ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Feb 2007, 05:08 م]ـ
كنت اول ما وقفت على نسب ابن عطية للمعتزلة في شرحين:
الأول: تحفة الأحوذي، وقد جاء فيه:
(قَوْلُهُ: (مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ)
أَيْ بِغَيْرِ دَلِيلٍ يَقِينِيٍّ أَوْ ظَنِّيٍّ نَقْلِيٍّ أَوْ عَقْلِيٍّ مُطَابِقٍ لِلشَّرْعِيِّ، قَالَهُ الْقَارِي. وَقَالَ الْمُنَاوِيُّ أَيْ قَوْلًا يَعْلَمُ أَنَّ الْحَقَّ غَيْرُهُ وَقَالَ فِي مُشْكِلِهِ بِمَا لَا يَعْرِفُ
(فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ)
أَيْ لِيُهَيِّئْ مَكَانَهُ مِنْ النَّارِ قِيلَ الْأَمْرُ لِلتَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ، وَقِيلَ الْأَمْرُ بِمَعْنَى الْخَبَرِ. قَالَ اِبْنُ حَجَرٍ: وَأَحَقُّ النَّاسِ بِمَا فِيهِ مِنْ الْوَعِيدِ، قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ سَلَبُوا لَفْظَ الْقُرْآنِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ وَأُرِيدَ بِهِ أَوْ حَمَلُوهُ عَلَى مَا لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَرِدْ بِهِ فِي كِلَا الْأَمْرَيْنِ مِمَّا قَصَدُوا نَفْيَهُ أَوْ إِثْبَاتَهُ مِنْ الْمَعْنَى فَهُمْ مُخْطِئُونَ فِي الدَّلِيلِ وَالْمَدْلُولِ مِثْلُ تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَيْسَانَ الْأَصَمِّ وَالْجُبَّائِيِّ وَعَبْدِ الْجَبَّارِ وَالْهَانِيِّ وَالزَّمَخْشَرِيِّ وَأَمْثَالِهِمْ. وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَدُسُّ الْبِدَعَ وَالتَّفَاسِيرَ الْبَاطِلَةَ فِي كَلَامِهِمْ الْجَذِلِ فَيَرُوجُ عَلَى أَكْثَرِ أَهْلِ السُّنَّةِ كَصَاحِبِ الْكَشَّافِ، وَيَقْرُبُ مِنْ هَؤُلَاءِ تَفْسِيرُ اِبْنِ عَطِيَّةَ، بَلْ كَانَ الْإِمَامُ اِبْنُ عَرَفَةَ الْمَالِكِيُّ يُبَالِغُ فِي الْحَطِّ عَلَيْهِ وَيَقُولُ إِنَّهُ أَقْبَحُ مِنْ صَاحِبِ الْكَشَّافِ لِأَنَّ كُلَّ أَحَدٍ يَعْلَمُ اِعْتِزَالَ ذَلِكَ فَيَجْتَنِبُهُ، بِخِلَافِ هَذَا فَإِنَّهُ يُوهِمُ النَّاسَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ).
الثاني مرقاة المفاتيح لملا علي قاري، قال:
(قال ابن حجر وأحق الناس بما فيه من الوعيد قوم من أهل البدع سلبوا لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به أو حملوه على ما لم يدل عليه ولم يرد به في كلا الأمرين مما قصدوا نفيه أو إثباته من المعنى فهم مخطئون في الدليل والمدلول مثل تفسير عبد الرحمن بن كيسان الأصم والجبائي وعبد الجبار والرماني والزمخشري وأمثالهم ومن هؤلاء من يدس البدع والتفاسير الباطلة في كلامهم الجزل فيروج على أكثر أهل السنة كصاحب الكشاف ويقرب من هؤلاء تفسير ابن عطية بل كان الإمام ابن عرفة المالكي يبالغ في
الحط عليه ويقول إنه أقبح من صاحب الكشاف لأن كل أحد يعلم اعتزال ذلك فيجتنبه بخلاف هذا فإنه يوهم الناس أنه من أهل السنة)، ولم أجد هذا الكلام عند ابن حجر ـ إن كان الهيتمي ـ إلا ما كان في الفتاوى الحديثية، لكن لا يوجد في الفتواى كل هذه التفاصيل، فلعلها من كتاب آخر، والله أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 Feb 2007, 05:11 م]ـ
السلام عليكم
وليس لنا بعد كلام الدكتور الطيّار كلام------
ـ[روضة]ــــــــ[10 Feb 2007, 05:17 م]ـ
السلام عليكم
وليس لنا بعد كلام الدكتور الطيّار كلام------
فعلاً فقد أنصفت يا د. مساعد، بارك الله فيك ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Feb 2007, 05:27 م]ـ
أشكر الأخ الفاضل جمال والأخت الفاضلة روضة، ولم أطلع على تعليقك، إلا بعد تسجيلي تعليقاتي، فيبدو أنك كتبتيها وأنا أعدُّ التعليق، ولقد ظهر ـ والحمد لله ـ الاتفاق على نفي الاعتزال عن ابن عطية، ولله الحمد.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[10 Feb 2007, 06:10 م]ـ
الشيخ الفاضل / د. مساعد الطيّار – حفظه الله تعالى-:
قلتم: " ... والدليل على ذلك أني وقفت على اكثر من أربعين موطنًا يرد فيها على المعتزلة صراحة، وكان رده عليهم متنوعًا في مجموعة من عقائدهم "
شيخنا الفاضل ... هل وقفتم على كلام ابن عطية – رحمه الله – عند تفسير قوله تعالى:
" للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " يونس:26
فكما لا يخفى عليكم يا شيخنا الكريم أنّ من عقائد المعتزلة – وإن كان ليس من أصولهم – نفي رؤية الله سبحانه وتعالى سواء في الدنيا أم في الآخرة.
وهذا نص كلام المصنف – رحمه الله تعالى – في تفسير الآية الكريمة:
" وقوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} الآية، قالت فرقة وهي الجمهور: {الحسنى} الجنة و " الزيادة " النظر إلى وجه الله عز وجل، وروي في نحو ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه صهيب، وروي هذا القول عن أبي بكر الصديق وحذيفة وأبي موسى الأشعري وعامر بن سعد وعبد الرحمن ابن أبي ليلى، وروي عن علي بن أبي طالب أنه قال: " الزيادة " غرفة من لؤلؤة واحدة، وقالت فرقة {الحسنى} هي الحسنة، و " الزيادة " هي تضعيف الحسنات إلى سبعمائة فدونها حسبما روي في نص الحديث، وتفسير قوله تعالى:
{والله يضاعف لمن يشاء}
[البقرة: 261]، وهذا قول يعضده النظر ولولا عظم القائلين بالقول الأول لترجح هذا القول " اهـ
ولعلكم يا شيخنا الكريم تتبعون كلام ابن عطية – رحمه الله – في تفسيره لمعنى الاستواء ... فالذي يظهر أنه ليس أشعريا جلدا!
والله أعلم.
¥