ويعلم الله أنني قد ترددت كثيراً في طرح الموضوع ابتداءً، ثم في إظهار غلاف الكتاب الثاني وعليه اسم الدكتور دون طمسه كما جرت عادتي في هذا الموقع، غير أنني لاعتبارات واستشارات أقدمتُ على إظهاره وإن كنت إلى الآن متأسفاً أنني أظهرت الاسم. لكن على كل حال أرجو ألا أكون قد وقعت في الإثم بهذا إن شاء الله، وأستغفر الله من كل ذنب، وأنا على أتم الاستعداد لتحمل نتيجة خطئي - إن كنت مخطئاً - مهما كانت التبعات، والذي دفعني للنشر أسباب منها:
1 - أن مرتاديه من أمثالكم من طلبة العلم المتخصصين في الدراسات القرآنية والمهتمين بها من أهل العلوم الإسلامية المختلفة، الذين يهمهم أمر الكشف عن حقيقة الأمر للإحاطة فحسب، مع البعد عن التجريح والإساءة، والخروج عن الموضوع بالإساءة إلى الدكتور المقصود أكثر مما يحتمله التنبيه، فإنني - رغم اعتراضي على تصرفه هذا - أظن أنه ليس الأصل - إن شاء الله - في سائر مؤلفاته وجهوده العلمية، علماً أن هذا الكتاب هو السابع عشر في عدد مؤلفاته.
وإنما هدفنا الاحتساب لحفظ حق العلم وأهله، وكما تفضل الأستاذ الخبير منصور مهران والدكتور جمال أبو حسان، ما المانع من تكاتف الجهود وسن القوانين للحد من هذه الحوادث الفردية حتى لا تتفشى في حقل العلم، ولا سيما علوم الشرع، علماً أننا لم نشر في الملتقى إلا لما يتعلق بالدراسات القرآنية فحسب.
2 - أنه ليس لدي وسيلة خاصة مناسبة أظهر بها للقراء الذين يملكون الكتابين أو أحدهما حقيقة الأمر إلا هذا الملتقى على قلة انتشاره.
3 - أنني قد تثبتُّ من الأمر من عدة جهات، ولكن للإنصاف ليس منها الدكتور المشرف المقصود لعدم معرفتي به، وإن كان الأولى بي أن أفعل ذلك، وأتفق مع أخي الدكتور أنمار والدكتور السالم في أن هذا حق مشروع للدكتور المشرف أن يبين وجهة نظره في الأمر وهذا ما نتمناه لو حدث، وليت الزملاء القريبين منه يدعونه لهذا؛ لأن غايتنا معرفة الحقيقة حفظاً للعلم وجنابه أولاً، ولحقوق الباحثين ثانياً، وأكرر استعدادي لتحمل أي تبعات في هذا مهما كانت، وأشكر أخي الكريم ابن الجزيرة على حسن ظنه بأخيه، وأرجو أن أكون دائماً عند حسن ظنه، وأشكر الإخوة الذين هاتفوني وكاتبوني حول هذا الموضوع لحرصهم على الموقع والقائمين عليه، وعلى مصداقيته.
وأدعو الأخت الكريمة الدكتورة منيرة بنت محمد الدوسري لإبداء رأيها من جانبه العلمي، مع تقديري أنها ربما تتحرج من الحديث بسوء حول أستاذها والمشرف على بحثها، إلا أنني أؤكد أنه يجب عليها بيان الحقيقة للقراء دون إساءة لأحد إن شاء الله.
أما سؤال الأستاذ جمال الشرباتي: هل يوجد قانون ما فيما يتعلق بالرسائل الجامعيّة يجعل الرسالة وكأنها مجهود مشترك للمشرف والطالب؟
فلا أعرف قانوناً كهذا، وإن وجد فلن يكون معناه جواز انتحال أحدهما للبحث دون الإشارة للآخر كشريك في البحث.
وأما قول أخي الدكتور أنمار: فلعله فعلاً كان هو صاحب الفكرة والمراجع والهوامش، وتكرم بها على الطالبة وأرشدها لجمع البقية الباقية من موضوعها.
فأقول: هذا احتمال واردٌ، لكن هذه مصيبة لو تحققت فهذا يعني أنه ليس جهد الطالبة، وأنها لا تستحق تلك الدرجة التي حصلت عليها بهذا البحث؛ لأن كتابها كله مضمن في كتاب الدكتور. لكن هذا عندي احتمال بعيدٌ لأنه - في ظني - ما كانت الطالبة لتقدم على نشر رسالتها لو كان الأمر تم بهذه الصورة، وإنما ستكتفي بالحصول على الدرجة، ثم تسعى بعد ذلك لسحب هذه الرسالة من أرفف مكتبة الكلية حتى لا يكشف أمرها ولو بعد حين، فضلاً عن أن تقوم بنشر بحثها بكل ثقة، فالذين يسطون على أعمال الغير يحرصون في العادة على التخفي كما هو شأن اللص الحاذق، على حد قول البردوني: واللص يخشى سطوع الكوكب الساري.
وأما قول الدكتور أنمار ولا تنسوا أنه في المقابل هناك من يقوم بكتابة البحوث للطلبة الخائبين من الجلدة للجلدة إما بمقابل مادي أو أن يكون اشتراط بنشر الكتاب لطرف ما أو بيع حقوقه ... إلخ
فهذه مصيبة كبيرة، سمعت عن بعضها ولم أتحقق منها بنفسي، وهي خيانة للعلم وأمانته، وجناية على الحقيقة، إن ترتب عليها شهادة علمية فهي شهادة زور، ولا يرضى بها إلا من قلَّ حظه من الدين والورع والعقل.
¥