أ - أنها جمعت كليات أصول الدين كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" وقد ذكرت في مواضع مااشتملت عليه سورة البقرة من تقرير أصول العلم و قواعد الدين" (مجموع الفتاوى 14/ 41)،وقال الألوسي:" والسورة الكريمة لكونها سنام القرآن ذكر فيها كليات الأحكام الدينية من الصيام والحج والصلاة والجهاد على نمط عجيب". (روح المعاني 1/ 755)
ب - أنها تركز على إصلاح المجتمع المسلم وبنائه وتربيته لتلقي الشريعة ويؤكده أنها استغرقت فترة المرحلة المدنية كلها فكان نزولها في عشر سنوات، وكان آخر مانزل من القرآن آيات الربا والمداينات فيها. فهي بذلك تمثل نظاماَ ودستوراَ أساسياَ للأمة.
قال ابن عاشور في تفسير قوله تعالى: {سْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} لبقرة 219]: "هذا من عداد الأحكام التي بينها في هاته السورة مما يرجع إلى إصلاح الأحوال التي كان عليها الناس في الجاهلية، والمشروع في بيانها من قوله تعالى: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} البقرة 178] إلى آخر السورة، عدا ما تخلل ذلك من الآداب والزواجر والبشائر والمواعظ والأمثال والقصص، على عادة القرآن في تفنن أساليبه تنشيطاً للمخاطبين" (التحرير والتنوير 2/ 338)
وقال صاحب الظلال: "هذه السورة تدور حول موقف الجماعة المسلمة في أول نشأتها، وإعدادها لحمل أمانة الدعوة والخلافة في الأرض، بعد أن تعلن السورة نكول بني إسرائيل عن حملها، ونقضهم لعهد الله بخصوصها، وتجريدهم من شرف الانتساب الحقيقي لإبراهيم عليه السلام، صاحب الحنيفية الأولى، وتبصير الجماعة المسلمة وتحذيرها من العثرات التي سببت تجريد بني إسرائيل من هذا الشرف العظيم" (في ظلال القرآن 1/ 28)
وبعد:فلو اجتمع نفر من المتخصصين وانبروا لتأليف المنهج المعتمد في تفسير الفاتحة والبقرة بما يناسب طلاب الجامعة، ويحقق لهم الهدف المقصود من المادة لكان له أثر بالغ، وسنة حسنة، وأجر عظيم بإذن الله.
وأظن أن الدكتور مساعد لديه الأهلية لتولي هذا العمل المبارك ومن ينتخب معه ممن يراه من المتخصصين. نفع الله بالجميع، وجعلنا جميعاَ من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته.
ـ[المنصور]ــــــــ[14 Mar 2007, 01:13 م]ـ
أخوكم العبد الضعيف يرى أن لايتم تدريس آيات الأحكام في الشريعة، وذلك لأنهم يدرسونها من خلال كتب الفقه، ويدرسون طريقة التعامل معها من خلال كتب أصول الفقه، وأرى أن يتم تدريسهم التفسير من خلال منهجين:
الأول: أن تقرر آيات من عدة سور تتحدث عن مواضيع مختلفة (ويتم الاعتناء هنا باختيار الأيات التي ترد في كتب العلماء ويستدلون بها على المسائل العلمية: كآيات الرد على اليهود والنصارى، وآيات اليوم الآخر، وآيات الأخلاق والسلوك، وآيات الأمر بالعدل وتفسيرها ... الخ).
الثاني: أن يتم دراسة سور كاملة (لكي يتم دراسة علم المناسبات بجميع أنواعه، واسم السورة ... الخ).
والله أعلم،،،
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[19 Mar 2007, 10:26 م]ـ
إن تحديد آيات الأحكام وأحاديث الأحكام في كلية الشريعة يعد تطبيقاً لما يدرس في المواد الرئيسة في الكلية وهذا ما يستفيده الطالب، بيد أن هذه الطريقة فيها إغفال للباقي فلابد من حلها، وقد ذكرت في المشاركة السابقة بعضاً من الحلول التي أتوقع أنها مفيدة وغير شاقة على النظام المتبع في الكلية.
والله يحفظكم ويرعاكم ....
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[20 Mar 2007, 08:28 ص]ـ
شكرا للإخوة والمشايخ الفضلاء على المشاركة الفاعلة في هذا الموضوع الحيوي
وأحب أن أوضح للإخوة مسائل مهمة يجب أن لاتغيب عن البال
1 - مقصدنا من تدريس ودراسة التفسير؟؟
إن كان المراد المعلومات الشرعية فقط
أو المراد فهم كتاب الله
أو المراد نموذج تطبيقي عملي للتفسير ومعرفة مسلك هذا العلم الشريف
وبناء على مرادنا يتحدد الجواب على السؤال بكل صوره
2 - أنا خريج كلية أصول الدين وأدرس في كلية القرآن الكريم والذي أعرفه من النظم والمناهج الجامعية أن المراد إعطاء الطالب ملكة لفهم هذا العلم وبابا يلج منه للعيش مع كتاب الله عز وجل
وعلى هذا فآمل أن تكون إجابات الإخوة واضحة ومحددة لخدمة هذا الهدف
أما الأماني والآراء فليس لها حد نقف عنده، بل ستكون أحلاما
ولجامعة الإمام تجربة متنوعة في منهج التفسير للمعاهد العلمية آمل أن تراجع جيدا - ومن وجهة نظري لاتزال بحاجة لمراجعة جادة لأن الهدف غير واضح من مقرر التفسير بخلاف بقية العلوم الشرعية فيها
3 - تجربة الجامعة الإسلامية في تدريس فتح القدير ثم العدول عنه لابن كثير جديرة بالتأمل والنظر والاعتبار لأمور يطول ذكرها - يكفي منها مذكرة الشيخ الأشقر التي انتجت (زبدة التفسير)
4 - التفسير باب واسع وطويل لايمكن لطلاب جامعاتنا أن يأخذوه كاملا ولا نصفه
لكن الذي نرجوه أن يأخذوا منه نماذج تدرس بعناية فائقة وأكاديمية واضحة توضح هذا العلم الشريف وتعطي الطالب ملكة جيدة وتفتح له بابا إلى طلب هذا العلم والتحقيق فيه من خلال سور متعددة ومستويات مختلفة عبر نخبة من الأساتذة المتميزين - وليس عيبا أن نعترف بالتقصير -أو أن تكون هناك حلقات نقاش وورش عمل وبرامج تنفيذية لتطوير تدريس وتحضير هذا المقرر والافادة من بعضنا في هذا الجانب
شاكرا ومقدرا لكم طرح هذا الموضوع - وهذه عجالة سريعة - فسامحوني على العجلة
¥