تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المبيدات: هي مجموعة من العوامل والأدوات الكيماوية منها والفيزيائية والبيولوجية التي تستعمل في عمليات القتل الجماعي لنوع معين أو أكثر من الكائنات الحية، ويطلق على

المبيدات بالفرنسية (بيست) ومعناها: المادة المضادة للطفيليات.

والتلوث بالمبيدات الحشرية ظاهرة حديثة لم يعرفها الإنسان إلا في النصف الثاني من القرن العشرين، ويؤدي الإسراف في استخدامها، إلى تلوث التربة الزراعية.

لقد تعرضت المحاصيل الزراعية لخسائر فادحة أثرت سلبياً على اقتصاد الدول ونموها، كاجتياح الجراد للمناطق الزراعية أو إصابة المحاصيل مثل دودة القطن، وعفنة البطاطس الذي حدث في إيرلندة عام 1840م، وأدى إلى وفاة مليون شخص بسبب المجاعة، وهجرة مليون آخر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

ومرض البيوض الذي يصيب النخيل المثمر، حيث أتلف خلال قرن واحد 80% من حقول النخيل المغربية.

ومرض (الفيلوكسرا) الذي أصاب الكروم في فرنسا عام 1865م وأدى إلى خسائر فادحة قدرت بعشر مليارات من الفرنكات ().

ولكثرة هذه الآفات استعمل الإنسان المبيدات والمضادات للأعشاب والحشرات، ومن أجل جشعه الزائد استعمل مخصبات وأسمدة لزيادة الإنتاج والمحصول، ونتيجة للاستعمال المفرط والخاطئ لهذه الأسمدة والمبيدات، فإن كمية كبيرة من هذه السموم تبقى في التربة دون انحلال زمناً طويلاً،فمنها ما يمتصها النبات، ومنها مع هطول الأمطار أو الري تتسرب إلى طبقات الأرض مسببة تلوثاً للمياه الجوفية والسطحية، أو تبخر بفعل حرارة الشمس مسببة تلوث الهواء المحيط.

فالثورة الخضراء التي أحدثتها التكنولوجيا في الزراعة خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن العشرين، بدأت تواجه خطر الثورة المضادة بدعوة جديدة للعودة إلى الطبيعة، وإقامة أنظمة زراعية بيئية تحاكي الطبيعة.

فالباحثة الهندية (فانداناشيفا) تعتبر " الثورة الخضراء " تخبطاً علمياً أوقع أضراراً فادحة اقتصادية وبيئية وحتى ثقافية، وتصبح الثورة على الثورة الخضراء قفزة نحو المستقبل في نظر العالم الإيطالي (ميغويل التييري) حيث يعلن أن التنمية البيئية المستديمة غير ممكنة التحقق من دون تغيير الأحكام الأساسية التي تحدد ما ينتج وكيف ينتج ولمن ينتج.

والذين يتعاملون مع المبيدات مباشرة دون اتخاذ الإجراءات الواقية تؤثر على صحتهم، مسببة حدوث إصابات سرطانية، كما يمكن أن تنشأ طفرات جينية ينتج عنها تشوهات في الأجيال القادمة مثل: التشقق في سقف الحلق والشفاه والولادة المنغولية وعدم وجود أطراف أو تشوه في تكوينها.

الخلل في توازن السلسلة الغذائية:

إن الإفراط في استعمال المبيدات والسموم،يحدث خللاً في توازن السلسلة الغذائية، فالنمس يقتات بالحيوانات الصغيرة والطيور والزواحف كما ينقضُّ على الأفاعي السامة ويفتك بها، والقيوط: يقتات بالقوارض فهو من الحيوانات المفيدة، ويقتات العنكبوت بالحشرات، والخلد: يقتات بالديدان، والراقون: حيوان يقتات أيضاً بالحشرات ومن غريب عاداته أنه يغمس طعامه في الماء وكأنه يغسله قبل أكله،

والذباب: يقتات بالقاذورات وله بعض المنافع فهو يختار من بين الحشرات الضارة فيهلكها، وينقي الهواء بالتهامه المواد العضوية الفاسدة، وهو مصدر هام لغذاء الأسماك، وله أثر محمود في عملية تأبير النبات وتلقيحه.

والنمل يقتات بالحشرات التي تقتات على النباتات، كالبق مثلاً فإنها تنتج مفرزات سكرية تجذب النمل، وبعض البق النباتي يحافظ عليها من قبل النمل بنفس القدر الذي يعتني به الناس بالأبقار من أجل ألبانها ولحمها ().

وكذلك الذئب يقتات على الثعلب، والثعلب يأكل القنفذ، والقنفذ يصيد الأفعى، والأفعى تأكل العصفور، والعصفور يتغذى على الجراد، والجراد يلتهم الزنبور، والزنبور يقتل النحلة، والنحلة تبلع الذبابة، والذبابة تقضي على البعوضة ()، وهكذا خلق الله تعالى الحياة، بهذه السلسلة الغذائية، فسبحان مقسم الأرزاق، قال الشاعر:

لكل شيء آفة من جنسه حتى الحديد سطا عليه المبردُ

ولقد ظهر كتاب اسمه " الربيع الهادئ " مؤلفه (راشل كارسون) الذي اعتبره بعضهم مرافعة قاسية ضد المبيدات.

وحسب رأي المؤلف فإن الحيوانات والنباتات قد تكبدت خسائر لا تعوض بفعل المبيدات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير