ومثل هذه التقنية مكلفة للغاية، لذلك تعمد دول الغرب الصناعي إلى استثمار الدول الفقيرة كأفريقيا لتجعلها سلة قمامة لنفاياتها.
ويشاع أن فيروس (الإيدز) قد استنبط باستعمال الهندسة الوراثية في مختبرات وزارة الدفاع الأمريكية، كأحد أساليب الحرب البيولوجية، فلما أرادوا تجربته على الإنسان الأفريقي فقدوا السيطرة عليه تماماً، ولا يتوافر الدليل على صدق هذه الادعاءات، وربما تكون مختلقة من أساسها.
وقد نشرت صحيفة (وست أمريكا) أن دولاً مثل الكونغو وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية وبنين قد تعهدت فيما بينها على استقبال حوالي عشرة ملايين طن من النفايات الخاصة سنوياً.
وهناك من الدول الفقيرة من ترضى بثمن بخس فشركة (سيسكو) ومقرها في جبل طارق، لا تدفع لحكومة بنين إلا دولارين ونصف الدولار للطن الواحد، إضافة إلى نصف دولار " بقشيشاً " بنص العقد، ولقد كافأت الحكومة الفرنسية بنبن على هذه الصفقة بأن ضمنت لها معونات اقتصادية على مدى ثلاثين عاماً مقبلاً.
إن كانت الشركات الغربية التي تعاقدت مع الدول الفقيرة الأفريقية قد أضفت على أعمالها قدراً من الشرعية الزائفة، وذلك بعقود مشبوهة، فكثيراً ما تلجأ شركات أخرى إلى أساليب غير شرعية ().
الفساد في البحر:
لما أفرط الجشعون في اصطياد ثعالب البحر من مياه كاليفورنيا طمعاً في فرائها، وراحت جثث ثعالب البحر المسلوخة تغطي رمال الشاطئ على امتداد أميال عديدة، ولأن ثعالب البحر كانت تتغذى على القنافذ البحرية فإن الأخيرة تزايدت أعدادها باطراد، ولكونها تتغذى على نوع من الأعشاب البحرية العملاقة التي تشكل غابات كثيفة تحت الماء، فقد اختفت هذه الغابات في بطون القنافذ، وبغياب القنافذ فقدت الأسماك غذاءها العشبي والملاذات التي كانت تضع فيها بيضها.
وهكذا عمَّ البؤس والكآبة شواطئ كاليفورنيا كلها، بسبب العبث بعنصر واحد من عناصر البيئة البحرية الطبيعية.
استعمال البحر سلة للنفايات:
وتعمد كثير من الدول المتقدمة إلى استخدام البحر مقلباً لنفايات الصرف الصحي، مستفيدة من آلية عمل البحر بتياراته ورياحه وأمواجه.
أما النفايات الأخرى غير القابلة للهضم (كالنفايات الصناعية) فإن جميع هذه الدول متفقة على منع استخدام الوسط البحري مقلباً لها، لتسببها في القضاء على الحياة البحرية.
ولكن تسريب النفط إلى البحار، فإن أسوأ حوادث تسرب للنفط في البحار قد وقعت في الخليج وعلى يد العراقيين، وذلك عندما هاجمت طائراتهم بعض آبار البترول البحرية الإيرانية في عام 1983 م خلال حربهم ضدَّ إيران.
وأحرق العراقيون أكثر من /500 / بئر بترولي من أفضل النفط في العالم، في حرب الخليج الثانية، بالإضافة إلى تسريبهم لكميات ضخمة من النفط الخام إلى مياه الخليج، تراوحت من 4 إلى 65 مليون طن من زيت البترول، وحرق 67 مليون طن زيت خام أثناء إشعال آبار البترول والتي استمرت / 250 / يوماً تقريباً، هذه النيران التي ارتفعت ألسنتها في صحراء الكويت، أضافت إلى الغلاف الجوي للأرض كميات هائلة
من الغازات السامة والسناج، ومن الصعب تقدير النتائج لهذا الفعل الإجرامي قبل مرور سنوات طويلة.
وربما مرض النهر أو مات:
وكما مات البحر الميت فإن هناك أنهاراً تموت، والموت هنا هو موت الكائنات الحية التي تعيش في الأنهار، بفعل المواد السامة التي تلقى فيها.
حتى أصبح علماء البيئة يتحدثون عن أنهار ميتة وأنهار ماتت ثم بعثت مرة أخرى، كنهر
(التايمز) البريطانية، ونهر (الراين) في غرب القارة الأوربية.
والبيئة النهرية من الناحية (البيولوجية) لا تختلف عن بيئة اليابسة إلا في نوعية الأحياء، وتعيش في الأنهار كما تعيش على اليابسة، مجموعة من النباتات والحيوانات والميكروبات التي يعتمد بعضها على بعض، ومن ثم فهناك قدر من التوازن بين أعدادها، وتقوم الطحالب في الأنهار مقام النباتات على اليابسة، فهذه الأحياء الخضراء هي التي توفر المادة العضوية الأولية غذاء للأحياء الأخرى في البيئتيْن.
¥