهمية طبقة الأوزون في أنها درع واق يحمي الكرة الأرضية من وصول الأشعة فوق
البنفسجية والأشعة تحت الحمراء ().
ونحن البشر أكثر تضرراً من بين الكائنات الحية بهذا النوع من الخطر من الأشعة، حيث لا يغطي جلدنا حراشف أو صوف أو وبر أو ريش، وتؤدي هذه الأشعة إلى تخريب الجزيئات الأساسية للحياة، وخاصة جزيئات الحمض النووي () الريبي المنقوص الأوكسجين / D.N.A / الموجود في كل خلية ().
والسبب في حدوث ثقب الأوزون، تلك الملوثات البيئية والفعاليات البشرية والتكنولوجية بما تطلقه من مواد مدمرة لطبقة الأوزون.
يشترك عدد كبير من المواد في الهجوم على الأوزون وتدميره، ومن أشهر هذه المواد الفريونات، مواد كلور، فلور، كربون ( F.CI.C )( ) وهي موجودة في خدمة أهداف التنمية.
هذه المواد تستخدم في الرذاذات والثلاجات وأجهزة التبريد والتكييف، أو كوسيط لإنتاج الرغوة، أو كمنظفات للقطع الإلكترونية، أو الأبخرة المضغوطة في قارورات العطر، ففي الدنمرك يعاني 2% من السكان مرض (الإكزيما) () بسبب هذه العطور.
ممنوع دخول المتعطرين:
وفي مقاطعة (مارين) بولاية كاليفورنيا الأمريكية، يحرص الأزواج على مراجعة زوجاتهم وتحذيرهن عند دعوتهن لتناول العشاء في أحد مطاعم المقاطعة، ألاّ يستخدمن العطور، لأن المطعم واحد من المحلات العامة التي تحظر دخول المتعطرين إليها، ولأن إحصائيات رسمية تقول: بأن ثلث سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من بعض المشاكل الصحية مثل الصداع وحساسية الجلد، كنتيجة مباشرة لاستخدام العطور.
وفي مدينة (هاليفاكس) () يرفض معظم وحدات الدواوين العامة التعامل مع ذوي العطور الفوّاحة، ويحظر على الموظفين التعطر قبل الخروج إلى العمل !
كما يحرص بعض أصحاب الأعمال الخاصة على تعليق لافتات تعلن أن مكاتبهم خالية من العطور !
كل هذه التحذيرات من العطور لأن صناعتها تعتمد على أكثر من خمسة آلاف مركب كيميائي، منها 95 % مشتقات بترولية، وتشتمل على مركبات مسرطنة، وأخرى مثبطة للجهاز العصبي المركزي، ومؤثرة على الجهاز التنفسي، ومسببة لأنواع من تفاعلات الحساسية ().
بالإضافة إلى الفريونات هناك أكثر من ثلاثين مادة تساهم في الاعتداء على طبقة الأوزون مثل: كبريت الهيدروجين الناتج عن المحروقات النفطية وأوكسيد البتريك، وكذلك العوامل الطبيعية لها دور كبير وإسهام في النشاط البركاني وحرائق الغابات والغازات الناتجة عنها،حيث يحرم الأرض من الأشجار التي هي عامل هام في تخليص المناخ الأرضي من غاز ثاني أوكسيد الكربون إذ يقوم بتحويله إلى أوكسجين، وترفع نسبة الرطوبة وتلطف الجو.
يضاف إلى ذلك الصواريخ والطائرات الأسرع من الصوت، التي يخترق طبقة
? الستراتوسفير ? () والتفجيرات النووية فوق سطح الأرض.
كل ذلك يؤدي إلى ثقوب في طبقة الأوزون وعدم التئامها، حيث إن الصاروخ الواحد يحطم / 30 / طن من غاز الأوزون، ومكوك الفضاء عند الإطلاق ينتج / 178 / طن من الكلور، تصعد ذرات الكلور الحرة إلى أعلى الغلاف وتبدأ عملها المخرب ().
غاز الأوزون نعمة ونقمة:
¥